ضمن الأسبوع التوعوي للممارسين الصحيين حول أهمية الأدلة الطبية في تحديد العلاج السريري الأنسب للمريض، والذي ترعاه جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، استضافت الجامعة أنشطة اليوم الثالث عدداً من المتحدثين الدوليين من أمريكا وبريطانيا والنرويج بالإضافة لعدد من الاستشاريين والباحثين المحليين للحديث عن البيئة الداعمة لاتخاذ القرار الصحي المبني على البراهين. ولفت البروفيسور النرويجي بير أولاف فاندفيك خلال حديثه لحضور الملتقى الدولي إلى أن التجربة السريرية مرتبطة مباشرة بخبرة المعالج، مؤكداً أن أغلب القرارات الطبية الحرجة التي يتخذها الأطباء مصحوبة بخوف الفشل من نجاح العلاج، غير أن المريض لا يدرك هذا في كثير من الأحيان. واستدل على تجربة شخصية حديثة له حين أشارت عليه ممرضة شابة وحديثة التعيين بتغيير طريقة علاجه لمريضة بنكرياس، واستجابت المريضة للعلاج السريري المقترح الذي تم تطبيقه عليها بعد العودة للمراجع الإلكترونية الحديثة والمعتمدة في مستشفيات بلاده. وأكد عدد من المتحدثين الدوليين في اللقاء، أن هناك أبجديات يجب توفرها لتحقيق أفضل النتائج، ومنها: توجيه السؤال الصحيح للمريض، منحه مدة الإجابة الكافية، الارتباط المباشر بالمصادر الإلكترونية المعتمدة للتأكد من اتخاذ القرار العلاجي الأنسب للحالة . مؤكدين في ذات الصدد أن 60% من مسببات عدم الحصول على أجوبة كاملة من المريض مردودة إلى ضيق الوقت الممنوح لكل حالة. وأشار الدكتور ريتشارد شيفمان من جامعة ييل الأمريكية إلى أن هذه الفرصة الزمنية يجب أن يقابلها سرعة في اتخاذ قرار علاجي مستند إلى البراهين بفضل ما تتيحه المصادر الإلكترونية للمعلومات. وأكد في حديثه على أهمية تأسيس المعاهد العلمية غير الربحية لرسم معالم ضوابط الممارسة السريرية للعلاج، وأن هذا سيسهم في رفع معدلات الدراسات العلمية التي تعاني من شحٍ كبير في هذا المجال. من جهتها، أوضحت مديرة المركز الوطني الخليجي للقرار الصحي المبني على البراهين وعميدة كلية التمريض بالرياض الدكتورة هيا الفوزان في كلمتها ،أن الفكرة الأساسية من هذا الأسبوع هي تلخيص القواعد المؤدية لاتخاذ القرار الصحي، ووضعها بأسلوب علمي قبل تحويلها إلى محتوى إلكتروني متصل بجهاز العيادة الخاص بالطبيب. مضيفة :إن الهدف الرئيس من هذا هو سهولة وصول الطبيب أو الممارس الصحي للأدلة الطبية عبر الارتباط بمرجعيات محلية وعالمية، يكفلها التواصل الإلكتروني والمحتوى المتوفر في الكمبيوتر العيادي كمرجع ودليل. وأكدت أن العيادة هي المكان الحقيقي لاستخدام القرار الصحي المبني على البراهين العلمية، ومن المهم تعريف الممارسين الصحيين على الخطوات العشر التي يجب اتباعها لتحقيق أفضل استخدام للنظام الإلكتروني الداعم لاتخاذ القرار. من هنا كان لا بدّ من زيارة الأقسام الطبية والاستماع إليهم لتبادل الخبرات ومعرفة العوائق المحتملة قبل تدريبهم في ورش عملٍ متخصصة، ومنها يتسنى العمل على المراجعات المنهجية اللازمة. إلى ذلك قدّم الدكتور سعدي طاهر المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالشؤون الصحية للحرس الوطني بالمنطقة الوسطى في كلمته إيجازاً حول أهمية الطب الحديث المستند للبحث العلمي في تحديد ورسم خارطة البراهين، مشيراً إلى المهمة الشاقة التي تنتظر الأطباء الشباب من ناحية التعدد الكبير في تصنيف الأمراض، الأعراض والعلاجات. وقد تضمنت كلمته توجيه الشكر إلى نائب المدير التنفيذي للخدمات السريرية التابعة للخدمات الطبية في المنطقة الوسطى الدكتور خالد المزروع الذي عمل جاهداً منذ البداية بالتأسيس للفكرة قبل اعتماد حيثياتها المنهجية، ومدى حرص الجميع على متابعة كل التفاصيل المتعلقة بالجانب الخدمي للمرضى المعالجين في مرافق الشؤون الصحية. تأتي هذه الندوة الدولية ضمن الأسبوع التوعوي الذي أطلقه المركز الوطني الخليجي للمارسة الصحية المبنية على البراهين، بدءًا من السبت 12 يناير، ويتخذ الجانب النظري من الفعاليات مركز تدريب الدراسات العليا مقراً له، فيما تكون عيادات مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض ميداناً للتعريف العملي على مدى يومين، يليها الندوة الدولية في 14 يناير، ومنها إلى ندوات متخصصة وورش عمل تقام يومي 15 – 16 مستضيفة مجموعة المطورين للأدلة الطبية.