بما أن الدعاوى على المسلمين أصبحت مشروعة وظاهرها أخلاقياً مقبول بل ومسوّغ للنوازع النبيلة، قررتُ أكثف الدعاء على من يخالفونني الرأي كما يفعل بعض علمائنا لكني وجدتُ من هم أولى الآن بذلك! الطبيب والفريق الطبي المسؤول عن وفاة مريض «المقص المكسور» أولى بالدعاء ممن يخالفونني الرأي الذين سأتفرغ لهم لاحقاً! كان رحمه الله منوّماً بمدينة الملك عبدالله الطبية في مكةالمكرمة بعد عملية استئصال ورم من المعدة، وبدء العلاج الكيميائي. المسكين يتعذب والمقص يقطع أحشاءه لمدة تزيد على الشهر ويمكن تخيلهم وهم يقولون له بكل بلادة «ما فيك إلا العافية»! ثم بعدما صدّقوا أنه لا يبالغ في الصراخ قرروا إجراء تصوير اشعاعي على البطن ليكتشفوا المقص المكسور والذي تسبب في غرغرينا داخلية توفي الرجل على إثرها في الحال! طيب السؤال الذي ينبطح أمامنا الآن هل انكسر المقص بيد الطبيب أثناء العملية وسقط سهواً بداخل جوف مكشوف لمن لا حول له ولا قوة؟ أم انكسر لشدة تقلّبات المريض على الجنبين من الوجع! هل كان المقص بيد الطبيب أصلاً أم أن المريض ابتلعه بطريقة ما ليرمي بلاه على المستشفى ويطالب بتعويض باهظ! هل كان ينبغي أن يحلف المريض على المصحف أنه يتألم حتى يتعاطف معه ملائكة الرحمة ويصدقوا أنهم ليسوا كفؤاً لهذه الأمانة! الله يسامحه رحل قبل أن نحقق معه! من هي الجهة المخوّلة بمتابعة الأخطاء الطبية؟ في حال لم يشتك أهل المريض عن تفاقم حالة مريضهم نتيجة خطأ طبي أو وفاته.. هل يترك الطاقم الطبي المتسبب في الخطأ مستمراً على رأس عمله حتى يقتل مئات! ليس لدينا غياب للمرجعية الطبية القانونية بوجود الهيئات الصحية الشرعية، لكنها تصدر قرارات تلزم «وزارة الصحة» بمنع أطباء ارتكبوا جرائم مهنية من مزاولة العمل إلاّ أن الوزارة لا تستجيب!.من يتذكر الطفل الذي جاء إلى الدنيا معاقاً بسبب طبيبة لا تجيد قراءة تخطيط القلب وقياس حجم الجنين، وأصرّت بعبقرية وثقة على رفض طلب الأم بإجراء العملية القيصرية، فاستدعت عدداً من عاملات النظافة والممرضات اللاتي قمن بالضرب على بطن الأم في محاولة لإنزال الطفل، الذي خرج وكأنه جثه هامدة. ما حدث أن الهيئة الطبية الشرعية قضت بتعويض قدره مليون و675 ألف ريال على الطبيبة لكنها لم تمنعها من مزاولة عملها أو تنصحها لوجه الله أن تأخذ دورة تجدد معلوماتها أو تعيد سنوات الدراسة التي لم تفلح في تأهيلها!. ملف الأخطاء الطبية من أخطر الملفات التي يجب أن تؤرق منام وزارة الصحة .. لأن «الخُرج» أثقل من الشماعة التي اعتدنا التعليق عليها تقصيرنا ومساوئنا «كله قضاء وقدر»! وكانوا أهل أول يقولون بيأس عندما يضجرون من قصة ما أو شخص ما «حط في الخُرج»! من هي الجهة المخوّلة بمتابعة الأخطاء الطبية؟ في حال لم يشتك أهل المريض عن تفاقم حالة مريضهم نتيجة خطأ طبي أو وفاته.. هل يترك الطاقم الطبي المتسبب في الخطأ مستمراً على رأس عمله حتى يقتل مئات! ليس لدينا غياب للمرجعية الطبية القانونية بوجود الهيئات الصحية الشرعية، لكنها تصدر قرارات تلزم «وزارة الصحة» بمنع أطباء ارتكبوا جرائم مهنية من مزاولة العمل إلاّ أن الوزارة لا تستجيب!. انتهت الأسئلة وبقيت المخاوف كثيرة من أن تكون أنت أو أنا تحت رحمة يد غير مسؤولة! وسؤال واحد أخير، لماذا دوماً هؤلاء يختفون وراء المجهول؟ لماذا لا يتم التشهير بهم على الأقل؟ ولاحظوا أن الأخطاء الطبية لا تقع في المستشفيات الخاصة وحدها! لذلك ليس لنا إلاّ أن نأخذ أمر الدعاء عليهم على محمل الجد. تويتر: @Rehabzaid