يجري حفل تنصيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لولايته الثانية اليوم في واشنطن وسط إجراءات أمنية مشددة. عقب أدائه اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية أمس في حفل خاص صغير بالبيت الأبيض يتناقض مع البداية التاريخية الصاخبة التي صاحبت توليه الرئاسة قبل أربع سنوات. وأعلنت السلطات الأمنية فى العاصمة الأمريكية أنها ستنشر آلافا من قوات الشرطة على كل زاوية مع مراقبة للمجال الجوي للعاصمة عن قرب، فضلا عن نهر بوتوماك الذي يجري على طول المدينة، كما ستسير فرق شرطة بدوريات على الأحصنة. ويشارك أكثر من 13 ألف شرطي في العرض المرافق والحزام الأمني والموكب المشدد للرئيس وجهاز مراقبة الكابيتول حيث مقر الكونغرس الذي سيشهد تنصيب أوباما رسميا. وستنشر الكاميرات بكل مكان حول الساحة التي ستغلق أمام حركة المرور، كما سيتمركز القناصة على أسطح جميع المباني الكبرى المحيطة بالمنطقة متأهبين للتدخل إذا ما تطلب الأمر ذلك. وعلى عكس الاحتفالات التي واكبت تنصيبه في مستهل ولايته الرئاسية الأولى، تلقت اللجنة المكلفة بالإشراف على مراسم تنصيب باراك أوباما مع بداية ولايته الثانية، تبرعات مالية من اتحادات وشركات للمساعدة على تغطية نفقات الاحتفالات المزمع إقامتها هذا العام. وذكرت صحيفة لوس أنجلس تايمز أن اللائحة الخاصة بالمساهمين في تغطية نفقات احتفالات التنصيب، الذين وصفتهم ب «فاعلي الخير»، تشمل أسماء ثمانية اتحادات وعددا من الشركات الكبرى. ويأمل المنظمون للاحتفال بجمع ما بين 40 و50 مليون دولار لتسديد تكاليف فعاليات التنصيب. وكان الرئيس الأمريكي أدى اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية أمس، في حفل مقتضب بالبيت الأبيض وفي حضور أسرته ردد أوباما اليمين التي تتألف من 35 كلمة لقنه إياها جون روبرتس كبير قضاة المحكمة العليا. وسيؤدي أوباما الذي أصبح أول رئيس للولايات المتحدة قبل أربع سنوات اليمين مرة أخرى أمام الجمهور اليوم الاثنين في حفل أكبر بحضور ما يصل إلى 800 ألف شخص خارج مبنى الكونجرس. وجاء أداء اليمين أمس للالتزام بالإجراءات الدستورية التي تفرض أداء اليمين في العشرين من يناير (كانون الثاني). وبمراسم اليوم سيكون أوباما أدى اليمين الدستورية أربع مرات بمعدل مرتين في كل فترة رئاسية ليتساوى مع فرانكلين روزفلت الذي قضى أربع فترات رئاسية. واضطر أوباما لأداء اليمين مرة ثانية في 2009 بعدما أخطأ القاضي روبرتس في اليمين الأولى. ويواجه أوباما في مستهل فترته الثانية الكثير من نفس المشكلات التي اعترضت سبيله في الفترة الأولى مثل ارتفاع البطالة المستمر وأزمة الدين والانقسام الحزبي الكبير بشأن كيفية حل المشكلات. وفي وقت سابق أمس، أدى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليمين الدستورية لفترة ثانية أمام القاضية بالمحكمة العليا سونيا سوتومايور.