أعلم كم تعاني وتتألم وأنت ترى الحال المأساوية التي تكون عليها عندما تضيع عقلك - الذي يسعى الأسوياء للمحافظة عليه- وتتحول إلى كائن بلا عقل ولا فكر ولا إدراك! وأعلم أنك قد ندمت أشد الندم على تلك الساعة التي وقعت فيها تحت إغراء صديق الأمس شيطان اليوم الذي زيّن لك طريقك المظلم ودفعك إليه من باب التجربة والفضول، وتود لو أن عقارب الساعة تعود بك إلى الوراء لتمحو تلك الدقائق القاتلة التي حولتك من حال إلى حال. وأعلم أنك عندما تتذكر زملاءك الذين نجحوا وتقدموا وتركوك بلا حاضر ولا مستقبل، تتألم ويتقطّع قلبك خصوصاً وقد كنت ترى أنك أفضل من كثير منهم. وأعلم أنك وأنت ترى خوف أهلك منك، والنظرات المؤلمة المنطلقة من أعين من حولك، وهي بين خوف ورعب، أو شفقة ورثاء لحالك، تود لو تنشق الأرض وتبلعك! وأعلم أنك تعيش في كآبة مع كل رحلة تسول تقوم بها، وصناعة للأكاذيب التي أصبحت معروفة لكل من يتعامل معك، فالهدف مائة أو مائتين لا تشحن بها جوالك ولا تشتري بها حليب لأولادك كما تدّعي، بل لتدفعها للمجرم الذي يتحكم في حياتك وحياة أبنائك. أعلم كم تعاني وتتألم وأنت ترى الحال المأساوية التي تكون عليها عندما تضيع عقلك - الذي يسعى الأسوياء للمحافظة عليه- وتتحول إلى كائن بلا عقل ولا فكر ولا إدراك!وأعلم أن رعباً يصيبك عندما ترى صور أولئك الذين ماتوا في دورات المياه أو في غرفهم ولم يعثر عليهم إلا بعد أيام، بسبب جرعة زائدة من السموم التي تتعاطاها أنت الآن. وأعلم أننا - أقارب ومعارف - سلبيون معك، وأفضلنا من إذا رآك عرفت غضبه بتعابير وجهه أما الآخرون فأقصى جهدهم (لا حول ولا قوة إلا بالله)، بينما لو سعوا في علاجك أو بلغوا عنك لقدموا لك ولعائلاتهم خدمة كبيرة. وأعلم أننا مقصرون معك في توفير مستشفيات الأمل في كل منطقة، مع قلة الأسرّة والكادر المتخصص في المستشفيات الموجودة. كل هذه الآلام والمعاناة نعلمها حتى ولو لم تنطق بها! ولكن يا عزيزي رجاءنا الحار - خصوصاً أننا نستقبل أيام الاختبارات- أن لا تسعى في تدمير غيرك كما دمرك سابقوك، فلهؤلاء الشباب آمال كما كان لك آمال، وينتظرهم مستقبل مشرق وأمهات تنتظر نجاحهم كما كان أهلك ينتظرون! كما نتمنى أن تتدارك نفسك وتسارع للعلاج، فليس أمامك حل ينهي معاناتك ومعاناة عائلتك سواه! shlash2020@twitter