بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأحد رسميًا ولايته الثانية على رأس الولاياتالمتحدة، فيما يؤدي اليوم الاثنين القسم ويلقي خطاب التنصيب أمام الجمهور على درجات مقر الكونغرس «الكابيتول هيل»، يحدد فيه اهداف امريكا ورؤيتها وسيجري لاحقًا عرض كبير في جادة بنسلفانيا التي تربط بين مقر البرلمان والبيت الابيض. وسيقسم أوباما اليمين برفع يده اليمنى ووضع يده اليسرى على نسختين من الإنجيل (أحداهما للرئيس الأسبق إبراهام لنكولن منقذ الاتحاد، والثانية لمارتن لوثر كينغ بطل الدفاع عن الحقوق المدنية)، وذلك قبل أن يتحدث الرئيس الامريكي إلى مواطنيه. ويقسم الرؤساء الأميركيون اليمين في بداية كل ولاية رئاسية ما سمح لفرانكلين روزفلت بأن يسجل الرقم القياسي في هذا المجال لانتخابه أربع مرات. لكن اوباما سيعادله اليوم الإثنين؛ بسبب «خلل» في 2009 وتقويم هذه السنة. فقد حدد تعديل دستوري أقر بعد الحرب العالمية الثانية، أن أي رئيس أميركي ينتخب مرتين متتاليتين أو غير متتاليتين. لذلك لم يتقدم أي رئيس على رزوزفلت الذي توفي في 1945 في بداية ولايته الرابعة في البيت الابيض. وينص الدستور على أن تبدأ ولاية الرئيس ظهرا بتوقيت واشنطن في العشرين من يناير الذي يلي الانتخابات. وحسب الاعراف، إذا صادف يوم أحد، يقسم الرئيس اليمين في جلسة خاصة قبل أن يقوم بذلك علنا في 21 يناير. وهذا ما حدث هذه السنة، اذ ادى اوباما ونائبه بايدن اليمين فى حدثين منفصلين امس بحضور افراد من العائلة وعدد قليل من المدعوين واقسم اوباما اليمين قائلا «انا باراك حسين اوباما أقسم علنا أن أقوم بوفاء بمهام رئيس الولاياتالمتحدة وبقدر ما أملكه من وسائل للحفاظ على دستور الولاياتالمتحدة وحمايته والدفاع عنه». وسيقسم أوباما اليمين الإثنين أمام مئات الآلاف من الاشخاص. وفي هذا المكان اقسم أوباما اليمين في 20 يناير 2009 أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس. وحينذاك اخطأ روبرتس الذي بدأ أيضا ولايته الأولى على رأس المحكمة العليا في تسلسل كلمات القسم وجعل اوباما يكرر جملة خاطئة تضع كلمة «بوفاء» بعد «رئيس الولاياتالمتحدة». وبسبب هذا الخطأ قرر البيت الابيض تنظيم مراسم أخرى لأداء القسم في احدى قاعات البيت الابيض بحضور عدد قليل جدا من الاشخاص. وأكدت الادارة القانونية للرئاسة حينذاك أن القسم الأول صالح لكن يمكن تنظيم مراسم اضافية «في اجراء وقائي». من جهته، قال اوباما مازحا حينذاك «قررنا تكرار الأمر لأنه كان مسليا جدا». إلى ذلك، يبدأ أوباما ولايته الرئاسية الثانية في ظروف أقل صعوبة من 2009 عندما كانت الأزمة الاقتصادية في أوجها. لكن قضايا أخرى فرضت على جدول أعماله منذ إعادة إنتخابه من بينها مكافحة العنف الناجم عن امتلاك الأسلحة النارية بعد المجزرة التي وقعت في مدرسة نيوتاون الابتدائية منتصف ديسمبر. كما يشير استمرار سيطرة الجمهوريين على جزء من الكونغرس إلى احتمال حدوث أزمات جديدة حول مسائل الميزانية في السنتين المقبلتين. وبعد الخطاب، سيمشي الرئيس وزوجته في جادة بنسلفانيا وسط هتافات الحشود قبل أن يحضرا عرضًا كبيرًا من على منصة أقيمت أمام مقر الرئاسة.