مع بداية كل سنة ونهاية أخرى يدخل قطاع الصناعات البتروكيماوية في المملكة مرحلة من التهديد والتخوف مما قد يحدث في السنوات القادمة خصوصاً منذ بداية الأزمة المالية العالمية في العام 2008 حيث بدأ الطلب على منتجات هذه الشركات بالتذبذب منذ ذلك العام وأيضاً مع مرور السنوات فإن المنتجات شبه النفطية والاكتشافات الجديدة أصبحت محل تهديد لهوامش ربحية الشركات وذلك لقدرة الدول المنافسة زيادة إنتاجها من الغاز والمشتقات النفطية، فالصين وأمريكا يعملون بخطوات سريعة على إنتاج الغاز الصخري وإن كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد حددت تواريخ للإنتاج والاكتفاء الذاتي من النفط والغاز فإن الصين الآن تعمل على نفس التقنية بحثاً عن الاكتفاء الذاتي من المنتجات الرئيسية للطاقة والصناعة. إذا كانت هذه التهديدات العالمية وهي تتجسًد مرحلياً على أرض الواقع تهدد الصناعة الأهم التي تمكنت المملكة العربية السعودية من المنافسة فيها عالمياً ويعود الفضل بهذا –بعد الله – إلى تكاليف الإنتاج التي تعد أقل من المتوسط العالمي للبتروكيماويات نظراً لحصول الشركات على دعم حكومي في الغاز اللقيم من قبل شركة أرامكو إلا أنه ومنذ عامين أصبح التهديد على الصناعة يأتي من الداخل جنباً إلى جنب مع المتغيرات العالمية، فاستمرار شركة أرامكو السعودية في التجديد السنوي لأسعار الغاز اللقيم في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية يضغط على قطاع الصناعات البتروكيماوية بشكل مباشرخصوصاً تلك الشركات التي لم تتوسع في الإنتاج عالمياً بداية السنة الماضية 2012 شهدت تعدد الشكوى من شركات الاسمنت لعدم حصولها على الطاقة بشكل كاف ومنتظم من شركة أرامكو السعودية. فمن الواجب أن تتجه شركة أرامكو السعودية كونها شركة وطنية حكومية إلى العمل على تعزيز قدرة الصناعة السعودية على المنافسة عالمياً ويأتي دورها في هذا تحديداً من خلال الاستمرار في دعم أسعار الغاز اللقيم للشركات البتروكيماوية فالتطور الذي حدث والضغط جاء بين دخول شركة أرامكو منتجا ومنافسا للبتروكيماويات من خلال شركاتها التابعة ومن خلال تمديدها السنوي لأسعار اللقيم والذي استمر بالضغط سلباً على الشركات وأيضاً على المستثمرين في القطاع بشقيهم المستثمرين المباشرين في الصناعة أو المستثمرين غير المباشرين عبر سوق المال بامتلاك حصص في الشركات المنتجة والمصنعة للبتروكيماويات وتزامناً مع إعلان معالي وزير البترول والثروة المعدنية عن اكتشافات كبيرة للنفط والغاز في منطقة تبوك فإن المطلب إلى الوزارة بأن تضغط على أرامكو السعودية لإبقاء أسعار اللقيم لمدد أطول تعزز فيها القدرة على المنافسة, وإلى جانب الصناعات البتروكيماوية التي يشكل تغير أسعار الغاز فيها مؤثراً على تكاليف الإنتاج فإن بداية السنة الماضية 2012 شهدت تعدد الشكوى من شركات الاسمنت لعدم حصولها على الطاقة بشكل كاف ومنتظم من شركة أرامكو السعودية. Twitter: @Thamer_AlSaeed