مجلس الوزراء يقر ميزانية 2025 ب 1.184 تريليون ريال    التعليم تسلط الضوء على تمكين الموهوبين في المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع    إسرائيل تستبق وقف النار.. اغتيالات وغارات عنيفة    تنفيذ 248 زيارة ميدانية على المباني تحت الإنشاء بالظهران    أمانة الشرقية : تطرح فرصة استثمارية لإنشاء مركز صحي لعلاج حالات التوحد والرعاية الفائقة    مسؤول إسرائيلي: سنقبل ب«هدنة» في لبنان وليس إنهاء الحرب    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    السعودية تتصدر العالم بأكبر تجمع غذائي من نوعه في موسوعة غينيس    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    بوريل يطالب إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان    «الإحصاء»: الرياض الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية للقطاع السكني بنسبة 28.1 %    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    سجن سعد الصغير 3 سنوات    حرفية سعودية    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    فصل التوائم.. أطفال سفراء    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    ألوان الطيف    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    حكايات تُروى لإرث يبقى    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    من أجل خير البشرية    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    المملكة تستضيف المعرض الدوائي العالمي    خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ب"حساب المواطن" والدعم الإضافي لعام كامل    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2013.. فاتحة الخير المرتجاة

مع انتهاء عام 2012 وحلول عام 2013 نودع عاما مضى بحلوه ومره ونستقبل عاما جديدا يحلم الناس فيه بالقضاء على مشاكل طالما أرقتهم ، ولكن ماهى أحلام وتطلعات علماء ومشايخ الإسلام فى مصر، فى العام الجديد.
بداية يقول الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر :إننا نأمل أن يكون عام 2013 فاتحة خير على الأمتين العربية والإسلامية، وأن تتوحد كلمة المسلمين، وأن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن يسترد المسلمون القدس والمسجد الأقصى ، وأن يعم السلام كل أرجاء المعمورة. وأضاف اننى اتمنى من الله أن يوفق أبناء مصر إلى الوحدة فى الرأى والتكاتف من أجل النهوض بمصر والوصول بها الى بر الأمان ، واننى اتمنى من الله أن تنتهى مأساة الشعب السورى على خير وسلام.
ومن جانبه قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية : مع العام الجديد ينبغي للمسلم أن يأخذ العبرة من مرور الليالي والأيام وكل يوم يمر بالإنسان فإنه يبعده من الدنيا ويقربه من الآخرة والكيس الفطن من استفاد من وقته فيما ينفعه في دينه ودنياه. وعن أمنياته التى يتطلع إليها في العام الجديد قال إن أهم أمنياته أن يكون هناك ميثاق موحد للفتوى يتم تعميمه في العالم الإسلامي بما يحقق منع تضارب الفتاوى . وواصل حديثه قائلا: اتمنى أن نستقبل العام الجديد بإرادة وعزيمة تستشرف المستقبل ليكون أفضل من الحاضر وأتمنى أن تتوحد الأمة الإسلامية وتكون صفا واحدا وأن يجعل الله هذا العام عام نصرة وعزة للإسلام والمسلمين، كما اتمنى أن يكون هذا العام عام سلام واستقرار في ربوع الأرض وأن نكون دائما مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن نرتفع دوما على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
انطلاقة حقيقية
من جانبه قال الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية: أتمنى لبلدنا مصر أن تنعم بالأمن والاستقرار، وتنتهى جميع مظاهر الخلاف السياسى بين جميع القوى والاحزاب السياسية وأن يضع الجميع أيديهم فى أيدي بعضهم البعض لبناء نهضة مصر واستقرارها، كما اتمنى أن يتهيأ المسئولون فى مصر للبدء فورا فى إصلاح منظومة التعليم، وإعادة النظر في السياسات التعليمية الموجودة في جميع المراحل، وأن ننتقل بالتلاميذ والطلاب من الحفظ والتلقين إلى البحث والاطلاع وإعمال العقل، حتى يكون لدينا مبدعون في كل المجالات. واختتم الدكتور عمر هاشم قائلا: اتمنى أن يشهد عام 2013 انطلاقة حقيقة نحو الوحدة الاسلامية بين المسلمين فى كل بقاع العالم متمثلة فى السوق الاسلامية المشتركة ومشروعات التنمية المشتركة وأن تتوحد الامة الاسلامية فى شتى أرجاء المعمورة وأن ينهى الحصار الظالم عن اخواننا فى قطاع غزة ، وأن تنتهى مأساة أشقائنا فى سوريا.
تفعيل الحوار مع الغرب
من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة : ما أتمناه في العام الجديد أن يتم تفعيل الحوار مع الغرب بشكل يحقق نتيجة مجدية، بان يتجه إلى آفاق تخدم المصلحة المشتركة دون الهدم الذي يتجه إليه الغرب اليوم نحو الإسلام وتشويه صورته من حين لآخر، وأن يكون هناك اتفاق على القضايا المشتركة، دون إثارة الخلافات . وتابع قائلا: أتمنى كذلك أن تنتهى حالة الخلاف والتشرذم التى تشهدها الساحة السياسية فى مصر وأن تنطلق مصر وجميع المجمعات العربية والإسلامية نحو النهضة والتقدم، وتتخلص من الأمية والتخلف، وأن تصل المؤسسات والهيئات الإسلامية ودور الإفتاء إلى سياق موحد للفتوى، لنقضي على فوضى الفضائيات لأنها تمثل أحد مصادر التشتت والفرقة فى المجتمع الاسلامى ، فضلا عن عدم معرفة الأحكام بشكل صحيح.
من أقوال لأفعال
أما الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق وعضو مجلس الشورى المصرى فيقول: إنه يتمنى أن يتحول الحديث عن الوحدة للأمة الإسلامية من أقوال الى أفعال تطبق على أرض الواقع ، وأن تتوحد الدول العربية والاسلامية، كما توحدت دول الإتحاد الأوروبي وأصبحت وحدة واحدة لها تأثيرها وقوتها فى العالم .
وأضاف أنه يتمنى أن ينعم الله على مصر بنعمة الاستقرار والأمان وان يعمل الشعب المصرى بكل قوة حتى يعود الاقتصاد قويا.
مفتي مصر يتحدث لمحرر (اليوم)
وحدة المسلمين
أما الشيخ الدكتور محمد على الجوزو مفتى جبل لبنان ، فيقول إنه يتمنى أن يرى العالمين العربى والاسلامى فى عزة وقوة، وأن ينتهى الحصار الإسرائيلى لقطاع غزه وان تعلن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وألا تراق نقطة دم واحدة من دماء المسلمين البريئة، وأن يتوحد المسلمون فى شتى بقاع الأرض سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وأن تحرر ديار بيت المقدس وتعود للعرب والمسلمين.
انتهاء الانقسام
أما الدكتور طه أبوكريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول إنه يتمنى ان تنتهى حالة الانقسام السياسى فى مصر وتنهض اقتصاديا وسياسيا لتعود مصر قوية تمارس دورها كدولة مهمة فى المنطقة، كما اتمنى أن تسود المحبة والتسامح بين أتباع الأديان والحضارات المختلفة حتى يعم السلام والوئام، وتنتهى حملات التشويه التى يتعرض لها الاسلام فى الغرب. واختتم قائلا: اتمنى أن يهتم حكامنا فى العالمين العربى والاسلامى بالتعليم وبالعلماء والمبدعين، والباحثين في جميع المجالات الشرعية والدنيوية، والعمل على أن تسجل جامعاتنا مركزا متقدما بين الدول.
د. الشحات الجندي
العرب بين عامين .. ما كان وما سيكون
الآمال والطموحات
من جانبه أكد السفير الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام للجامعة العربية للشؤون الاقتصادية أن عام 2012 قد طوى صفحته بكل آلامه وجراحه وأفراحه، الذي كان امتدادا لعام 2011 التي تفجرت فيها ثورات الربيع العربي على أساس مرجعية اقتصادية، وضع الصراع أوزاره في بعضها بشكل سلمي، تعثرت الخطى في بعضها الآخر لكنها وصلت إلى مستوى الأمان تقريبا، بينما مازال هناك من يدفع الفاتورة من الدماء، وفي ظل هذا المشهد الدامي جاء خبر حصول فلسطين على صفة دولة مراقب فى الأمم المتحدة، رغم المعارضة الشديدة من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، لترسم البسمة ليس على شفاه الأشقاء الفلسطينيين فحسب ، لكن على جميع الشفاه العربية والإسلامية والدول الصديقة المحبة للسلام.
قال السفير التويجري: إن الخليج كان حظه من عام 2012 كبيرا، حيث لفت الأنظار بما شهده من فعاليات ومؤتمرات، ومنها القمة الإسلامية الطارئة بمكة المكرمة في أغسطس وفيها أطلق الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي مبادرته الرباعية الشهيرة وتضم: المملكة، مصر، تركيا وإيران، بهدف البحث عن حل سياسي للأزمة السورية لحق دماء الأشقاء، أيضا القمة الخليجية الثالثة والثلاثون، التي استضافتها مملكة البحرين، وكانت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بمثابة رسالة طمأنة لنفوس الجميع بشأن استقرار المنطقة من أي تهديد، وهناك إصرار نحو إحداث نقلة نوعية في الكيان الخليجي الموسع بحيث يحل التكامل محل التعاون، الذي سيكون نموذجا ونقطة انطلاق للوحدة العربية، وأوضح السفير التويجري أنه من الآمال والطموحات التي يحملها العام الجديد، القمة الاقتصادية والتنموية الثالثة التي تستضيفها الرياض في الأسبوع الثالث من يناير الجاري، لافتا إلى أن العالم العربي يمتلك كافة مقومات النهضة الاقتصادية, خاصة بالنسبة لتوافر المواد الخام ومصادر الطاقة واحتياطيات النفط ومخزونات المعادن, وقد بدأت الروح تدب في الصناعة العربية، وأنه من الأهمية أن تتضافر كافة الإمكانات الهائلة للشعوب العربية المادية منها والبشرية مع الطبيعية, بحيث يكون هناك تكامل بين الدول العربية التي لديها كوادر ضخمة والأخرى التي تملك رؤوس الأموال، والثالثة التي تملك الموقع وموارد الصناعة والزراعة, بجانب الأراضي الشاسعة ومصادر الطاقة المتجددة بالوطن العربي، بحيث يصبح العالم العربي تكتلا اقتصاديا قويا قادرا على المنافسة في عالم لا مكان فيه للكيانات الهشة أو المبعثرة طاقاتها وجهودها وإمكاناتها، خاصة إذا تم الأخذ في الاعتبار ما يمكن أن يمثله وجود تكتل اقتصادي عربي قوي من فك الارتهان بالاقتصاديات الكبرى، وبالتالي دعم القدرات على مواجهة الصدمات الخارجية، وكل هذا وذاك يحتاج إلى مزيد من التقارب العربي حتى يمكن دعم هذا المسار لصناعة عملاق اقتصادي عربي في المشهد العالمي.
أن تستكمل التغيير السياسي، ووضع أسس ديمقراطية حقيقية مبنية على مفاهيم إنسانية مشتركة، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة لتصبح أكثر كفاءة في التجاوب مع متطلبات شعبها، وضرورة ترسيخ أسس وأحكام الديمقراطية وقواعد محاسبة الحاكم نحو مزيد من الشفافية وسيادة القانون.
وأشار السفير التويجري إلى ما يحمله العام الجديد في أحشائه من خير يتجلى في الأسابيع الأولى لميلاده،متمثل في القرارات الاقتصادية التي يترقب الشارع العربي الخروج بها من القمة التنموية الثالثة بالرياض، التي ستكون بمثابة الانتقال من مرحلة صياغة وصناعة القرارات إلى مرحلة تقييم ومتابعة لما تم إنجازهما، خاصة ما يتعلق بالربط البحري، نظرا للدور الحيوي الذي يمكنه أن يلعبه، ومن هنا كانت أهمية الخطوة التي تم اتخاذها من أجل تجميع كافة الاتحادت العربية العاملة في اطار منظومة النقل البحري من اتحادات ومنظمات وشركات عربية، مشددا على أن الآمال والطموحات كبيرة لتحقيق الإنجازات في هذا قطاع النقل البحري ومنها: أن يكون هناك مركز معلومات أو بنوك معلومات مركزية لجميع الدول العربية تمثل كافة الموانئ الاستراتيجية وغير الاستراتيجية منها، وكيفية توفير أسطول بحري عربي، وكذلك تكون هناك إدارة فاعلة، لأنه ما تملك بنية معلوماتية قوية في النقل البحري يكون لديك ربط ناجح، لان الهيكل والعمود الفقري هو بنك معلومات الكتروني اداري متميز يربط بين الدول العربية، وفي نفس الوقت يساعد المستمثرين ورجال الأعمال، وبذلك نكون نجحنا في تنفيذ أحد أهم القرارات الأساسية التى تم اتخاذها في القمة العربية التنموية الثانية بمنتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر بمصر خلال يناير 2011.
وأضاف التويجري أنه إذا كانت أجندة عام 2012 مزدحمة بالأحداث المحلية والعربية والإقليمية بل والعالمية، إلا أنه من المحطات الرئيسة التي ينبغي التوقف أمامها وتأملها بشكل جيد تلك الاتفاقية بين عدد من دول أوروبا وشمال أفريقيا لبناء محطة لتوليد الطاقة الشمسية من الصحراء المعروفة باسم ( ديزيرتيك ). كما تنظم تصدير ( الطاقة الخضراء ) إلى أوروبا، معربا عن تطلعاته الى أن يتم إنجاز هذه الاتفاقية خلال العام الجديد 2013، لافتا الى أن الجدوى الاقتصادية للمشروع لن تقتصر على مجرد توفير نصف أوروبا وشمال إفريقيا بالتيار الكهربائي، بل من الأهمية أن نأخذ في الاعتبار حجم فرص العمل التي سيوفرها مثل هذا المشروع الطموح لسكان المغرب ومصر وتونس فرص عمل للسكان هناك، مشددا على ضرورة أن يراعي الجانب الأوروبي عنصرا غاية في الأهمية وهو أن يكون المبدأ الحاكم في الاتفاق هو الشراكة لا الاستغلال حتى تكون هناك حالة من الطمأنينة ويدخل المشروع حيز التنفيذ الفعلي.
تعافي مصر قوة للعرب
من جانبه أكد الدكتور العطا بن عوف العطا المستشار القانوني بغرفة تجارة وصناعة عمان أن عام 2012 ، كان بمثابة صحوة للشعوب العربية، وكانت ثوراته فيه تجارب جديدة، وقد استمر نظام الحكم في هذه الدول لفترة طويلة، موضحا أن هذا الجيل ربما لم يملك تجارب تنظيم نفسه إذا تغير النظام، ومن هنا نستطيع أن نفهم الصعوبات التي واجهت الثورات لعدم وجود تجار سابقة، وبغض النظر عن التجاذبات التي شهدتها دول الربيع العربي، لكن في النهاية سنخرج بتجربة ديمقراطية تنضجها التجربة وتثمر لنا برلمانات صحية، بغض النظر عن صورة النظام الذي سيسود رئاسي أو برلماني أو مختلط : إن دول الربيع العربي بحاجة لإعادة القوة التصاعدية لاقتصادياتها بعد أن تستكمل التغيير السياسي، ووضع أسس ديمقراطية حقيقية مبنية على مفاهيم إنسانية مشتركة، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة لتصبح أكثر كفاءة في التجاوب مع متطلبات شعبها، وضرورة ترسيخ أسس وأحكام الديمقراطية وقواعد محاسبة الحاكم نحو مزيد من الشفافية وسيادة القانون، واستقطاب كفاءات ذات علم وخبرة وممارسة دولية إلى المؤسسات السياسية والاقتصادية والمالية الرسمية، فضلا عن ضرورة إدخال الإصلاحات الاقتصادية الهادفة إلى تفعيل قوى السوق وتوجيهها نحو الإنتاج والابتكار والتجديد، وتطوير المهارات العلمية والتكنولوجية وإعادة هيكلة طرق العلم والتدريس وما يتطلبه ذلك من مراجعة وتطوير المناهج، مشيرا إلى أن عدم وضع الحلول العلمية للتحديات الاقتصادية في دول الربيع العربي من شأنه أن يؤثر على معالجة القضايا السياسية, وكذلك ترسيخ أسس الديمقراطية، والأخذ في الاعتبار أن الحفاظ العربي على قوة مصر مهم بل وضروري جدا، لأن في تراجع دورها أو ضعفها ضعف الاقتصاد العربي, وعدم القدرة على التصدي لمخططات إسرائيل التوسعية والاستيطانية والسياسية وأطماعها الاقتصادية.
فن إدارة الأزمات
من جانبه أكد المستشار القانوني بالكويت وليد عبد الله الأيوب 2012 أنه كان عاما عربيا، حيث شغل العالم بأحداث الربيع العربي التي امتدت لأكثر من عامين جعلت هناك تواصلا بين عامي 2011 و 2012، موضحا أن ثورات الربيع العربي، قد أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام حتى أنها غطت على غيرها من الأحداث الدولية، مشيرا إلى أنه توقف طويلا أمام مشهد الأحداث السورية التي لفتت أنظار الجميع بسبب ما صاحبها من عنف مفرط مقارنة بغيرها من ثورات عربية اللهم سوى ما شهدته ليبيا من أحداث دموية، لكن باقي الدول العربية اجتازت المرحلة إلى حد ما والآن هي في مرحلة المخاض لتأسيس الديمقراطية.
ووصف عام 2012 بأنه كان عام الحزن، ليس على الأحداث في حد ذاتها، لأنها طبيعية وهي تتفق وقوانين البشر وستظل تحدث مستقبلا، لكن الحزن الحقيقي يتمثل في رد فعل الشعوب لهذه الأحداث، وبدلا من توظيفها لخدمة التطور وصناعة شئ للمستقبل، وإذ بنا ندخل في صراع مع النفس فيضرب الأخ أخاه في نفس الوطن، وهذا يبرز عنصرا في غاية الخطورة الذي يتمثل في عدم تهيئتنا للتعامل مع المفاجآت بسبب أننا اعتدنا التغيير التدريجي البطئ ، ومن هنا عندما وضعنا في الاختبار ظهرت قدراتنا الحقيقية على أرض الواقع، مشيرا إلى أهمية إشاعة فن ثقافة إدارة الأزمات، لافتا إلى أن ثورات الربيع العربي أصبحت تدرس في جامعات عالمية كنموذج للثورات البيضاء.
وأضاف أن أكثر ما أثار الشجون صدمة الشعوب العربية التي انتفضت وصنعت ربيعا عربيا لتتنسم عبير الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإذ بها تقطف في نهاية الأمر ثمار مرها علقما وعصارتها التطاحن والتزاحم من أجل الحصول على أكبر مساحة ممكنة من الكيكة، وهذا من شأنه زيادة الأمور اشتعالا وتعزيز الطائفية والحزبية والمذهبية وتجذر الإقليمية، وأن الحل يكمن في إقامة حوار يستمع فيه كل طرف للآخر.
عام الإسلام السياسي
فيما رأى الباحث العراقي بدرجة الدكتوراة في كلية الآداب بجامعة عين شمس المصرية رائد علي صالح الجبوري أن نجم الشباك في مسرح عام 2012 ، التي بالفعل استوقفته كثيرا كباحث سياسي كانت الأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة من حراك في بلدان الربيع العربي مع تحفظه على هذا الوصف، باعتبار أن شعوب هذه المجتمعات لم تقطف ثماره بعد، ولا يستطيع أن يتوقع أحد ما ستكون عليه الأمور خلال الأيام المقبلة في ظل الحالة الضبابية التي يظهر عليها الشارع داخل دول الربيع العربي، مع مراعاة أن الرهان على الديموقراطية مازال مجرد شعارات، وقال رائد الجبوري: إنه كباحث دكتوراة في حقل المعالجة الاخبارية لحركات التغيير السياسي في مصر وتونس، استوقفته كثيرا تلك المعالجات التي يقوم بها بعض الفضائيات العربية للحراك الثوري الذي انطلق من تونس ومصر ليصبح ربيعا عربيا في عدد من الدول الأخرى، موضحا أن أهم المحطات التي استوقفته خلال رصد هذه الأحداث صعود الحركات الاسلامية حتى يمكن القول: إن 2012عام هو العصر الذهبي للإسلام السياسي، وهذا فرض عليها تحديات وإشكاليات من الأهمية بمكان أخذها في الاعتبار مثل الرهان على مدى قدرتها على النجاح والصمود، خاصة أنها خرجت من رحم جبهات وتيارات وحركات المعارضة ضد النظم السلطوية، ومن ثم فهي قد احتكت بالشارع وعلى دراية كافية بهمومه ومتطلياته واحتياجاته وعليها أن تتفاعل معها وتعمل على تلبيتها وتحقيقها.
وأعرب الدكتور رائد الجبوري عن تطلعاته بأن تكون حركات أو ما يطلق عليها تيارات الإسلام السياسي عند حسن ظن شعوبها فيها التي رفعتها إلى مقعد الحكم، وأن تسارع باتخاذ الخطوات الصحيحة لإقالة اقتصاديات هذه الدول من عثرتها، مشددا على أنه لو كان له خيار لنموذج يحتذى به فإنه يجد في التجربة التركية ذاك النموذج الصحي الذي يمكن أن يتلاءم ويتوافق مع البيئة العربية لقربه منها في قواسم مشتركة كثيرة.

ماذا قال الشارع العربي عن حصاد 2012 وتوقعات 2013؟
شهد عام 2012 الكثير من الأحداث السياسية والفنية والثقافية، وحمل بين طياته الجوانب السعيدة والحزينة، ويبقى فى النهاية أنه ذهب ولم يعد. وأتى لنا عام 2013 الذى مازلنا ننتظر أحداثه...(اليوم) استطلع آراء الشارع العربي عن أبرز آرائه بشأن العام المنصرم..وما يتمناه فى العام الجديد..وإليكم الاستطلاع..
مكسب ثورة "الياسمين"
في البداية، عن سنة 2012، قالت سيرين بن يحيي: "بالنسبة لي شخصياً لم تكن سنة 2012 مميّزة، فعلى الصعيد الشخصي شهدت فشلاً دراسياً غير متوقع لكن الحمد لله على كل شيء"وعسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم"، ولكن عائلياً "سعدت لعودة جدي و جدتي بعد إتمامهم مناسك الحج على أكمل وجه و في صحة جيدة و أحداث عائلية سعيدة أخرى كإنجاب قريبتي مولودة و شراء سيارة جديدة" وأضافت سيرين، طالبة الهندسة التونسية، أنه سياسياً وإجتماعياً لم تلحظ تطوراً غير بعض التغييرات العقارية والمصادقة على بعض المشاريع أمام مشاكل واضطرابات وارتفاع الأسعار واضطرابات بعضها نجح والبعض الآخر فشل، وأشارت سيرين أن بلادها أصبحت تشهد ظواهر عنف وتدهور وتضارب على المناصب والكراسي وعود شفوية. مؤكدة أن أكثر ما أزعجها خلال العام المنصرم، هو الفيلم المسيء للرسول (صلىالله عليه وسلم).
أما بشأن 2013، قالت سيرين، شاهدنا ما تجرأ فيليكس على القيام به في تغيير لقوانين الطبيعة وكنا ننتظر حدوث انتخابات تشريعية نزيهة و تغيرات فعالة و مستقبلاً أفضل و إتمام المصادقة على الدستور و لكن ليومنا هذا مازلنا ننتظر. وعبرت سيرين عن أمنياتها بأن يكون العام الجديد طالع خير على الأمة الإسلامية جميعاً. مضيفة أنها تتمنى أن ينتشر الأمن والأمان فى الوطن العربي وينتصر المظلومون وينير الحق ويشفي المريض ويفرج الكرب و يصفي القلوب و أن يتحد المشرق و المغرب العربي و تصبح أمما عربية متحدة شكلا و مضمونا للحد من مظاهر الفقر و العنصرية و مواجهة العدو و الانتصار عليه و ان تتغير افكار بعض الناس التى ارتبطت بالحرية غير المسؤولة خاصة انه المكسب الوحيد من ثورة الياسمين.
المجهول العربي
من جانبه، وصف محمد نمر قنيطة، طالب الإعلام الفلسطيني، عام 2012 بأنه "المجهول العربي" قائلاً: "رغم أن فلسطين قفزت من دائرة هذا المجهول للحظات بإعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة لكنها سرعان ما عادت لهذه الدائرة ، المجهول بين غزة والضفة وضبابية أفق المصالحة ..المجهول في الأوضاع الاقتصادية للسلطة الفلسطينية وموظفيها وقصة أنين تأخر الرواتب الذي لا يتوقف .. وطبعاً المجهول في الأفق السياسي حدث ولا حرج.
وأضاف محمد الذى يحضر الماجستير فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة: "إن الأوضاع فى مصر مازالت تذهب للمجهول والناس لا تعلم أين ستأخذ بها رياح التغيير وسوريا مازال العالم يضعها بين كفتي ميزان القوة لأجل ذلك ما زال مصير الشعب السوري مجهولاً والدم ما زال ينزف ويمتزج بالدم الفلسطيني النازف أصلاً وآخرهم ابن عمي الشقيق استشهد على أرض سوريا الشقيقة قبل ساعات من كتابة هذه السطور، بل الأمة العربية جمعاء ما زالت في نطاق المجهول وكل من العراق وليبيا واليمن". وتمنى محمد أن ينتهى هذا المجهول فى العام الجديد ونشهد مصالحة فلسطينية وأخرى مصرية ويتوقف حمام الدم النازف في سوريا الغالية، بالإضافة إلى أن يتوقف المجهول من حياته الشخصية ويتخلص من المجهول فى دراسته للماجستير بجامعة القاهرة.
حرية وعدالة
وأشارت هيا عبيدات، طالبة الآداب الفرنسي بسوريا، أنه منذ عامين وبلدها تعانى من حمام الدماء، قائلة: "شاهد أى قناة..وستعلم حجم الدمار الذى لحق ببلدنا التى كانت من أفضل البلدان"، مضيفة عجز المجتمع الدولي عن حل قضية سوريا كان هو الأبرز فى 2012..فكيف يشاهد المجتمع الدولي دماء المواطن السورى ويقف ويكتفى بالتأمل ويصفق أو يشجب؟!. واستنكرت هيا مواقف المجتمع الدولي قائلة: " الصراحة مابقى أمل إلا بالله وبسقوط الطاغية يلّي عنا"، وأضافت هيا، أنها تشعر بالاشمئزاز من استقبال بعض الدول العربية للاجئين السوريين قائلة: "تذكروا جيداً التاريخ...سوريا فتحت أبوابها للعراقيين وأهل الخليج..وساعدت لبنان فى حرب تموز 2006.. والآن أيضاً للأسف تخاذل من الجميع فى حماية حقوق اللاجئين وتوفير ملاذ آمن لهم".
وتمنت هيا أن يكون عام 2013 بمثابة عودة الأمن والأمان والكرامة والعزة للشعب السوري الذى يتعرض لمحنة واسعة. قائلة "اتمنى ان تتحرر سوريا وتنتصر الثورة السورية ونبدأ في مرحلة إعادة إعمار البلاد والتخلص من بقايا النظام السابق ونبنى سوريا الجديدة على قواعد الحرية والكرامة والمساواة والعدل".
ومن جانبه، قال محمد العيسوى، محاسب مصرى، إن أبرز أحداث عام 2012 بالنسبة له هي الانتخابات الرئاسية المصرية، وأن مصر استطاعت أن تنهى عاما ونصف عام بدون رئيس، مضيفاً أن بلاده شهدت العديد من الأحداث السياسية وتضاربا بين القوى الإسلامية والليبرالية. متمنياً أن تشهد الفترة المقبلة توحيدا فى الداخل المصرى، وأن يتم تعديل المواد غير المتفق عليها مع المعارضة فى الدستور. بالإضافة إلى فتح حوار حقيقي وجاد مع المعارضة من قبل الرئيس المصري.
التسامح والإنسانية
وفي ذات السياق، يرى محمد حسان قبش، طالب الماجستير السوري، أن عام 2012 كان مميزاً في العالم العرب، قائلاً: "شاهدنا من خلال أحداثه موجات التغيير في الايديولوجيات والافكار الموروثة من النظم القديمة الفاسدة عند الشعوب العربية بعدما انتفضت هذه الشعوب". وأضاف محمد أن هناك دولاً استطاعت أن تنال حريتها مثل تونس ومصر واليمن وليبيا، ومنهم مازال ينتظر مثل سوريا الجريحة. وقال قبش: إنا في هذا العام رأينا المفاجأة الكبرى في اليمن وكيف تخلى الشعب اليمني عن قبليته ونزل للشارع من كل القبائل بدون سلاح وواصل السلمية حتى أسقط النظام اليمني، وفى مصر تخلى الشعب المصري عن خوفه واحتل ميدان التحرير بالملايين بمسلميه ومسيحييه، وكذلك في تونس.
وقال قبش: "أما في سوريا فكانت الثورة بمثابة امتحان لإنسانية الإنسان ولتآزر العرب.. وللأسف أصبحنا في سوريا ساحة صراع دولية وفى النهاية خسرت الإنسانية ولم تقدر على إيقاف آلة القتل بسبب غلبة المادة على الروح البشرية." وتمنى قبش أن يكون عام 2013 بمثابة الخلاص للإنسان وان تتابع الشعوب العربية تحررها بحذر في ظل هذا العالم المتربص وأن تصل للديمقراطية وتمارسها كما ينبغي دون إجحاف بحق أقلية أو إنكار لفكر أو مذاهب معينة وأن تنافس الغرب في التسامح والإنسانية الحقيقية.

دول الخليج بين 2012 و2013
فبينما بدا واضحا أن ثمة هواجس لدى بعض الأطراف الخليجية من هذه الثورات خاصة المصرية أسهمت دول مهمة فى مجلس التعاون فى الدفع بهذه الثورات خطوات متقدمة على صعيد تمكينها من تحقيق أهدافها ويأتى فى مقدمتها الثورة اليمنية التى قدمت لها منظومة المجلس ككل المبادرة الخليجية التى شكلت منطلق احتواء الصراع بين نظام الرئيس السابق على عبد الله صالح والقوى الثورية والسياسية المناهضة له ضمن سياق سلمى جنب اليمن دخولا وشيكا فى حرب أهلية كان يمكن أن يدفع الجميع كلفة باهظة لها.
ولم يتوقف الأمر عند حد الإسناد السياسى لليمن وإنما اتخذ منحى عمليا تجلى فى تقديم دول المجلس مليارات الدولارات لصنعاء سواء ضمن إطار الدول المانحة أو على الصعيد الثنائى.
دور هام
ويمكن القول ان دول الخليج - وبالذات السعودية وقطر والإمارات - لعبت دورا شديد الأهمية فى القفز بالثورة السورية الى سقف أعلى من الدعم والعون بكل الأشكال بما فى ذلك الإسناد اللوجستى والعسكرى للثوار عبر قنوات سرية بالرغم من النفى العلنى الرسمى لذلك فضلا عن المساعدات المالية خاصة للاجئين السوريين بدول الجوار : تركيا والأردن ولبنان والأهم من ذلك الدفع باتجاه بلورة ما بات يعرف بالائتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة السورية والذى تم الإعلان عنه بعاصمة خليجية هى الدوحة فى الثانى عشر من نوفمبر الماضى بالتنسيق مع الجامعة العربية وبمشاركة من بعض الأطراف العربية المهمة كمصر وتونس.
ولا شك أن منظومة مجلس التعاون سوف تسعى الى تعميق حركتها وفعاليتها فى 2013 باتجاه يدفعها للقيام بدور أكثر حيوية في إعادة بناء النظام الإقليمي العربي، بدلا من ترك مبادرة صياغته في يد تركيا أو إسرائيل أو إيران وبالتنسيق والتعاون مع مصر التى ستعيد عافيتها الاقليمية بعد أن تعيد ترتيب البيت من الداخل إثر حالة الانقسام والتشظي التى سادت نخبها وقواها السياسية فى الأشهر الثلاثة من 2012.
فكرة الاتحاد
ويمكن النظر فى هذا السياق الى أن مساعي دول المنظومة لتجاوز مرحلة التعاون السائدة منذ 1981 وصولا الى مرحلة الاتحاد الخليجى وفق الفكرة التى طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال القمة الخليجية التشاورية التى استضافتها الرياض فى مايو الماضى ستمثل - فى حال إقرارها وهو الأمر المتوقع فى قمة خاصة لقادة دول الخليج بالرياض أيضا خلال العام 2103 – رافدا قويا لتعزيز الحضور القومى لمنظومة مجلس التعاون - دون محاولة الهيمنة على النظام الاقليمى العربى بالطبع - متكئة فى ذلك على كثافة سكانية كبيرة تقترب من ال25 مليون نسمة وعناصر قوة اقتصادية واستثمارية وعسكرية.
وعلى صعيد الحراك السياسى الخليجى يمكن القول ان 2012 شهد تهدئة للأوضاع فى البحرين فى ظل النزوع الرسمى الذى يقوده الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد الشيخ سلمان بن حمد لتخفيف الاحتقان الطائفى والمذهبى والذى نجم عن أحداث الرابع عشر من فبراير 2011 والتى حاولت أطراف محلية مدعومة اقليميا أن تلحقها بثورات الربيع العربى وقد أخذ ذلك أشكالا متقدمة وفقا لما ذكره وزير حقوق الإنسان البحرينى د.صلاح عبدالرحمن بن على فى لقاء خاص، تمثلت فى إعادة هيكلة أجهزة الأمن على نحو ينهي أى ممارسات كانت مصدرا لشكاوى المعارضة والقيام بخطوات حقيقية لاستعادة ما يصفه باللحمة الوطنية بعد أن وقع نوع من التخندق الطائفى على حد قوله خلال العامين المنصرمين فضلا عن توفير البيئة المواتية لإطلاق حوار وطنى حقيقى بغير شروط مسبقة والتى تحاول بعض الدوائر المعارضة فرضها قبل البدء فى هذا الحوار.
بلورة عملية
والمنتظر أن يشهد العام 2013 بلورة الخطوات العملية لإتمام هذا الحوار وهو ما لفت اليه العاهل البحرينى غير مرة فى الآونة الأخيرة باعتباره المدخل الوحيد لإنهاء التوترات التى ما زالت تلقي بظلالها على مفردات الواقع البحرينى.
وقدمت الكويت في 2012 أنموذجا مفعما بالحراك السياسى الذى لم يكن مألوفا فى منطقة الخليج فقد شهدت لأول مرة خلال الأِشهر الأخيرة من العام المنصرم احتجاجات عنيفة من قبل المعارضة رفضا للقانون الانتخابى الذى أصدره الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح ووصل الأمر الى حد الاشتباكات بين المتظاهرين وأغلبهم من قوى اسلامية وقومية وليبرالية وقوات الأمن
وبالعودة إلى الوراء قليلاً، فقد حققت المعارضة بقيادة الإسلاميين فوزا كاسحاً في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي نظمت في فبراير الفائت، حيث حصلت على 34 مقعداً من أصل 50 بينها 23 مقعداً فاز بها المرشحون الإسلاميون من تيار الإخوان المسلمين والتيار السلفي.. وهو ما شكل سيطرة شبه تامة على قرارات المجلس من قبل المعارضة. لكن فرحة المعارضة لم تستمر بما حققته من نتائج في تلك الانتخابات، حيث قضت المحكمة الدستورية الكويتية التي تعد أحكامها نهائية، ببطلان انتخابات المجلس المنتخب في فبراير 2012، بسبب خطأ إجرائي، وأنه بحسب المادة 173 من الدستور، تقرر إنشاء محكمة دستورية تختص بالفصل في النزاعات الخاصة بمجلس الأمة، وحكمت بإعادة المجلس السابق أو مجلس 2009 الذي كان قد حله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في ديسمبر 2011.. وتباينت بعد الحكم مواقف النواب، حيث اعتبرت الأغلبية الأمر بأنه أشبه بمسرحية، وبدأ نوابها بتقديم استقالاتهم من مجلس النواب المنحل، فيما رحّب نواب الأقلية بالقرار.
حراك الكويت
لكنّ أمير الكويت أصدر مرسوماً في بدايات أكتوبر الماضي بحل مجلس الأمة المنتخب عام 2009 عقب توصية من الحكومة بذلك، ثم في 18 من الشهر نفسه أعلن عبر التلفزيون الرسمي أنه أصدر توجيهاته إلى الحكومة بإعداد مراسيم بقوة القانون لإجراء تعديل جزئي في النظام الانتخابي القائم، وتأسيس اللجنة الوطنية للانتخابات وتنظيم الحملات الانتخابية، ودعا كذلك إلى نبذ الكراهية وحماية الوحدة الوطنية، ومكافحة الفساد، وذكر في كلمته أن “آلية التصويت في النظام الانتخابي القائم أسفرت عن نتائج تجافي العدالة والتمثيل الصحيح لأطياف المجتمع الكويتي، وأن كل ذلك انعكس على أداء المجلس وانحرافه في أداء مهامه ومسؤولياته”.
غير أن تعديل المادة الثانية من قانون الانتخابات في الكويت، أحدث حراكاً شعبياً لم يهدأ ، حيث ان التعديل جاء على آلية التصويت، بحيث يختار الناخب نائباً واحداً فقط بدلا من أربعة. وهو ما اعقبه إعلان المعارضة إلى جانب عدد من القوى السياسية مقاطعتها للانتخابات القادمة لمجلس الأمة، حيث ترى تلك القوى في تعديل النظام الانتخابي، أنه انقلاب جديد على الدستور والهدف منه التلاعب في النتائج والوصول إلى برلمان مُوال للحكومة وتحرك الشارع الكويتي، وخرج الآلاف في ثلاث مظاهرات كانت آخرها عشية اجراء الانتخابات فى الأول من شهر ديسمبر واسفرت عن فوز مرشحي الأقلية الشيعية ب17 مقعدا من إجمالى المقاعد التى يبلغ عددها 50 مقعدا أي نحو ثلث مقاعد مجلس الأمة كما عاد إلى المجلس 18 نائبا سابقا بينما حصلت المرأة الكويتية على 3 مقاعد في المجلس الجديد.
وشكلت نسبة المشاركة احد اكبر التحديات في الانتخابات، التي تعتبر الثانية خلال هذا العام، وخصوصا ان المعارضة راهنت على نسبة مقاطعة تبلغ 70 في المئة في حين أمل المرشحون الموالون للحكومة بمشاركة تتجاوز 50 في المئة. ولأول مرة تغيب أحزاب سياسية في الانتخابات بسبب المقاطعة، مثل المنبر الديمقراطي وكتلة العمل الشعبي والحركة الدستورية الإسلامية (الإخوان المسلمين).
تجربة واعية
ومع ذلك تشكل التجربة الكويتية إلهاما لمنطقة الخليج بالرغم من تحفظات بعض الأطراف عليها وسعيها لبناء نسقها الديمقراطى الذى يتناسب مع مكوناتها الاجتماعية مثل قطر التى تستعد لاجراء أول انتخابات برلمانية منذ استقلالها فى سبتمبر 1971 خلال العام 2013وقد انتهت من وضع قانون انتخابى وتقسيم الدوائر التى ستجرى فيها الانتخابات على نحو يجنبها مزالق التجربة الكويتية.
تضامن عسكري وأمني
وفي مجال العمل العسكري الخليجى المشترك شهد العام 2012 العديد من الخطوات الرامية لتطوير العمل العسكري وتعزيز القدرات الدفاعية، ومن أبرزها الموافقة على إنشاء قيادة عسكرية موحدة والبدء في إعداد الدراسات المتعلقة بذلك، ودراسة إنشاء مركز جوي مشترك لتنسيق عمليات الجهد الجوي، ومتابعة الاستعدادات لتنفيذ تمرين عسكري مشترك تحت مسمى تمرين درع الجزيرة (9) في دولة الكويت العام الجاري 2013 بمشاركة وحدات من مختلف أفرع القوات المسلحة بدول المجلس ، كما استمر العمل على تطوير وتحديث قوات درع الجزيرة المشتركة بما يتناسب مع التحديات ، والتهديدات التي قد تواجه دول المجلس.
وأمنيا تم توقيع الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون بصيغتها المعدلة من قبل وزراء داخلية دول مجلس التعاون أثناء اجتماعهم الحادي والثلاثين في الرياض 13 نوفمبر الماضى وفى الوقت نفسه شاركت وزارات الداخلية في الاجتماع الميداني لمشروع القبضة لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. الذي عقد في أبوظبي فى سبتمبر الماضى فى إطار منظومة التنسيق الخليجي للتصدى للإرهاب وهو ما سوف يتواصل خلال العام الجديد بوتيرة متسارعة.

فوز مرسي ومحاكمة مبارك وحصول فلسطين على صفة مراقب أبرز أحداث 2012
محاكمة مبارك.. رئيس في القفص
أحداث كثيرة شهدها العالم العربي عام 2012 ، فبعد ثورات الربيع العربي أجريت انتخابات رئاسية وكان للاسلاميين القيادة سواء في مصر أو تونس ، كما شهد العام نفسه احداثا اخرى مثل اول محاكمة لرئيس عربي وهو الرئيس التونسي بن على والحكم بالسجن على الرئيس المصري السابق حسني مبارك .ومن ابرز أحداث العام ما يلي:

منصور هادي رئيسا لليمن
فوز عبدربه منصور هادي في الانتخابات الرئاسية اليمنية حدث مهم في عام 2012 بعد الاحتجاجات التي طالبت على عبدالله صالح بالاصلاحات الدستورية ، فتنازل عن الحكم وأجريت انتخابات رئاسية فاز فيها منصور هادي بنسبة 8ر99 في المئة من إجمالي الأصوات الصحيحة التي أدلى بها الناخبون والبالغ عدد أصواتهم 6 ملايين و651 ألفا و166 صوتا. وقالت اللجنة المشرفة على الانتخابات ان الذين صوتوا للمرشح التوافقي من هذه الأصوات وصل إلى 6 ملايين و651 ألفا و 192 ناخبا. وحسب اللجنة لم يوافق 15 ألفا و974 على التصويت للمرشح التوافقي وكان ذلك في مساء الجمعة 24 فبراير لعام 2012.

تعيين سفير سعودي بالعراق
يعتبر قرار المملكة العربية السعودية بتعيين سفير لها في العراق من أبرز احداث عام 2012 حيث يعتبر ذلك اول سفير للسعودية في العراق منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990 ، وهو ما اعتبره بعض المحللين تطورا ايجابيا للغاية في الشكل الجديد للعلاقات بين الدول العربية.
يعتبر قرار المملكة العربية السعودية بتعيين سفير لها في العراق من أبرز احداث عام 2012 حيث يعتبر ذلك اول سفير للسعودية في العراق منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990 ، وهو ما اعتبره بعض المحللين تطورا ايجابيا للغاية في الشكل الجديد للعلاقات بين الدول العربية .
محاكمة الرئيس المصري مبارك
تمت محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك وهي التي أطلقت علىها « محاكمة القرن»، من قبل محكمة الجنايات في مصر بتهم انتهاك حقوق الإنسان الموجهة إليه وقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير في مصر. وقد نفى مبارك جميع التهام الموجهة له ،حكم علىه بالسجن المؤبد في 2 يونيو 2012، ومعه وزير الداخلية السابق حبيب العادلي.

وصول الاخوان لحكم مصر
يعتبر فوز محمد مرسي برئاسة الجمهورية في مصر هو أبرز حدث في عام 2012 حيث يعتبر مرسي هو أول رئيس مدني منتخب لمصر في تاريخها وذلك بعد ثورة 25 يناير واجراء انتخابات رئاسية تفوق فيها الرئيس الاخواني على منافسه الفريق احمد شفيق بعد وصولهما معا لجولة الإعادة . وتولى الرئاسة في 24 يونيو لعام 2012 وهو الرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الاخوان وأحد القيادات السياسية الهامة داخل الجماعة.
محاكمة الرئيس التونسي زين العابدين بن على
قضت محكمة عسكرية تونسية على الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، بالسجن المؤبد، بعد إدانته بالتواطؤ في قتل 43 متظاهرًا أثناء الثورة التونسية التي أجبرته على الهرب من بلاده في 14 يناير الماضي.
وحوكم بن على بالإضافة إلى 40 من مسؤولي نظامه، بينهم الجنرال على السرياطي، المدير السابق للأمن الرئاسي ، الذي حكم علىه بالسجن 20 عاماً، ووزيرا داخلية سابقان هما رفيق بلحاج قاسم، الذي حكم علىه بالسجن 14 عاماً، وأحمد فريعة، الذي نال البراءة
غضب شعبي عربي ضد الفيلم المسيئ للرسول
في سبتمبر لعام 2012 ، اندلعت الاحتجاجات والمظاهرات في عدد من العواصم العربية احتجاجا على الفيلم المسيئ للرسول الكريم والذي أنتجه عدد من أقباط المهجر ، حيث تظاهر الآلاف في القاهرة وتونس وليبيا والسودان ولبنان والاردن وغيرها من الدول العربية.وتم مقتل السفير الامريكي وثلاثة من الامريكيين في الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الامريكية في بنغازي يوم الثلاثاء 11 سبتمبر، ونفذه مسلحون احتجاجا على فيلم امريكي اعتبروه مسيئا للاسلام.
الهجوم الاسرائيلي على غزة
في نوفمبر من العام 2012 قامت القوات الاسرائيلية بشن هجوم عنيف على قطاع غزة مما أسفر عن قتل المئات من الفلسطينيين كما قام الطيران الإسرائيلي بتدمير مبنى شرطة مدينة غزة بالكامل خلال الليل. وقامت السفن الحربية الإسرائيلية بقصف قطاع غزة ليلاً، بحسب مراسلي فرانس برس. وفي المقابل أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة عشرات الصواريخ على المدن الإسرائيلية في وقت لا يبدو فيه التوصل إلى تهدئة أمرا قريب المنال. وبعد ذلك توصل الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني الى هدنة لوقف اطلاق النار وتم ذلك بوساطة مصرية على أرض مصر.
حصول فلسطين على صفة مراقب
نجحت دولة فلسطين في الحصول على صفة مراقب و جاء ذلك بموافقة 138 دولة لصالح مشروع القرار الذي منح دولة فلسطين هذه الصفة، في حين عارضته تسع دول، وامتنعت عن التصويت 41 دولة. وتضمن مشروع القرار الذي تم التصويت علىه على منح فلسطين صفة «دولة مراقب غير عضو» في الأمم المتحدة، داعيا إلى ضرورة التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين والوقف الكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وأكد المشروع على تصميم الجمعية العامة على الإسهام في إعمال الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني والتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط تنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 وتحقق رؤية الدولتين، كما تعبر عن الحاجة الملحة لاستئناف وتسريع المفاوضات من أجل تحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة.ومقابل هذا الانجاز احتفل مئات المواطنين باعلان دولة « مراقب» في مختلف محافظات الضفة الغربية على أن يكتمل الحلم الفلسطيني بدولة مستقلة.
الحكم بإعدام نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي
أصدرت محكمة الجنايات العراقية ، حكما غيابيا ثانيا بالإعدام ضد نائب رئيس الجمهورية، طارق الهاشمي، وصهره، لإدانتهما بقضايا إرهابية. وأعلن «الهاشمي» رفضه حكم الإعدام الذي صدر بحقه، مؤكدا أنه لن يعود إلى العراق إلا إذا قدمت له ضمانات «تكفل له الأمن ومحاكمة عادلة»، ودعا أنصاره إلى الرد على الحكم بسلوك حضاري هادئ مبني على الالتزام بأعلى درجات المسؤولية.
سوريا: ثورة مستمرة والأسد يفقد السيطرة
شهد عام 2012 عسكرة الثورة السورية التي كانت سلمية بحتة في اشهرها الأولى عام 2011. ومرد ذلك الى سياسة دولية باردة ادارتها واشنطن تجاه الأزمة، ما اضطر الثوار السوريين الى حمل السلاح دفاعا عن عائلاتهم وممتلكاتهم في وجه ماكينة القمع البعثية التي بطشت كما لم يبطش احد من قبل، وجاءت تحركاتها القاتلة بمباركة من حليفين رئيسيين للنظام هما ايران وروسيا وبغض بصر واضح من العملاق الصيني. وتجاوز عدد النازحين في الداخل المليون، واللاجئين الى الخارج نصف مليون موزعين على دول الجوار: العراق وتركيا ولبنان والأردن. والسبب الرئيسي لتدهور الاوضاع الى هذا الحد، هو تقاعس المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته. لكن تبدل الامور ميدانيا لصالح الثوار في الاشهر الاخيرة، دفع روسيا الى تغيير موقفها بشكل تدريجي واعترافها بان الأسد فقد سيطرته على البلاد وفشل في حسم الصراع عسكريا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.