يعتبر دخول المرأة تحت قبة مجلس الشورى تطوّرا تاريخيا انتظرته المرأة السعودية طويلاً، تلقت المرأة السعودية والمثقفة على وجه الخصوص خبر دخول أخواتها المجلس بكثير من البهجة، هنا بعض ما باحث به بعض المثقفات والناشطات بهذه المناسبة. مهمة صعبة تقول الشاعرة والكاتبة المسرحية حليمة مظفر : أهنئ السعوديات لوجود المرأة في مجلس الشورى، نبارك للوطن وجود المرأة على مقاعد مجلس الشورى أسوة بشقيقها الرجل، في خطوة حضارية وسيكون لها الأثر الايجابي على المجتمع والمرأة في كل الوطن، وقد كتبت منذ سنوات عن ضرورة وجود المرأة في مجلس الشورى وقد تحقق اليوم بكل تأكيد، فوجودهن مهم ومفرح لنا كنساء، وكذلك للمجتمع السعودي كافة، وتضيف مظفر: وجود المرأة في المجلس مهم خاصة فيما يخص المرأة من حقوق وهو دور ليس سهلا، وأتمنى من السيدات ألا يتوقفن على مظاهر البرستيج المادية والمعنوية التي تحقق وان يكون وجودهن ليس فقط لذواتهن وإنما لتحقيق ذوات وحقوق المرأة السعودية في مسائل كثيرة كالحقوق المدنية والحضانة وكل القضايا التي مازالت تعتبر المرأة نصف مواطنة، وتؤكد مظفر قائلة : سيكون لوجود السيدات في مجلس الشورى دور كبير ومهم في تمكين دور المرأة وان تصل الى منصب الوزير سواء في التربية أو الشئون الاجتماعية، وأتمنى ان نستفيد من تجارب دول الخليج والدول العربية في تقلد المرأة مناصب وزارية، وتختم قائلة : كلنا ثقة وأمل في السيدات المحترمات في العمل على تمكين حصول المرأة اللاتي هن نصف المجتمع على حقوقهن. إنها مناسبة تاريخية تستحق الاحتفاء، أصبح لمجلس الشورى مرايا تعكس صورة النصف المغيب سنين طويلة تنوّع وثراء فيما تقول الإعلامية والقاصة فاتن اليتيم : لا أتمنى ان تهتم وتشتغل المرأة في مجلس الشورى بقضايا المرأة فقط وان يكون اهتمامها بكل ما يهم ويشغل تفكير المواطن من بطالة وسكن وفقر، فكل القضايا الوطنية محط اهتمام الجميع وبالتأكيد وجود المرأة في مجلس الشورى خطوة رائعة ومنتظرة، ونتمنى ونأمل في ان تكون لها انعكاسات ايجابية وحضارية على الوطن، وتضيف قائلة : هناك عدة لجان في مجلس الشورى، أتمنى ان تتوزع السيدات البالغ عددهن ثلاثين على كل اللجان ليكون وجودهن قويا وحاضرا في طرح الافكار والاقتراحات في كل القضايا المهمة لتطور وتقدم الوطن الغالي على الجميع ويكون صوتهن مؤثرا وايجابيا ولا يكتفين بمجرد وجودهن في مجلس الشورى، لابد ان يكون حضورا مؤثرا ومهما خاصة في قضايا المرأة وكل قضايا الوطن، والجميل ان السيدات لهن حضورهن في مواقع التواصل الاجتماعي ما سيسهل عليهن معرفة ما يشغل المواطن سواء الرجل او المرأة من قضايا وطنية مهمة. الحياة تتطوّر فيما تقول الشاعرة تغريد القحطاني: كل النساء السعوديات فرحن بذلك القرار كثيرا لوجود نساء في المملكة يعانين مشاكل كثيرة خاصة الارامل والمطلقات ومن بنات هذا البلد ومن تعمل جاهدة لمصلحة البلد، لنا الحق في ان نشارك وان نقرر كما هم الرجال، فنحن مجتمع واحد في جسد واحد، على ألا يخرج عن أحكام الشريعة الاسلامية ومضمونها، وان يكون هناك نظام إسلامي بحت في هذا الموضوع، وهناك من هم يستطيعون ترتيبها ومن لهم باع طويل في هذا المجال، لذا انا مع القرار شكلا ومضمونا، فالحياة تتغير وتتطور ونحن مع التطوير وبخاصة للنساء, فهن يمثلن وطنا ولا يمثلن أنفسهن، وأقول: إن دور المرأة عظيم، حيث عظمه الإسلام قبل أي قوانين وشرائع. أم لا تنضب وتقول الإعلامية والقاصة أسماء العبودي: انتظرت المرأة السعودية كثيرا ، لكنها ظفرت في النهاية بمن يمنحها الحق وينصفها. إنها مناسبة تاريخية تستحق الاحتفاء، أصبح لمجلس الشورى مرايا تعكس صورة النصف المغيب سنين طويلة، ولسوف نسمع صوتا طال غيابه, لكنه اليوم حضر مع كوكبة رائعة وجميلة من نساء بلدي, الغالبية منهن مارسن البحث العلمي والتجريب والمقارنة والاستنتاج وبعضهن متمكنات في الادارة والتخطيط وأخريات مشتغلات بالهم الوطني والاجتماعي والانساني, وهذا التنوع في التخصص والتنوع في المناطق سيجعل قضايانا في أيد أمينة وسيكن خير معينات لنا، وتضيف : نحن في الوطن نساء ورجال نريد من يحمل شكوانا ومطالبنا ان يكون منا ومعنا، ونريد من يمثلنا بصدق ويلامس أوجاعنا ويعتني بالمهمشين والفقراء، ونأمل في ان تكون المرأة في الشورى ليست الاجمل ، لكن نريدها بعاطفة الأم التي لا تنضب، التي ترعى المريض والمعاق قبل السليم، نريدها بقوة الأخت التي لا تنسى مواقفها، الأخت المانحة والمعطاء والقلب الكبير الذي يحتوي الجميع دون تراخ، نريدها المرأة الشريكة في البناء والتنمية والشريكة في الوطن والشريكة في صنع القرار، هذا املنا في نساء الوطن، ولنبدأ منذ الآن نرى كيف يكون الوطن حين يحتويه كفا امرأة. خطوة للانتخاب وتقول الأديبة والإعلامية هيام المفلح : بداية نبارك للوطن تبوؤ المرأة مقاعد في مجلس الشورى أسوة بشقيقها الرجل، في خطوة تاريخية على الصعيدين السياسي والاجتماعي سبق ونادينا بها كثيراً وانتظرناها طويلا، ثم نبارك للأسماء النسائية التي تم اختيارها في هذه الدورة الرائدة التي فتحت لهن وللوطن نافذة عطاء ننتظر منه أن يثمر قريباً بما هو خير ونفع لهذا الوطن وأهله، وتضيف: نعتبر هذا التعيين بالاختيار في هذه الدورة خطوة أولى لإقرار مبدأ التعيين بالانتخاب في الدورة اللاحقة للرجال والنساء، هذا أملنا المقبل ، بالإضافة إلى أمنياتنا بأن يفسح للمرأة في المجلس بمساحة اشتراك واسعة المجالات لتدلي فيه بصوتها وخبرتها وتناقش قضايا الوطن والمواطن على جميع المستويات وألا يكتفى برأيها فقط في مجالات الأسرة والطفل، وتختم قائلة : لأن هناك من الأسماء المختارة من هن عالمات في مجالاتهن ، وأبحاثهن شعلة نور أضاءت العالم في المؤتمرات والملتقيات الدولية ، ومن الإجحاف ألا نستفيد من خبراتهن وتوصياتهن وحلولهن التي من الممكن أن يطرحنها حول قضايا الوطن ، التي قد لا تقل أهمية أبداً عن طروحات الرجل في ذات الميادين. مستقبل مشرق وترى الناشطة الاجتماعية فوزية آل مبارك « أنها خطوات مشرقة لوطن الجميع دخول المرأة السعودية مجلس الشورى كعضو فعال متمكن في تمنية الوطن لا يقل دورها عن دور أخيها الرجل في النهوض لانها تمتلك القدرة الجبارة لارساء دورها الفعال والايجابي في كل المحالات في بلدنا الحبيب، وهذا فخر لك سيدة سعودية تسعى للنهوض بارادة قوية وبناء جسور متينة من النهضة»، وتضيف: اضاءات اخواتي في مجلس الشورى هي بداية لنور جميل يحمل معه البشرى لنا كنساء بأن المستقبل مشرق لنا وان ما نطمح له ونسعى الى ان يكون دورنا رياديا كأخينا الرجل نستلهم من حكومتنا الرشيدة الرعاية ومد يد العون بثقة واثبة والإيمان بأننا قادرات متمكنات لكل ما هو مستحيل ورائع للوطن. خبرة التدرّج وتقول الناشطة فوزية ال هاني منسقة حملة «بلدي» المهتمة بمشاركة المرأة في المجالس البلدية : كنا نطالب بإتاحة الفرصة للمرأة السعودية للمشاركة في الشأن العام على كل المستويات لما أصبحت تتمتع به من كفاءة ومؤهلات مساوية للرحل، لذلك نعبر اليوم عن سعادتنا بهذه النسبة التي بلغت 30 بالمائة في مجلس الشورى، وثقتنا كبيرة في السيدات اللاتي تم تعيينهنّ لما يتمتّعن به من سمعة عالية وكفاءة خصوصا بعض الأسماء كالدكتورة ثريا عبيد التي تأهلت لقيادة مؤسسات دولية، وكذلك باقي السيدات اللاتي نتطلع أن يكون لهم أداء متميز في الفترة المقبلة، ولفتت آل هاني إلى أن مشاركة المرأة في المجلس جاءت عبر خطوات بدأت بلجنة استشارية لإكسابهن الخبرة اللازمة لدخول قبة المجلس، ونحن كذلك في مبادرة « بلدي» نتمنى أن تتاح لنا نفس الفرصة لاكتساب الخبرة اللازمة في العمل البلدي قبل الانتخابات المقبلة، وقد طالبنا بذلك الوزارة وبعض الأمانات العامة.