مازالت الرواية تتسيد الساحة الإبداعية وترصد العديد من القضايا الاجتماعية وفي هذا الحوار يتوقف»الجسر الثقافي» مع تجربة ابداعية ترصد قضية من قضايا المجتمع، حيث يتطرق الروائي علوان السهيمي في روايته ( القار ) لقضايا التفريق وقضايا أخرى. عنوان الرواية ( القار ) دلالات العنوان وإسقاطه على مضمون الرواية؟ - لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال بطريقة مباشرة، لأنني إن أجبت فسأضع القارئ في زاوية معينة في فهمه العنوان، وبالتالي سيتعامل هو مع النص من خلال فهمه العنوان الذي أقصده، لذا أعتقد أن العنوان لابد أن يكون غواية يقود كل قارئ إلى زاويته الشخصية، وبالتالي إسقاطه على النص. أعتقد أن الكتّاب لا ينبغي أن يجيبوا عن مثل هذه الأسئلة كي لا يحددوا مسارات فهم القارئ، إذا فهمنا أن العنوان هو النص الموازي للنص الأصلي. زواج أسود من بيضاء كحدث للرواية .. لماذا اختار الكاتب هذا الموضوع؟ - إن هذا السؤال مثل أن تقول: لماذا كتبت الرواية أصلا ؟ عندها سأقول لأن الكائن الروائي في داخلي هو من قال لي: ينبغي لك أن تكتب هذه الرواية. مكان الرواية بين تبوك والشام هل له علاقة بفكرة الرواية؟ - بالتأكيد، وجود المكان الذي تمثله (تبوك ودمشق)، في العمل ليس شيئا اعتباطيا، فتبوك لها دلالاتها داخل النص، ودمشق كذلك، وفكرة الرواية قائمة على هاتين المدينتين بشكل كبير، إنهما مكان تحرك الأشخاص، سواء فعليا أو من خلال الذاكرة، فالعلاقة بين تبوك ودمشق داخل العمل هي علاقة أبطال وشخصيات قبل أن تكون علاقة مكان. استخدم الكاتب تقنية مختلفة في كتابة الرواية هل الاشتغال على التقنية يأتي انسجاما مع حدث الرواية؟ - المبدع الحقيقي ليس ذلك الذي يقبض على فكرة لم يسبقه أحد اليها، فكلنا نعيد كتابة أفكار من سبقنا، إنما الإبداع يتجاوز ذلك في أن نكتب الأفكار السابقة بطريقة مختلفة، فهذا ما حرصت عليه حينما بدأت أكتب الرواية، فلم أكن أريد أن أقدم نفسي بشكل مكرر، وأعتقد أن الروائي ينبغي أن يجدد ويجرب حينما يبدأ كتابة عمل جديد، فهذه الرواية كتبت بطريقة عكسية، أي أنها تبدأ من اليوم الثلاثين لتصل إلى اليوم الأول، ويمكن للقارئ أيضا أن يقرأها من اليوم الأول إلى اليوم الثلاثين. ولماذا كتبت الرواية بعقدتين مختلفتين وحلين مختلفين؟ - حينما تكتب رواية فإنه ينبغي أن تضع لها عقدة وحلا، هذا هو الأمر البديهي فحينما كتبت الرواية مبتدئا من اليوم الثلاثين إلى اليوم الأول وضعت لها عقدة وحلا، وعندما أعدت كتابة الرواية بطريقة معكوسة، ففي تصوري كنت أعتقد بأنني أكتب رواية أخرى مختلفة تماما من ناحية البنية الفنية للعمل، وبالتالي ينبغي لي أن أضع عقدة وحلا أخرى، بمعنى أنني كنت أرى أنني أكتب روايتين في رواية واحدة، وبالتالي يجب أن أضع لكل رواية منها عقدة وحلا. هل كانت هناك فترة زمنية تناولتها الرواية؟ - من الناحية التاريخية ليس للرواية فترة زمنية محددة، صحيح أنني أشرت في أول صفحة للرواية بأن بطلة الرواية شوهدت لآخر مرة في مظاهرة تندد برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن البنية الفنية للعمل ككل لا تتعلق بزمن معين، فهي تسير بخارطة صالحة لكل الأزمنة، فنحن حينما نكتب عن فترة زمنية محددة، فإننا نحرق التعاطي مع الرواية على أنها صالحة لأن نتماهى معها في فترات زمنية أخرى، فنحن نلاحظ بأن الرواية التاريخية التي تتعلق بزمن معين ستكون مجرد حكاية عن زمن مضى وينتهي الأمر. الهدف والفكرة التي تحاول معالجتها الرواية؟ - ببساطة : نحن مجتمع يستطيع أن يشتري له في كل يوم وجه، يضعه في خزانة ملابسه، ويرتديه وقتما يريد، نعيش بكم هائل من الأوجه، ولا نستطيع أن نعيش بوجه دائم في كل الأوقات. هل هذه الفكرة قائمة إلى الآن؟ - بكل تأكيد.