كانت صفحات مجلة بيت الشعر الصادرة عن بيت الشعر في أبوظبي «عدد ديسمبر 2012م» ميداناً لسجال غير مباشر أو شبه مباشر بين اثنين من أبرز المترجمين العرب في ميدان الترجمة الشعرية على وجه الخصوص. المترجمان هما كل من الشاعر والمترجم المصري رفعت سلام والشاعر والناقد والمترجم العراقي كاظم جهاد. أجرت المجلة حواراً مع المترجم رفعت سلام الذي سبق له أن ترجم الأعمال الكاملة لكل من بودلير وكفافيس، بمناسبة صدور ترجمته للأعمال الكاملة للشاعر الفرنسي آرثر رامبو. وفي ثنايا الحوار قال سلام ما مؤداه أنه هو أول من قام بترجمة رامبو كاملاً إلى اللغة العربية، نافياً أن تكون ترجمة جهاد التي سبقت ترجمته «نشرت في 2007» كاملة بسبب غياب بعض النصوص التي ضمنها هو في ترجمته. لا أرى أن هناك ضرورة أو حاجة ملحة تدعو لذلك. فليست أعمال أي شاعر من الشعراء على سوية واحدة من الجودة وارتفاع منسوب الإبداع فيها، كما أن ترجمة بعض النصوص، خصوصاً تلك المرتبطة ارتباطاً قوياً بالخصائص اللغوية والأسلوبية المحضة للغة في الصفحات التي تلت الحوار مباشرة نقرأ مقالاً كتبه جهاد ليعقب فيه ويعلق على ما قاله سلام، نافياً تهمة النقص عن ترجمته، قائلاً إنه قد سبق له ترجمة تلك النصوص وتضمينها في الطبعة الأسبق من ترجمته لأعمال رامبو «نشرت في 1997»، واعداً بأنه سيعيد نشرها في الطبعة القادمة من الكتاب بعد أن بين أسباب استبعاده لها. وسبب عدوله عن رأيه هو أنه لا يريد لأحد أن يخطف منه قصب السبق الًذي ناله قبل غيره، غاضاً الطرف عن السبب الأساس الذي دعاه في البدء لاستثناء تلك النصوص، كما يصرح به في الحوار، وهو كونها نصوصاً ليست بذات أهمية فنية أو حتى تاريخية في تجربة رامبو الشعرية بمجملها. المسألة الجوهرية هنا تتخطى «أو هذا ما ينبغي أن يكون» البعد الذاتي المتعلق بتسجيل الأسبقية والريادة إلى جودة المنتج وإتقان العمل بغض النظر عمن جاء أولاً أو حل ثانياً. المسألة الأخرى التي تستوجب الوقوف عندها والتأمل فيها هي الإصرار على ترجمة الأعمال الكاملة لشاعر ما. شخصياً، لا أرى أن هناك ضرورة أو حاجة ملحة تدعو لذلك. فليست أعمال أي شاعر من الشعراء على سوية واحدة من الجودة وارتفاع منسوب الإبداع فيها، كما أن ترجمة بعض النصوص، خصوصاً تلك المرتبطة ارتباطاً قوياً بالخصائص اللغوية والأسلوبية المحضة للغة ما، يصبح متعذراً أو شبه متعذر لأن المحصلة ستكون في الأغلب نصاً ميتاً مهلهل الشكل ولا روح فيه.