اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتخطى الأزمة الاقتصادية والحربين في العراق وأفغانستان اللتين تنغمس فيهما منذ نحو عقد. وقال خلال خطابه بمناسبة مراسم تنصيب رمزية في «الكابيتول» (مبنى الكونغرس) يوم الإثنين :»هذا الجيل من الأمريكيين واجه أزمات عززت من عزمنا وأثبتت مرونتنا». وأضاف «ينتهى الآن عقد من الحروب. وبدأت مرحلة الانتعاش الاقتصادي»، معتبرا أن الولاياتالمتحدة لديها «موهبة التجديد». وقال «أصدقائي الأمريكيين. وجدنا لهذه اللحظة ، وسنغتنمها - طالما سنغتنمها معا». وأعطى الرئيس الأمريكي خلال خطابه الذي استمر 18 دقيقة تلميحات بشأن أولوياته خلال فترته الرئاسية الثانية. وقال «لقد فهمنا دائما أنه عندما تتغير الأزمان ، فيجب علينا أن نتغير أيضا، هذا الاخلاص للمبادئ التي نشأنا عليها يتطلب العثور على ردود جديدة للتحديات الجديدة». وطالب باستغلال الأفكار والتكنولوجيا الجديدة لاعادة تشكيل الحكومة وتجديد القانون الضريبي واصلاح المدارس وتسليح المواطنين بالمهارات التي يحتاجونها للعمل بشكل أكثر جدية والتعلم أكثر والوصول إلى مستويات أعلى. وأضاف: «نحن بحاجة إلى خيارات أصعب لتقليل العجز الفدرالي وتكلفة الرعاية الصحية» ، مشيرا إلى أن البلاد ستواجه خطر «تغيير المناخ»وستواصل طريق الطاقة المستدامة. وبذلك أعطى باراك أوباما تلميحات بشأن أولوياته خلال فترته الرئاسية الثانية . وكان قد أدى اليمين القانونية رسميا في البيت الابيض يوم الاحد لكنه أدى اليمين مرة اخرى امام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس في مراسم تنصيب رمزية. ودعا الى العمل لتعزيز الحقوق والحريات في الولاياتالمتحدة، مستشهدا بنص اعلان استقلال الولاياتالمتحدة داعيا الى «مواصلة ما قام به الرواد» المؤسسون. وقال «لن تنتهي رحلتنا ما دام نساؤنا وأمهاتنا وبناتنا عاجزات عن كسب عيشهن كما تستحق جهودهن. واضاف «لن تنتهي رحلتنا ما دمنا لم نجد سبيلا افضل لاستقبال المهاجرين المفعمين بالامل والذين ينظرون الى الولاياتالمتحدة كبلد الممكن (...) لن تنتهي رحلتنا حتى يعلم اطفالنا (...) انهم محميون من الشر»، مشيرا الى مدينة نيوتاون التي شهدت مجزرة اودت بتلاميذ في منتصف كانون الاول/ديسمبر على أيدي مواطن أمريكي. وتابع اوباما «علينا الان ان نتخذ قرارات ولا يمكن ان نسمح لانفسنا باي تأخير»، في اشارة الى وجوب تعاونه في مستهل ولايته الثانية، كما في نهاية ولايته الاولى، مع كونغرس يهيمن عليه جزئيا خصومه الجمهوريون. وفي خطابه، تعهد اوباما ايضا ان تتحرك الولاياتالمتحدة حيال «خطر التبدل المناخي، مع ادراكنا ان عدم القيام بذلك سيشكل خيانة بحق اطفالنا والاجيال المقبلة». واكد ان ادارته ستحافظ على «تحالفات قوية» في كل انحاء العالم، معتبرا ان «البلد الاقوى له مصلحة في عالم يعيش بسلام»، واعدا ب «دعم الديموقراطية من آسيا الى أفريقيا ومن الاميركتين الى الشرق الاوسط». وقبل خطابه، أدى أوباما اليمين قائلا امام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس «انا باراك حسين اوباما اقسم بان اخلص في اداء مهامي رئيسا للولايات المتحدة وان ابذل كل ما بوسعي للحفاظ على دستور الولاياتالمتحدة وحمايته والدفاع عنه». وجرت مراسم اولى مقتضبة وخاصة لم تستغرق سوى اقل من دقيقة الاحد في البيت الابيض، اذ ان ظهر العشرين من كانون الثاني/يناير هو الموعد الرسمي لبدء الولاية الرئاسية. لكن التقليد ينص على انه اذا صادف هذا التاريخ يوم احد ان تتم الاحتفالات الرسمية في اليوم التالي. ورفع اوباما اليد اليمنى ووضع اليسرى على كتابين: الاول لابراهام لينكولن منقذ الوحدة الاميركية ومحرر العبيد، والثاني لمارتن لوثر كينغ الذي يصادف الاثنين يومه الوطني في الولاياتالمتحدة. واذا كان الرئيس يحافظ على نسبة تأييد شعبي تبلغ 51% بحسب تحقيق لنيويورك تايمز، فان مواطنيه يبدون تشددا اكبر في الحكم على ادارته للملف الاقتصادي.