المعلمون والمعلمات هم الفئة الأكبر من الموظفين الحكوميين إذ إنهم يمثلون النصف تقريبًا ويقومون بمهنة شريفة ورسالة عظيمة وهي تربية الأبناء وتعليمهم، في وظيفة لا يخفى أن لها خصوصيتها وأهميتها في كل مجتمع وفي مختلف أرجاء العالم، والمعلم والمعلمة هما المنطلق الذي منه يتربى الأجيال ومن سواعدهم مستقبلًا تُبنى المجتمعات وتتطوّر وتنمو وتتقدّم. ولكوننا لا نتحدث عن وظيفة عادية أو مهنة تقليدية فالتعليم رسالة ينبغي أن يعطى حاملها كل التبجيل والاحترام والتقدير نظير ما يقدّمه من جهد وعطاء وبذل في تربية فلذات الأكباد وثمرات الفؤاد. ولا شك في أن تهيئة الظروف المناسبة للمعلمين نفسيًا وماديًا من أهم الأولويات التي يجب أن توضع في الاعتبار وتعطى أقصى اهتمام لأنه بتقدير المعلم ودعمه بكل الإمكانات سيؤدي المعلم دوره بشكل مريح ومناسب وسيعطي في جو مفعم بالإنتاجية والإبداع. لا شك في أن تقليص الإجازة وما تبعها من ردود أفعال نتج عنها احتقان شديد لدى المعلمين والمعلمات، ولك أن تنظر بشكل دقيق لذلك الوسم التويتري عن تقليص الإجازة ليعطيك مؤشرًا واضحًا لما بلغه ذلك الغضب والاستنكار من المعلمين والمعلمات وعن مستوى الضرر الذي لحق بهم. ويوم أمس تناقلت المواقع الإلكترونية والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي ورسائل «الواتس أب» وغيرها القرار الوزاري الذي تضمّن التقويم الدراسي لهذا العام الدراسي 1433/ 1434ه، وكان التركيز الشديد ينصبّ على إجازات المعلمين والمعلمات مع موجةٍ شديدة جدًا من الاستياء والغضب لتقليص إجازتهم فبين قائل أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه المعلمون والمعلمات الحوافز والمميّزات والتشجيع إذا بهم يفاجأون بتقليص إجازتهم الصيفية السنوية، وبين مَن قام بحسبة تفصيلية انتهى بها إلى أن إجازة المعلمين هذا العام لا تتجاوز 29 يومًا إذا ما تمّ حسم إجازة عيد الفطر التي يتمتع بها عادة جميع موظفي الدولة، وهناك من تساءل عن المبرر الذي دعا الوزارة إلى إعادة المعلمين والمعلمات إلى دوامهم قبل أسبوعين من عودة الطلاب والطالبات رغم ارتباط عملهم بهم ورغم أنه في السنوات السابقة كانت العودة قبل الطلاب والطالبات بأسبوع وهي كافية جدًًا كما يقولون للاستعداد والتهيئة لعام جديد، وهناك مَن أكد أن طبيعة عمل المعلمين والمعلمات وإجازاتهم ترتبط بالطلاب والطالبات وليست كأي وظيفة أخرى يستطيع فيها الموظف أن يأخذ إجازته في أي شهر من السنة، وبين من اعتبر أن في ذلك التقليص استفزازًا من الوزارة للقطاع الأكبر من منسوبيها وهم المعلمون والمعلمات واقترح بعضهم إقامة دعوى قضائية لاستعادة حقهم المسلوب. ولا شك في أن تقليص الإجازة وما تبعها من ردود أفعال نتج عنها احتقان شديد لدى المعلمين والمعلمات ولك أن تنظر بشكل دقيق لذلك الوسم التويتري عن تقليص الإجازة ليعطيك مؤشرًا واضحًا لما بلغه ذلك الغضب والاستنكار من المعلمين والمعلمات وعن مستوى الضرر الذي لحق بهم. وبعيدًا عن الإجازة وتقليصها فهذا أمر قد تبرره الوزارة وتوضّحه من خلال جهاز الإعلام التربوي وقد يمرّ القرار وينفذ أو يُعدّل بطريقة أو بأخرى لكن ما أود أن أحلله يبدأ بتساؤل وهو: لماذا نتجت هذه التيارات المندفعة والمتتالية من الغضب من منسوبي التربية والتعليم تجاه وزارتهم؟ ولماذا وصلت اللهجة لدى منسوبي التربية والتعليم إلى هذا المستوى المرتفع من التحدي والمواجهة؟ وهل ستؤثر تلك القرارات التي تحوّلت لردود افعال متوترة على مستوى الانتماء المهني للمعلمين والمعلمات في أدائهم واجباتهم ورسالتهم النبيلة؟ وبعد.. فمن المهم للوزارة ان تقيس مستوى الرضا الوظيفي لمنسوبيها ومعرفة المؤشرات التي أوصلت المعلمين والمعلمات إلى هذه الخصومة البالغة السوء مع كثير من المواقف والقرارات الصادرة منها؟ وكيف يمكن للوزارة أن تعالج تلك التراكمات النفسية والمادية لمنسوبيها وتخفف من آثارها..، إن علاج هذه الإشكالية يبدأ من الجذور ومن معرفة الأسباب والمسببات لهذه القطيعة التي تزداد مساحتها يومًا بعد آخر ومن ثم علاجها بشكل فاعل وحقيقي ومباشر قبل أن يتسع الخرق على الراقع! @waleed968