أعلنت تنسيقيات الثورة السورية استشهاد نحو 55 سوريا بنيران القوات النظامية والعصابات الأسدية في قصف بالطائرات وراجمات الصواريخ في أنحاء سوريا يوم السبت. كما قتل 33 شخصا غالبيتهم من الثوار في الاشتباكات الجارية منذ الجمعة بينهم ومقاتلين اكراد في منطقة رأس العين الحدودية مع تركيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مديره رامي عبدالرحمن ل «فرانس برس»: قتل خمسة اكراد من لجان الحماية الشعبية و28 مقاتلا معارضا في المواجهات المسلحة الجارية بين الطرفين منذ 48 ساعة في منطقة رأس العين في محافظة الحسكة (شرق)»، مشيرا الى استمرار هذه المعارك بين الثوار الإسلاميين والجيش السوري الحر من جهة و»لجان حماية الشعب الكردي» التابعة للهيئة الكردية العليا المنبثقة من حزب الاتحاد الديموقراطي ويحاول الاكراد تحييد مناطقهم في النزاع الدائر في سوريا وتأكيد سيطرتهم عليها. ووجه المجلس المحلي في رأس العين التابع للمجلس الوطني الكردي في سوريا (يضم ممثلين عن معظم الاحزاب الكردية) نداء السبت الى المعارضة السورية لتعمل على وقف هذه المعارك. وطالب ب «وقف فوري لهذه الحرب والقصف العشوائي بالدبابات والمدافع حفاظا على أرواح المدنيين». كما طالب البيان «الائتلاف الوطني والمجلس الوطني السوري والجيش الحر بالضغط على المسلحين لوقف هذه الحرب الاجرامية كونها تسيء لمبادئ وأهداف الثورة السورية». وناشد المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية والحقوقية والانسانية في العالم «التدخل الفوري لوقف الحرب»، والسلطات التركية «بالكف عن التدخل ودعم المجموعات المسلحة تنفيذا لأجندتها الخاصة»، بحسب قولها. وتفيد تقارير ان العديد من الثوار يدخلون رأس العين الواقعة في غرب محافظة الحسكة من الاراضي التركية المحاذية للمدينة. وافاد سكان عن استقدام الطرفين تعزيزات بالسلاح والرجال وحفر خنادق وتحصينات. وقال آزاد علي ان الاشتباكات تجددت صباح السبت بعد هجمات عدة نفذها مسلحو المعارضة على مواقع «لجان الحماية الشعبية» في الاحياء الشرقية من المدينة، واضعين بذلك حدا لهدنة غير معلنة بين الطرفين. وفي ريف دمشق، تجدد القصف من قوات النظام الأسدي، السبت، على مدينة داريا في ريف دمشق التي لا تزال اجزاء منها تحت سيطرة الثوار وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة في المنطقة، بحسب المرصد. وقصف الطيران الحربي مدن وبلدات دوما والغوطة الشرقية، وحي جوبر في شرق دمشق. وبحسب المرصد، قتل قائد «لواء أحفاد الرسول» في دمشق وريفها النقيب ابو علي بقذيفة صاروخية أطلقتها القوات الأسدية على منزله في ريف دمشقالجنوبي الجمعة. وتتركز عمليات «لواء أحفاد الرسول» بشكل اساسي في أحياء دمشقالجنوبية وريف دمشقالجنوبي. في مدينة حمص (وسط)، تعرضت بعض الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة الثوار لقصف من القوات النظامية، بعضها من طائرات حربية. وفي محافظة ادلب (شِمال غرب)، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المعارضة على الطريق الدولي بين بلدة حيش ومدينة خان شيخون الواقعة على بعد حوالى 25 كيلومترا من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ تشرين الاول/اكتوبر. واوضح المرصد ان المجموعات المقاتلة المعارضة تحاول في هذه المنطقة «قطع الامداد عن معسكري وادي الضيف والحامدية» القريبين من معرة النعمان واللذين تسعى هذه المجموعات الى الاستيلاء عليهما. كما شهدت مناطق في دير الزور (شرق) ودرعا (جنوب) وادلب وحلب (شمال) غارات جوية. من جهة ثانية، اغتال مسلحون الشيخ خالد الهلال، عضو لجنة المصالحة الوطنية في محافظة درعا وثلاثة من مرافقيه على طريق الشهيب-تل اصفر. وشكل النظام الأسدي بعد اندلاع الثورة الشعبية لجانا للمصالحة الوطنية في مختلف المناطق في محاولة لاستيعاب الحركة المناهضة له.