عندما دعوت إلى تطبيق فكرة تدوير خطباء الجمعة بين جوامع الإقليم أول من رحب بها الشيخ الدكتور ابراهيم بن مبارك بوبشيت الداعية المعروف وإمام وخطيب جامع الإمام علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – في بوابتنا الجنوبية – الطرف – وكان الهدف من الفكرة تعميم الفائدة و التنويع في اسلوب الطرح ومعالجة القضايا وأدلل على أهمية خطبة الجمعة بالكلام الجميل لشيخنا الفاضل علي الطنطاوي – رحمه الله – حيث قال حول ذلك « إني أحاول أن ألقي اليوم خطبة , فلا تقولوا قد شبعنا من الخطب , إنكم شبعتم من الكلام الفارغ , الذي يلقيه أمثالي من مساكين الأدباء , أما الخطب فلم تسمعوها إلا قليلاً , الخطب العبقريات الخالدات التي لاتنسج من حروف , ولا تؤلف من كلمات , ولكنها تنسج من خيوط النور الذي يضيء طريق الحق لكل قلب , وتحاك من اسلاك النار التي تبعث لهب الحماسة في كل نفس.ان كلام شيخنا طويل في هذا الموضوع ويتضح من خلاله الأهمية لخطب الجمع والمواسم من جهة التأثير على الناس في دعوتهم إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة , ما أعظم رتبة الخطباء , وما أكرم مكانتهم إنهم يغدون في خمائل الخطابة , فتراهم تارة يحذرون , و تارة يبشرون وأخرى يعضون ورابعة يذكرون , يستلينون الناس بالقول إذا قسوا , ويستخضعونهم به إذا عصوا , ويمتلكون أفئدتهم بالرغبة والرهبة أخرى , ما أعظم محل الخطباء في النفوس , وأنفذ كلامهم في القلوب , وأشد إثارتهم للعواطف , وبالله كم تتجه الأنظار نحوهم , وتحدق الأبصار شاخصة بهم , وتلتف حولهم القلوب , وتترامى إليهم الآمال «. ان بيننا خطباء بودك ان يواصلوا في خطبهم وهم كثر وآخرين تنصحهم سراً بأن يترجلوا عن المنبر و أذكر الشيخ ابراهيم بوبشيت وهو أحد رواد الفريق الأول له منهج عصري و أعني استثماره للقنوات الفضائية ووسائط الاعلام البديل ومعه فريق عمل يدير موقع « طريق النور « وصفحته على الفيس بوك وتويتر واليوتيوب وجميع خطب الجمعة تنشر من خلال روابط الفيديو على الوتس اب والأنستوجرام بعناوين جاذبة هادفة متجددة متناغمة مع أحداث الأمة في حاضرنا وكان آخرها « دموع على بلاد الرافدين , قطوف إيمانية , الحروف قبل السيوف «. إن نهج الشيخ بوبشيت في التعاطي مع الاعلام الجديد نتمناه أن يحذوه خطباؤنا المتميزون بالتعاون مع عدد من شبابنا الفضلاء النبلاء محبي الخير لأبناء الأمة كما أن وقفية خيرية لمثل هذه القنوات الاعلامية التي تبث الخطب و الدروس الفقهية فكرة نسوغها لمحتسبي الجزاء العميم ونسأل الله ألا يحرم الجميع الخير. [email protected]