بحيرة الأصفر الشهيرة بمحافظة الاحساء المتميزة بمساحتها الكبيرة والتي تضم أنحاءها المختلفة أسماء عرفت بها مثل الحزم الأحمر أبو المصافير، أم سرير ، أم الدفاتر ، الدوار ، الصدر ، الشمالية ، الملحمة وبعض المواقع لا تزال ثروتها الطبيعية مهددة بالخطر بسبب الصيد الجائر والنفوق المستمر للأسماك (البلطي) وبعض الطيور بسبب شباك الصيد التى يستخدمها فرق الصيادين من الجنسية العربية وتدار عن طريق فرق متكاملة الهدف منها جمع اكبر كميات من صيد اسماك (البلطي) وبشكل يومي عدا يومي الخميس والجمعة وجمع الأموال بدون أي حق على الرغم من المنع التام لعملية الصيد في هذه البحيرة الجميلة التي أصبحت مهددة بفقدان ثروتها الطبيعية وتهديد للأسماك والطيور المهاجرة . وعلى الرغم من أن (اليوم ) سبق وان نشرت عن هذه الكارثة الكبيرة إلا انه وللأسف الشديد لم يكن هناك أي تحرك يذكر حول وجود العمالة التي تجني آلاف الريالات يوميا من هذه البحيرة التي تصب فيها مياه الاحساء من الصرف الصحي والمزارع والأمطار وعلى الرغم من أنها غير صالحة للصيد إلا أن هذا المسلسل لا يزال مستمرا ، فكان لازما منا أن نواصل عملية الطرح وكشف تفاصيل حقيقية وجديدة حول هذا الصيد الجائر لننقلها لكم كما شاهدنا وسمعنا من العاملين أنفسهم وممن يتردد على هذه البحيرة الجميلة . قررت أن أتحول في هذه الجولة لأكون صيادا كحال الصيادين الموجودين والدخول معهم جنبا إلى جنب داخل البحيرة الكبيرة جدا فتم تكوين فريق عمل متعاون مكون من عبدالله الثواب ، حسين الربيع ، راشد الفجري ، علي الحربي ، والطفلين حمد الفجري ، محمد الفجري وتم الاتفاق على أن يتم مراقبة الموقع جيدا من بداية وصول الصيادين والعمالة، حيث تمت مراقبتهم من على بعد وكان تواجدنا لبحيرة الأصفر عند الساعة العاشرة صباحا حيث كانت البحيرة مليئة بالزوار الذين دائما ما يتواجدون ويبحثون عن جمال الطبيعة الخلابة والأجواء الجميلة، وقد كنا نتواجد على أعلى القمم ونراقب المكان وموعد قدوم الصيادين . تم الانتظار حتى يتمكن الصيادون من التواجد في مواقعهم ووضع شباك الصيد وجني الصيد والأسماك وعند قرابة الساعة الثالثة والنصف عصرا قررنا التوجه للموقع وسط استعداد تام مناوعند الساعة الواحدة والنصف تقريبا تمن مشاهدة قدوم سيارتين الأولى تتقدم الطريق وهي صغيرة تحمل عددا من الصيادين والثانية من نوع جمس كبير كانت محملة بثلاجات خاصة بحمل الأسماك وكانت بينهما مسافة واتضح أن السيارة الصغيرة كانت بمثابة المرشد للطريق وبعد تأكد السيارة الصغيرة من أمان الموقع تم قدوم السيارة الكبيرة من نوع الجمس وتم إنزال مستلزمات صيد الأسماك بسرعة كبيرة ومن ثم التوجه إلى داخل بحيرة الأصفر وخلف نبات العقربان عن طريق الإسفنج والذي وضعت عليه أدوات الصيد وعددها ما يقارب الست اسفنجيات أشبه بالقوارب بوجود مجموعة كبيرة من الصيادين وبعد التأكد من دخول الصيادين للبحيرة غادرت السيارتين الموقع بعيدا عن المكان واتخذت احد المواقع البعيدة لمراقبة الموقع وانتظار الصيادين الخروج من البحيرة . وتم الانتظار حتى يتمكن الصيادون من التواجد في مواقعهم ووضع شباك الصيد وجني الصيد والأسماك وعند قرابة الساعة الثالثة والنصف عصرا قررنا التوجه للموقع وسط استعداد تام منا وكان برفقتي داخل البحيرة عبدالله الثواب وعلي الحربي، حيث إن مهمتنا كانت جولة ميدانية داخل البحيرة والبحث عن الأسماك أسوة بما يقومون به، كنت حريصا جدا على نقل كل شيء ولعل البداية كانت مذهلة جدا كوني ادخل هذه البحيرة الكبيرة وأتجول فوق المياه بقارب إسفنجي كان مذهلا للغاية ولم أتردد في ذلك فالمكان جميل جدا والطبيعة خلابة والأسماك تحيط بنا من كل جانب إلا أن الفاجعة الكبيرة كانت تلك الأسماك النافقة والميتة التي تطفوا على الماء وتلك الطيور الميتة التي حبست في شباك الصيادين حتى فارقت الحياة ولعل الاذهل من ذلك وجود أعداد كبيرة جدا من شباك الصيد من نوع 3 غاط وهي تحيط بالبحيرة من كل جانب وتشكل أشكالا غريبة تحبس فيها الأسماك والطيور من كل جانب وأيضا المؤسف للأمر وقتل طبيعة هذه البحيرة تلك الأسماك والطيور النافقة العالقة بالشباك والتي تركت لفترة طويلة حتى ماتت بسبب تلك الشباك القاتلة وأيضا وجود كميات كبيرة جدا من الأسماك الحية العالقة بالشباك، وحرصنا على التقدم للأمام وقطعنا مسافة طويلة قرابة 700 متر داخل البحيرة ونبات العقربان يغطينا وأثناء التقدم شاهدنا ما لم يكن في الحسبان، تلك الأيادي الخفية من العمالة العربية ومن الصيادين المهرة جدا يتواجدون وينتشرون في البحيرة حيث كانت مستلزمات الصيد من شباك وثلاجات وثلوج محملة فوق الاسفنجيات وتتحرك ، وحرصنا على التقدم بالقرب منهم وعند وصولنا لهم حاولنا أن نتعرف على طبيعة البحيرة ونسألهم عنها, حيث أكدنا لهم أننا نحب البحيرة وحرصنا على التجول ونريد تعلم الصيد ومعرفة ما يقومون به فكان الدليل واضح بما يحملونه حيث ذكر احد الصيادين أنهم يتواجدون في هذا المكان يوميا يقومون بصيد الأسماك ويحملون كميات كبيرة، فيما ذكر الصياد الآخر أنهم يستخدمون شباك الصيد وان الأسماك التي يقومون بصيدها تقدم طعما وظهر عليه الخوف الكبير وهو يتحدث الينا رغم سنه الكبير، وخلال جولتنا داخل البحيرة تقدمنا نحو العقربان الكبير، حيث تم كشف حقائق كثيرة لم تكن في الحسبان والتي حرص فيها الصيادون على وضع الثلاجات المعبأة بالأسماك وإخفاءها في هذه الأماكن وإخراجها فور الانتهاء من المهمة ووجدنا كثيرا من أشباك الصيد وفضلنا التقدم للأمام وأيضا كما هو الحال اسماك وطيور نافقة اكتشفنا أن السبب الحقيقي في قتلها أنها متعلقة في الشباك . وبعد أن تمكنا من تحقيق الهدف المنشود من هذه الرحلة الجميلة داخل البحيرة قررنا الخروج منها بعد حوالي ساعة ونصف فأعطينا فريق العمل المرافق لنا إشارة بخروجنا ليستعد باستقبالنا حيث خرجنا وقررنا التوجه إلى موقع المخيم الذي تم إعداده ومتابعة ما يمكن كشفه وخلال عودتنا كانت السيارة الصغيرة التابعة للصيادين تتردد على المكان لمتابعة ما يدور وفضلنا مراقبة الصيادين من بعيد إلى حلول الظلام والتي شاهدنا فيها توجه السيارات الخاصة بالصيادين للموقع فقمنا بالتوجه اليهم وأيضا حاولنا أن نسألهم عن البحيرة وعن حبهم لهذا المكان وخلال الحديث اعترف احد المرافقين للصيادين أنهم يتبعون لأحد الكفلاء ويتواجدون هنا بشكل دائم مع الصيادين للأسماك وقال يتم هنا صيد اسماك البلطي والتي نقوم بصيدها وتعبئتها بالثلاجات ونقلها إلى المواقع المحددة لمحلات الكفيل في أنحاء الشرقية من الاحساء والدمام والقطيف فقلنا له هل هذه الأسماك صالحة للأكل قال إنها مرغوبة كثيرة وعليها طلب كبير من العمالة الوافدة وبعض المواطنين وسألناه عن طريق إعداد الأسماك قال أنها تتم بطريقة جيدة عن طريق طبخها مع الطماطم والبطاطس والخضار مؤكدا أنها لاتغلى ولا تشوى وان لذتها في عملية الطبخ مؤكدا أن لا تأثير لها وهو ما جعلنا نستغرب كثيرا وبعد ذلك قررنا مغادرة الموقع بعد أن أنجزنا مهمتنا التي استمرت تسع ساعات اكتشفنا فيها كافة الحقائق لصيد سمك البلطي . وفي المقابل كشفنا لنا زوار هذه البحيرة الذين يترددون عليها بشكل دائم كثيرا من الحقائق حيث أكد عبدالله الثواب انه شخصيا تقدم ببلاغات عدة إلى الجهات المختصة في بلدية العيون وبلدية الجفر ومباشرة الدوريات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة وقال رغم كل هذا وبعد 3 أيام من تسليم هؤلاء الصيادين نجدهم يمارسون هوايتهم بحرية من جديد ولا نعلم لماذا هذا التجاهل رغم اننا نعلم ان هذا التصرف ممنوع وانه اهدار للأسماك التي تعتبر مهمة للبحيرة تساهم بتكاثرها في حمايتها من انتشار يرقات البعوض وتنظيف البحيرة بطريقتها الخاصة وفي أوقات مناسبة . وكشف حسين الربيع وراشد الفجري حقيقة الصيادين مؤكدين أنهم لا يبالون ولا يهتمون بما يخص البحيرة ويتسببون في صيد جائر وقتل للثروة الطبيعية من الأسماك والطيور رغم كثرة البلاغات وأكد أن الطيور المهاجرة تقصد هذه البحيرة وتتغذى على الأسماك الموجودة ومن الظلم الصيد الجائر للأسماك وقالا لعل المذهل في الأمر ان الثلاجة الواحدة من الأسماك يصل سعرها الى 400 ريال وان الثلاجات المستخرجة يوميا كبير جدا.