لو كان لدينا قياس لاستطلاعات الرأي العام عقب أي حوار فضائي مباشر مع وزير او مسؤول، لقلت ان معالي وزير الاقتصاد والتخطيط اخفق في حواره مع المحاور البارع عبدالله المديفر في روتانا خليجية قبل 48 ساعة، تفوق المديفر في اسئلته على اجوبة الوزير التي تغير التاريخ عليها، تغير المتلقي عليها ، الذي لم تعد تستهويه نوعية هذا الخطاب. ومع احترامي لمعاليه كوزير وكعضو في مجلس الوزراء، ففي الثانية وحدها كعضو في مجلس الوزراء يحق له ان يفسر ما يريد تفسيره، اما كوزير لاقتصاد اكبر دولة منتجة للنفط تعاني من تحديات عديدة ومزمنة، كان عليه ان يعترف اولا بها وان يقدم للمشاهد وصفات وزارته الخاصة بمعالجة الخلل المرضي في الاقتصاد وتحدياته وأزماته التي يمر بها بدلا من صعق المواطن الذي وصل الى درجة من النضج والوعي والتعليم وبدون داعي ان يذكرني كيف كنا في بريدة او الجبيل او أي بقعة في المملكة قبل اربعين عاما. لقد قال خادم الحرمين - حفظه الله - الخير واجد .. واضاف للوزراء الاسبوع الماضي «لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو إهمال، واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله ثم أمامنا، وأنتم مسؤولون أمامنا عن أي تقصير يضرّ باستراتيجية الدولة، وعلى كل وزير ومسؤول أن يشرح من خلال الإعلام ما يخصُّ قطاعه بشكل مفصَّل ودقيق"، وكان حفظه الله قد أرسى قاعدة من الصراحة نادرة في تاريخ القيادة عالميا حين اعترف بالفقر في بلاط النفط. فكيف لمعاليكم الحديث عكس الواقع، بأن 61 في المائة من الأسر السعودية تمتلك منزلها، اذا لماذا استراتيجية الاسكان و250 مليار ريال تضخها الدولة، الا لان الدولة لديها مؤشرات وارقام، وتحليل معاليك بأن الطبقة الوسطى لا تتلاشى وإنما تتوسع على حساب الطبقتين الأعلى والأدنى، كيف هذا التحليل والطبقة المتوسطة، تتآكل، تتراجع ،تكافح بسبب التضخم وتشابك الانظمة وسعر الريال ورداءة جزء كبير من الخدمات التي لا يمكن استبدالها الا بدفع اقساطها مثل الصحة والتعليم. لم نكن حقيقة نتوقع من معاليه الذي نكن له كل احترام وتقدير لدوره في مناصب كثيرة خدم فيها الاقتصاد المحلي ان يأتي بخطاب يخالف الواقع بأن المشاريع المتعثرة هي مبالغة وانها لا تمثل الا من 10 الى 15 في المائة ويضرب مثلا في مدرسة لم تجد لها وزارة التربية والتعليم ارضا ويفسرها بأنها متعثرة، وليس غير منفذة، في وقت تعترف فيه الوزارات وامارات المناطق بهذا التعثر، وتعترف النقل على سبيل المثال بتعثر 62 مشروعا في الشرقية وحدها. وحين يصف انتاجية المواطن، ويقارنها بالمعرفة ، واقتصاد المعرفة، وكوريا وكأن المواطنين وحدهم مسؤولون عن هذه الثقافة، وليس غياب الرقابة، وتلاطم الأنظمة، ومخرجات التعليم وغيرها من المعطيات والاخطاء التي وقعت في عصر الطفرة وسوق العمل والعقود الحكومية الكبيرة التي لم يجد المشرعون عذرا في ارسائها على الشركات الكبرى بعيدا عن معادلة السعودة. لقد كان الحوار .. مرة اخرى قفزا على المشاكل .. اما تضخيم الانجاز فهي لغتنا التي نجيدها ونفهمها في اول سلم من مواد الاعلام. تويتر: @ssabahussain