ذكرت في مقال سابق بأن غيرة الزميل الراحل ستيف جوبز مؤسس امبراطورية أبل كانت قاتلة من صداقة منافسه اللدود بيل غيتس لي, لدرجة أنه ترك في وصيته شرطاً لزوجته أم ريد وأبناءه أن يختاروا ما بين اثنين: إما أن تقوَّى أواصر الصداقة معي وعائلتي، وإلا تذهب ملياراته لجمعيات الرفق بالحيوان, أي أنه خيّرهم ما بين المليارات و صديقه النبيل أو الملاليم والفقر الطويل, قبلوا الشرط الأول, مكرهين والله أعلم! كان ردّ فعل بيل غيتس على وصية الراحل ستيف جوبز سريعاً عندما طلب من ابنائه عدم ترك فرصة التقرّب لأبناء ستيف, استغل أبناءه الأذكياء ليشترطوا عليه أمرين هما الغاء تبرعه الأهوج واللاعقلاني لملياراته إلى الجمعيات الخيرية, وأن ترخي والدتهم القاسية القيود المفروضة عليهم, فزوجة بيل غيتس أم جون ترفض أن يحيا أولادها حياة الأثرياء والتبذير حتى يشعروا بأهمية العمل وقدسيته يصل إلى حد التقشف في نوعية الأطعمة التي يتناولونها واستخدام المواصلات العامة! وكان لأبناء بيل ما أرادوا. بدأت معركة أبناء الزميلين بيل وستيف في كسب رضانا ولم يتركوا وسيلة تجسسية إلا واستخدموها, قاموا بتزويد منتجات مايكروسفوت وأبل التي أهدوها لنا سابقاً ببرامج تراقب تحركاتنا حيث فوجئت بوجود ابنيهما بجانبي في ملعب الدمام لتشجيع فريقي المفضل الاتفاق رافعين أعلامه الخضراء والحمراء, ولاحظا خلال مكوثهما في الدمام تهالك البنية التحتية لغالبية المرافق الحكومية وعرضا أموالاً خيالية من حسابات والديهما للإسراع في تنفيذ مشاريعها البطيئة دون وعي منهما بأن مشكلتنا ليست مالية بقدر ما تكون إدارات نخرها السوس وتقف ضد طبيعة التطور الاجتماعي في ترك أماكنها لعقول شابة جديدة لإدارة هذه الأموال! لاحظا خلال مكوثهما في الدمام تهالك البنية التحتية لغالبية المرافق الحكومية وعرضا أموالاً خيالية من حسابات والديهما للإسراع في تنفيذ مشاريعها البطيئة دون وعي منهما بأن مشكلتنا ليست مالية بقدر ما تكون إدارات نخرها السوس وتقف ضد طبيعة التطور الاجتماعي في ترك أماكنها لعقول شابة جديدة لإدارة هذه الأموال! استمرت مطاردة أبناء الزميلين لنا بإغراءات شتى تذكرني بالعاملين في قسم العلاقات العامة الذين تتوقف زياداتهم وترقياتهم على مدى قدرتهم في إرضاء زبائنهم, ولم ينس أبناؤهما أنفسهم في خضم مطارداتهم وعاشوا معيشة باذخة في شراء مجوهرات وملابس وأحذية وتناول الطعام في أفخم المطاعم وشراء سيارات فارهة إضافة لاستئجار يخوت يذكرني أسلوب صرفهم بمحدَثي النعمة من الروس الجدد ومن تصله الأموال دون تعب من جماعتنا! أصبحت حياتنا محاصرة من كل اتجاه, لا يمكننا التسوق بحرية ولا الخروج للمطاعم ولا للسينما وحتى مدراس أبنائي انضم إليها أبناء الزميلين, ومازاد الطين بلة هو منافسة أم ريد وأم جون في تقريب بناتها إلى ابني سعيا لزواج محتمل غير آبهين بأعمارهن الصغيرة بالنسبة إليه ولو اشترطنا أن يتزوج ابنتي بيل وستيف معاً لوافقتا على الفور تيمناً بالمثل القائل راعي النصيفة ربحان! خطرت لي فكرة جهنمية للتخلص من هذا الكابوس, عندما عرضت على صديقي بيل وزوجة الراحل ستيف مقابل استمرار صداقتي بهما أن يعلنا للملأ تأييدهما غير المشروط لحقوق الشعب الفلسطيني في استرجاع أراضيه وأن يطلبا من حكومتهما أن تقف على مسافة واحدة بين العرب والعدو الصهيوني! قصم هذا الشرط ظهريهما وعزما على الابتعاد فوراً ويتفرغا لمصيبة انخفاض حساباتهما البنكية وانحراف أبنائهما عن الحياة الجادة! بعد أسابيع, بدأت تصلني منهما رسائل لمعرفة إن كان الطرف الآخر بعيدا أم يحاول التقرب مرة ثانية؟! @nabeelalmojil