قد نكون من أشطر الناس في تلميع كثير من القضايا , فنجعلها ترفرف عالياً كالعلم الخفاق وما ان يأتي أقل اختبار الا ونرسب فيه بكل جدارة فشوارعنا وكبارينا وكثير من مرافقنا خير دليل على ما أقول , وبحكم اننا فنانون ومتعددو المواهب فإن هذا الفن لم يقتصر على ماذكرت بل انتقل الى عدة قطاعات ونشاطات مختلفة في مجتمعنا. فمثلا رياضتنا السعودية لا تتكلم الا بالملايين من الريالات والصرف الهائل والتشكيل الاداري المتكرر ودوران بعض المسؤولين من هنا الى هناك بين المناصب , ومعسكرات خارجية للاندية والمنتخبات في أغلى بلدان العالم وصفقات تهز الابدان في أحياء كثيرة لا نقوى حتى على سداد مستحقاتها , وحين يأتي أي اختبار ننكشف ونرسب بكل جدارة فما حدث في كأس آسيا وتصفيات كأس العالم لمرتين متتاليتين يوضح جلياً ما أعنيه هنا فمن يصدق ان لاعبينا الذين تتجاوز مدخولاتهم الشهرية رواتب الوزراء ورواتب من يديرون اكبر الشركات في المملكة لم يستطيعوا ان يجدوا لمنتخبنا مكانا بين أفضل 100 منتخب في العالم حسب تصنيف الاتحاد الدولي!!. أين كل الملايين المملينة وما نتاجها ؟ أين اللجان والاتحادات الرياضية وما يصرف عليها من جهد ووقت ومال وهذه نتائجنا ؟ أصبح حلمنا ان لا نتلقى الهزيمة من سوريا والاردن ولبنان بينما ننفخ ريشنا على هونك كونج وتايلند !!. رياضتنا ليست بحال أفضل من قطاع الصحة والبلديات وكثير من المرافق الحيوية , ومع ذلك نلمع لها في أننا نفصل التوائم وهناك من لا يجد سريراً او من ينتظر أشهرا للحصول على موعد ليقابل الطبيب. المشكلة أننا مع كل هذا الاخطاء واضحة تماما امامنا وأمام غيرنا الا أننا نكابر ولا نعترف الرياضة السعودية تلمع من الداخل وينخرها الفشل من الداخلة وأفضل تشبيه لها في نظري أنها مثل سيارة «فيراري» صُنعت في الصين و شكلها من الظاهر يوحي لك انها الأصلية وفي أول اختبار لها تكتشف الفرق الواضح بين المظهر والمخبر بها فنتغنى بقوة مستشفياتنا وعدتها وعتادها ونتناسى الأخطاء الطبية , ونحدث عن أقوى دوري عربي ولاعبينا لا يستطيعون الا تجاوز تايلند فلماذا المكابرة؟. المكاشفة والصراحة من أهم طرق الحل للمشكلة وعدم الاغترار بالانجازات الهامشية والتاريخ الذي لا يتصل مع حاضر مشرق بل على العكس منه. الرياضة السعودية تلمع من الداخل وينخرها الفشل من الداخلة وأفضل تشبيه لها في نظري أنها مثل سيارة «فيراري» صُنعت في الصين و شكلها من الظاهر يوحي لك انها الأصلية وفي أول اختبار لها تكتشف الفرق الواضح بين المظهر والمخبر . في كل عام نتراجع اكثر بل نتقدم إلى الوراء بامتياز ومع ذلك لم نحرك ساكنا ونصرف الأموال الطائلة على الاشياء الخطأ , نتشدق بأننا نؤمن بالاحتراف ونحن نخرق مبادئه , كل هذا كوم واعلامنا الرياضي المتهالك كوم آخر , شخصيا لم أعد أتابع ثلاثة ارباعه لا مرئيا ولا مسموعا ولا مقروءا فكله تعصب اكثر من تعصب المدرجات يضر تماما ولا يفيد تماما , تكرار في كل شيء ضيوف محتقنون وطرح ساخر ومضيعة لكثير من الوقت والنتيجة «الصفر الكبير» بل إن هذا الإعلام كان يشكل الهيكل الأساسي لتلك «الفيراري» المصنوعة في الصين.بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة,في أمان الله. Twitter: @majid_alsuhaimi