لم تكن لي في كل كتاباتي أي رسالة واحد «أدندن» عليها دائمًا، ففي كل مرة أحاول أن اكتب بشكل مختلف وجديد قدر استطاعتي، وإن كان هناك بعض المواضيع تستحق الكتابة مرة ومرتين وثلاثًا فهي إما أنها مواضيع حسّاسة تمسّ شريحة كبيرة من المجتمع أو مواضيع متشعبة لا يغطيها مقال واحد، فلست ممن له رسالة واحدة بل رسائلي كثيرة. يكثر الكلام عن المرأة في مجتمعنا في حقوقها وواجباتها، هل من حقها أن تقود أو تعمل أو تخرج أو أو أو .. أقولها باختصار، فالمرأة أكبر من كل ذلك، لن أقول كلامًا تقليديًا مرسلًا كالمرأة نصف المجتمع وهي الام والاخت والزوجة والبنت، فأيضًا الرجل هو النصف الآخر من المجتمع وهو أيضًا الزوج والأب والأخ والابن، ولكن كل مَن يتمعّن في دور المرأة وصبرها وطول بالها يجدها شيئًا عظيمًا ونعمة أنعم الله بها علينا. نعم قد تكون المرأة ضعيفة وهذا الضعف ليس عيبًا إطلاقًا بل هو بالعكس يناسب أنوثتها ورِقتها ونعومتها، لكنها رغم هذا الضعف تتحمّل أعباء لا يتحمّلها عشرة رجال أقوياء «صبرًا أو عضلات».. أتحدّى أي رجل في العالم أن يستيقظ من نومه أثناء الليل 4 مرات ليرضع طفله أو ليذهب به الى دورة المياه ومن ثم يعود للنوم ثم يستيقظ مرة اخرى بعد نصف ساعة وهكذا، ومع ذلك حين تستيقظ هي صباحًا لا تجد لهذا النكد أثرًا على وجهها أو عملها، وأما لو كان الرجل لتعكّر مزاجه ونفسيته شهرًا، وإن صمد ليلة واحدة وتقمّص هذا الدور نجده يتحدث 10 سنوات عن هذه المغامرة البطولية مع انها ليلة واحدة وهي تفعل ذلك كل ليلة ولم تنطق بحرفٍ واحد. يكثر الكلام عن المرأة في مجتمعنا في حقوقها وواجباتها، هل من حقها أن تقود أو تعمل أو تخرج أو أو أو.. أقولها باختصار، فالمرأة أكبر من كل ذلك، لن أقول كلامًا تقليديًا مرسلًا كالمرأة نصف المجتمع وهي الام والاخت والزوجة والبنت، فأيضًا الرجل هو النصف الآخر من المجتمع وهو أيضًا الزوج والأب والأخ والابن. أعلم تمامًا أن لكلٍّ واجبات، فهذه من واجبات الرجل وتلك من واجبات المرأة، فأيضًا هو يعمل ويكدح ويرهق نفسه من أجلها، ولكن من يتمعّن فيما تفعله المرأة بشكل دقيق لا يفكر يومًا من الأيام في أن يرفع صوته عليها أو يهينها دون مبرر أو أن يكون من صاحب المزاج «الخايس» دائمًا أو النفسية «الشينة»، هناك رجال كثيرون لا يعطون المرأة أقل حقوق الاحترام حتى في الكلام والتقدير، هؤلاء أتمنى لو أن أحدهم سمع صرخة طلقها في غرفة الولادة وشاهدها كيف تتلوّى من الألم لنذر حياته في خدمتها، ليته يتمعّن في صبرها على أطفالها، و»حنّتهم» الدائمة التي تفقده أعصابه دائمًا، بينما هي تواجه ذلك كل يوم بأعصابٍ كالجليد، ليته يتعلم كيف يستعد للخروج بلبس ثوبه وشماغه فقط، بينما هي تلبس نفسها وأطفالها ومستلزماتهم الكثير ثم يقول بكل بجاحة: «خلّصيني تأخرتِ»، كنت أتكلم مع احد أقربائي «القريبين» جدًا يكبرني سنًا وقدرًا فيقول: «أعتقد علينا ألا نعتبر المرأة مقصّرة أبدًا، فإن قصّرت في جانب واحد نجدها قدّمت اكثر من اللازم في عدة جوانب اخرى كثيرة، فلا جزاء لهن إلا الجنة» وهنا أتفق معه تمامًا. كثير من الرجال لا يقدّم أي شيء أبدًا، فقط يقدّم التذمر والأوامر والتنصل من كل مسؤولية، ما المشكلة يا عزيزي إن ساعدتها في الطبخ أو التنظيف أو الترتيب أو الأطفال، فأشرف الخلق «عليه الصلاة والسلام» فعل ذلك. لا أعمّم بهذا الكلام على كل الرجال فمنهم مدارس أنموذجية للحياة الزوجية ولكنّي أتحدث عن فئة تشكّل ظاهرة خاصة مع تزايد العنف الأسري مع الزوجة. فيا ربي اجعل الجنة من نصيبها ونصيبه أيضًا.. ألقاكم الجمعة القادمة، في أمان الله. Twitter: @Majid_Alsuhaimi