سادت مشاعر الفرح الأوساط النسائية بالمملكة بقرار خادم الحرمين الشريفين انضمام المرأة لمجلس الشورى والمجلس البلدي ممثلة في عضوية كاملة مرشحة وناخبة، الفرحة انطلقت من تحت القبة حيث كانت تحضر عدد من الأميرات والمسؤولات والأكاديميات وسيدات المجتمع، واللاتي دعين خصيصا لهذه اللحظة التاريخية، إلا أن مفاجأة الملك الكبرى جعلتهن عاجزات عن التعبير عن مقدار فرحتهن بالقرار الذي يشكل حسب رأيهن نقلة نوعية للمرأة السعودية ومشاركتها في صنع القرار. بقدر المسؤولية المستشارة في مجلس الشورى الدكتورة فاطمة جمجوم أكدت أن مفاجأة الملك جعلتها عاجزة عن التعبير عن فرحتها فالخطاب كان موجها للمرأة ويدل على مكانتها ويعزز حقها في تنمية مجتمعها. وأضافت أن على المرأة الآن أن تكون بقدر الطموح الذي وضعه فيها خادم الحرمين وتؤدي دورها، وهو ليس بمستغرب عليها، فالمرأة السعودية اثبتت دوما أنها بقدر المسؤولية. ووصفت المستشارة بالمجلس الدكتورة الجوهرة بوبشيت اللحظة التي نطق فيها خادم الحرمين بقرار إشراك المرأة بأنها لحظة تاريخية، معبرة عن سعادتها بأنها شهدتها من تحت قبة الشورى. واعتبرت الدكتورة محاسن فلمبان أن الملك دائما ما كان مع المرأة وقد أثبت قراره الأخير ذلك، مؤكدة أن الأمر الآن بيد المرأة أن تثبت أنها عند حسن الظن وتقدم واجبها تجاه وطنها. وحول مردود القرار على تنمية المجتمع، أوضحت فلمبان أن المرأة نصف المجتمع ومشاركتها ستكون لها فائدة حيث سيكون لها منظور مختلف للمشارك في صنع القرار، وهو ما أكدته المستشارة في المجلس الدكتورة إلهام حسنين، التي وجهت كلمة للمرأة بأن تشمر عن ساعديها وتثبت وجودها لأن قرارات كثيرة تنتظر رأيها ومشاركتها لتنمية المجتمع. أما المديرة التنفيذية لدعم مشاريع السيدات الصغيرات بصندوق الأمير سلطان الدكتورة هناء الزهير فقالت: إن الملك وفى بوعده للمرأة حيث كان يردد في كل مناسبة تجمعه بسيدات سعوديات (منكم الصبر وعلي الوفاء) وهو ما تحقق بإقراره مشاركة المرأة في المجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى. الأهم تاريخيا وأوضحت مسؤولة المشاريع الصغيرة بالقسم النسائي بالغرفة التجارية بالرياض وفاء آل الشيخ أن مشاركة المرأة سيكون لها الأثر الأكبر في تفعيل كثير من القرارات التي تمسها والتي كانت بيد الرجل سابقا ولكن من يعاني هو من يستطيع اتخاذ القرار الأنسب. واعتبرت الإعلامية منى أبو سليمان أن هذا الخبر يعتبر الأهم تاريخيا باعتبار المرأة ستشارك لأول مرة في اتخاذ سياسات مجتمعها عبر مشاركتها في المجلس البلدي ومجلس الشورى. من جانبها، قالت الناشطة الاجتماعية فوزية آل هاني "أنا سعيدة جدا بهذا القرار وهذا ما كنا نأمله ونتوقع أن تكون هناك قرارات موازية عملية تنفيذية بالنسبة للوزارة في مشاركتنا كسيدات بالمجالس البلدية، ونأمل أن تأخذ الوزارة هذا القرار بعين الاعتبار وتضعه حيز التنفيذ لمشاركتنا" وعبرت سيدة الأعمال فوزية الكرّي عن مشاعر البهجة والفرح، حيث قالت "أوجّه كلمات الشكر لخادم الحرمين الشريفين، والذي من دونه من بعد الله لما استطاعت المرأة السعودية أن تصل إلى مراتب مهمة في الدولة، حيث أعطى ثقته التامة في إمكانات المرأة السعودية وبأنها قادرة على أن تشارك في صناعة القرار" موضحة أن أمام المرأة في المملكة مسؤوليات جديدة لذلك تتمنى أن يكنّ مستعدات لهذه المسؤولية الجديدة من أجل توضيح الصورة أمام العالم بأن المرأة السعودية قادرة ومتمكنّة على المساهمة مع صنّاع القرار. وأضافت عضو الغرفة التجارية بالشرقية سميرة الصويّغ أن هذا القرار هو مسؤولية كبيرة أولاها الملك للسيدة السعودية وخطوة مباركة ونوعية تنقل المرأة السعودية إلى مراتب متقدمة في المملكة وإثبات صورتها كشخص فعّال. بدورها بينت المحامية والناشطة الحقوقية سعاد الشمّري أن هذا القرار سيعمل على تغيير كبير في مجال حقوق المرأة السعودية حيث إنه لن تحتاج المرأة في المملكة إلى عمل مدونات وحملات للمناداة بحقوقها بل إنها بنفسها ستتولى دعم قضاياها من خلال مشاركتها صناعة القرار السياسي. حق السكن أما الناشطة الحقوقية والتوعوية روضة اليوسف فعبرت عن فخرها بالقرار الذي يؤكد على أن خادم الحرمين الشريفين حريص على مصلحة المرأة السعودية وما فيه خير لها، مشيرة إلى أنها عازمة على المشاركة سواء في مجلس الشورى أو المجلس البلدي للمطالبة بحق المرأة المطلقة أو الأرملة في السكن، كما أن ملف البطالة سيكون من أولويات القضايا التي ستناقشها في مجلس الشورى. وأوضحت رئيس قسم الأشعة بالمستشفى الجامعي بالخبر الدكتورة فاطمة الملحم أن هذا اليوم التاريخي يحسب للمرأة السعودية ويسجل في سطور التاريخ وضمن مواقف خادم الحرمين الشريفين المضيئة والمشرقة فطالما شعر بالمرأة ووقف معها، وكان هذا القرار بمثابة خطوة للأمام لنساء المملكة متمنية أن تكون المرأة على قدر من المسؤولية لخدمة بلدها. ووصفت المستشارة الاقتصادية وسيدة الأعمال الدكتورة وفاء الرشيد القرار الملكي بإتاحة المجال للمرأة للمشاركة في مجلس الشورى، وعضوية المجالس بالبلدية بأنه مساهمة عملية في تفعيل دور المرأة في المجال السياسي والاقتصادي. من جانبها، أوضحت أستاذة أصول التربية بجامعة الملك سعود الدكتورة عزيزة بنت عبدالعزيز المانع أن خادم الحرمين الشريفين انتصر بهذا القرار التاريخي لقضية المرأة، ووصفته بأنه لا يخدم المرأة السعودية فحسب، وإنما الوطن ككل، مشيرة إلى أن المرأة متى ما دخلت مجلس الشورى، والمجالس البلدية ستسهم في قضايا كثيرة، لا تتعلق بالمرأة وحدها، ولكن بالمجتمع بأكمله. وأكدت أول جراحة أطفال سعودية ورئيسة قسم جراحة الأطفال بمستشفى الحرس الوطني الدكتورة آسيا الرواف أن هذا القرار كان متوقعا من الملك عبدالله من خلال مسيرته التي بدأها وجزء من المنظومة التي يعمل عليها ألا وهي تطوير المواطن ككل، وقد قال في لقاء سابق إن المرأة هي زوجته وأمه وأخته وابنته، وأكد أنه سيعطي المرأة حقها، والوعد تحقق الآن، وتابعت "التقينا به أنا وعدد من السيدات العام الماضي في الحوار الوطني ووعدنا بذلك"، وأضافت أن الصورة التي التقطت لنا كانت أبلغ من أي شيء،"، وذكرت الرواف أن هذه مسؤولية أعطيت للمرأة بشكل رسمي لتقوم بدورها كما يجب وحان وقت والتنفيذ. من جهتها، قالت مساعد وكيل الجامعات للدراسات العليا والبحث العلمي للبرامج التطويرية بجامعة الملك سعود الدكتورة ابتسام العليان إن السعوديات فخورات بالقرار الذي وضع المرأة السعودية في المكانة التي تستحقها، وإنه جاء إيمانا من القيادة بدور المرأة السعودية الفاعل في مجتمعها، وتابعت: هذا القرار لم يكن سهلا واتخذ بعد جهد ووقت وهو قرار شجاع يخدم المرأة السعودية وانتصار لها، والآن سيصل صوت المرأة إلى مجلس الشورى وسيكون لها دور في صنع المستقبل بما يعود عليها بالنفع في إطار يلائم ثقافتنا وشرعنا ومن المهم أن تتمسك المرأة به وتثبت وجودها ضمنه، إلى جانب دورها في المجلس البلدي. مكانة كبيرة وأشارت أول وكيلة وزارة للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم الدكتورة هيا العواد إلى أن هذا القرار دليل على أن المرأة تحظى بمكانة وعناية كبيرة من قمة الهرم في البلاد ويكفيها أنه قال "لا يرضى بتهميش المرأة وأنه يقدرها"، مشيرة إلى أن المرأة في عهده حصلت على مناصب قيادية لم تكن تحلم بها، وأن وصولها إلى مجلس الشورى والمجالس البلدية يفتح أبوابا لتفعيل دور المرأة الحقيقي في المجتمع. بناء المجتمع وأكدت المشرفة العامة على الوحدة النسائية بأمانة منطقة الرياض الدكتورة ليلى الهلالي أن الوقت حان لتعبر المرأة عن وجودها وقد قال الملك لا وقت للمتخاذلين، مما يحمل المرأة مسؤولية كبيرة، مشيرة إلى أنهن سيقدمن كل ما لديهن وسيساهمن في بناء المجتمع، وأنه لا زمن للتهميش والقدرات المحدودة على العطاء، وتابعت "المرأة الآن تقتحم ساحة صنع القرار لأنها هي الأدرى بواقع حالها، وأصبحت الآن عضوا فاعلا له دور كبير وكلمة وهي على قدر كبير من المسؤولية وأنا كلي ثقة بأن المرأة قادرة على الإنجاز والإبداع وستحقق ذلك.. فقط كانت تنتظر الفرصة وها هي حصلت عليها". وأكدت منى الكودري "مشرفة تربوية" بتعليم عسير، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نصيرالمرأة السعودية بحق، ولا أدل على ذلك من سعيه الحثيث لتوظيف أعداد كبيرة من خريجات الجامعات، والعمل على تنويع مجالاتهن الدراسية، وتكريم المتميزات منهن في أرقى المحافل. وتشير رقية الزهراني "معلمة بخميس مشيط"، إلى أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام أعضاء مجلس الشورى وتضمنه لمشاركة المرأة في صنع القرار، نقطة تحول في مسيرة المرأة السعودية. أما عضوة هيئة التدريس بجامعة الملك خالد بأبها الدكتورة منى آل مشيط فأكدت أن مضامين الخطاب الملكي الكريم تأتي امتدادا لتعاليم الدين الإسلامي التي تكفل للجميع حق التعبير والمشاركة في صنع القرار والرأي في شتى المجالات المتعلقة بالحياة، في حين أن لغة الخطاب لم تخل من ضرورة اقتران مشاركة المرأة بضوابط الشرع وثوابت الدين. واعتبرت نورة الشهري "من أبها"، أن خطاب خادم الحرمين الشريفين، بمثابة انطلاقة حقيقية لتوسيع دائرة مشاركة المرأة في المشهد التنموي، وصنع القرار.