قد يستغرب البعض من المبتدئين في التعامل مع أسواق العملات عندما يشاهدون الدولار الأمريكي أو أي عملة كانت تصعد بقوة كبيرة أمام عملة أخرى وفي المقابل تنخفض بهدوء أمام عملة أخرى وهو ما يصيبه بالقلق بعض الشيء أو بالمفاجأة حيث انه يتوقع وعلى سبيل المثال أن ينطلق الدولار الأمريكي أمام الفرنك السويسري والجنيه الاسترليني بذات القوة والزخم الذي صعد به أمام الين الياباني ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماما بل انخفضت أسعار الدولار الأمريكي أمام الفرنك والجنيه وهو ما يؤكد ضعفه بشكل عام أمام الأزواج الأخرى ولكن ضعف الين الياباني كان أضعاف ضعف الدولار الأمريكي وهو ما نتج عنه هذا الصعود القوي للزوج المذكور .. وعليه فإن الأفضل بشكل عام أن يقوم المتعاملون بتحليل الأزواج بمعزل عن بعضها البعض فلكل زوج دعومه ومقاوماته وتوجهاته القادمة وما حدث في الأسابيع القليلة الماضية أكبر مثال على صحة استخدام هذا الأسلوب فمن اشترى بزوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك بناء على صعود الدولار الأمريكي أمام الين يكون قد تعرض لخسارة كان من المفترض ألا يتعرض لها خصوصا وأن الزوج قد كسر مستويات دعم رئيسية وبالتالي فان الاحتمال الأكثر ترجيحا هو الهبوط وليس الصعود فكيف بنا ندخل بعقود شرائية عكس الاتجاه القادم ؟ الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني عندما ننظر للرسم البياني الشهري لزوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني فإننا نشاهد أمرا غاية في الروعة يؤكد جدوى الاعتماد على التحليل الفني في استنتاج التوجهات القادمة للأسعار وأفضل مناطق الدخول والخروج وبالعودة إلى الزوج المذكور نجد أن الشمعات الشهرية الأربعة الماضية كانت صاعدة بامتياز انطلق بها الزوج من مستويات 78 ينا للدولار إلى مستويات 91.69 ين حسب إغلاق الشمعة الشهرية الماضية وهو صعود بلغ عدد نقاطه 1350 نقطة تقريبا وهو ما نسبته 17.4بالمائة من قيمة أدنى نقطة في الشمعات الأربع المذكورة ، وقد كان اختراقه لمستويات 83.37 – 84.16 الأثر الأكبر في حدوث الانفلات السعري الذي نشاهده الآن حيث أن أوامر وقف الخسارة للعقود البيعية القابعة أعلى هذه المستويات قد تفعلت بفعل اختراق المستوى ما زاد من الطلب بشكل كبير الأمر الذي دفع بالأسعار لاختراق مستويات المقاومة بشكل متواصل دون أي تصحيح يذكر ، وأود التأكيد على أنه لايزال في طريقه الصاعد الذي يستهدف مبدئيا مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له حاليا عند مناطق 94.11 المتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والتي من المفترض أن تكبح صعود الزوج ولو بشكل مؤقت خصوصا أنها مقاومة مضاعفة حيث انها أيضا مقاومة سعرية كلاسيكية دفعت بالزوج بفشل اختراقها إلى الهبوط الذي استمر إلى أن وصل إلى القاع الأدنى للزوج في الموجة الهابطة الأخيرة عند مناطق 75.56 ين لكل دولار أمريكي .. إن ما أود التأكيد عليه أننا قد أشرنا إلى صعود الزوج واستهدافه لمستويات التسعين ينا وأكثر منذ أن كان دون مستويات الثمانين حيث كان واضحا أن الزوج في طور تشكيل نموذج انعكاسي للموجة الهابطة متمثلا بنموذج Failure Swing والذي تحقق فيما بعد باختراقه لمستويات 84.16 الأمر الذي كان من المفترض أن يكون دافعا للمتعاملين للدخول في عقود شرائية تستهدف مستويات بعيدة بعض الشيء وقد أشرنا إلى ذلك بشكل واضح وهو تأكيد آخر على جدوى استخدام التحليل الفني . الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري على الرغم من صعود الدولار الأمريكي أمام الين الياباني بشكل ملحوظ وبزخم قوي إلا أنه ينخفض بشكل بسيط أمام الفرنك السويسري حيث خسر في تداولات الأسبوع الماضي ما قيمته 197 نقطة وهو ما نسبته 2.1بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مناطق 0.9267 نقطة والتي كانت دون مستويات المقاومة الرئيسية عند مناطق 0.9284 المتمثلة بحاجز 23.6بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي تم اختبارها في بداية التعاملات إلا أنه تعرض لموجة بيع كبيرة دفعته للهبوط المستمر إلى أن وصل إلى مناطق 0.9020 التي تعرض عندها على ما يبدو لعمليات جني أرباح وأوامر شرائية كبحت هبوطه ودفعته لتقليص ما تم تقليصه من نقاط في اليوم الأخير ولخمسين نقطة الأمر الذي دفع لإغلاق الزوج عند مستويات 0.9070 دولار لكل فرنك سويسري وليكون بذلك قد حقق أدنى إغلاق أسبوعي في الأربعين أسبوعا الماضية وهو ما قد يخلق حالة من الخوف لدى المتعاملين تدفعهم لمزيد من البيع الأمر الذي يسهل وصول الأسعار إلى مناطق الدعم الرئيسي الحالي عند مناطق 0.8860 والواقعة على حاجز 38.2بالمائة فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها والتي تمت الإشارة فيما سبق حول احتمالية استهدافها من قبل الأسعار خصوصا مع بداية دخولها في موجة تصحيحية بعد صعود شبه متواصل من مستويات 0.7063 إلى مستويات قمة الموجة الواقعة على 0.9970 والتي تعرض عندها لموجة بيع شديدة كبحت صعوده ودفعته لدخول الموجة التصحيحية التي لا يزال يسير بداخلها . الذهب للأسبوع السابع على التوالي وأسعار أونصة الذهب لا تزال سائرة في ذات المستوى الجانبي فمنذ أن هبطت الأسعار من مستويات 1795 دولارا في موجتها التصحيحية الأخيرة مستهدفة مستويات الدعم الرئيسي الأول عند مناطق 1627 دولارا المتمثلة بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق والتي كبحت هبوط السعر قبل خمسة أسابيع من الآن ولكن لا يزال المتعاملون متحفظين بعض الشيء حول قراراتهم الشرائية خصوصا وأن الأسعار في موجة تصحيحية كبرى للموجة الكلية الصاعدة التي وصلت أعلى قيمها عند القمة الكبرى لأسعار الذهب على الإطلاق عند 1920 دولارا ، وهذه المخاوف هي التي تجعل الذهب لا يزال قريبا من هذه المستويات حيث ان المفروض أن تنخفض أسعار الذهب أكثر إلا أن المخاوف لدى المتعاملين من الوضع الاقتصادي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا يجعلهم متحفظين حول قرار البيع أيضا مما يجعل اتخاذ القرار أمرا مربكا بعض الشيء لهم وهو ما يخلق حالة من ضعف التداولات الأمر الذي ينعكس على حركة الأسعار ويجعلها ضمن نطاق ضيق ... بشكل عام لو نظرنا إلى الذهب على الإطار الزمني الشهري فإن المتوقع أن تذهب الأسعار لاختبار مستويات الدعم الرئيسي المذكور وعليه من الممكن أن نراقب سلوك السعر أثناء وصوله لتلك المستويات وهو مؤشر جيد على احتمالية انعكاسه أم كسره لتلك المستويات وعليه فإن أي أمر شراء يجب أن يرتبط بأمر لوقف الخسارة يقبع أدنى من مستويات 1625 دولارا على أقل تقدير حيث ان الوصول إلى هذه المستويات سوف يزيد من احتمالية وصول الأسعار إلى مناطق الدعم الرئيسي والمفصلي التالي عند 1523 دولارا للأونصة والمتمثل بالضلع السفلي للمسار الجانبي الذي يسير به الذهب منذ سنة وأربعة أشهر من الآن .