مع امتداد خيوط الإعلام المتخصص لتصل إلى مختلف الثقافات والقطاعات، وفي ظل تنامي وسائل الاتصال و الإعلام المرئي و المقروء أصبح الجهد المبذول للحصول على المعلومة المتخصصة أسهل مما هو متوقع ، و أكاد أن أجزم بأن الجمهور الذي يتعرض للوسائل الإعلامية هو جمهور يعرف تماما ماذا يريد و من أين و كيف و متى، وبات يبحث عن الوسائل والقنوات المتخصصة التي تيسر له الحصول على معلومته المنشودة بأسرع ما يمكن عبر تطبيقه لنظرية (التعرض الانتقائي) للوسيلة التي تخدم مصالحه الثقافية . وفي ظل انتشار مفهوم الإعلام المتخصص إلا إننا لا نزال نتلمس الكثير من القصور من قبل مؤسساتنا والهيئات والمنظمات المعنية والمتخصصة بالشأن النفطي على مستوى عالمنا العربي و تحديدا الخليجي في تبني الرسالة الإعلامية، و الاهتمام برافد القنوات والوسائل الإعلامية بثقافة النفط و الطاقة ، و أيضا المطبوعات التي يجب أن تزخر بها أسواقنا ومنتدياتنا فنحن مطالبون بأكثر من غيرنا أن نولي اهتماما في تصدير هذه الثقافة بحجم تصديرنا للمنتج و بما يفيد هذا القطاع و يخدم مصالحه . الرغبة في توجيه رسالة صريحة وواضحة إلى اجتماع المختصين بالإعلام البترولي بمقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض لمناقشة استراتيجية الإعلام البترولي على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج، كي نؤكد لهم أن هذا الإعلام لم يأخذ حظه من البحث والدراسة في الدول التي تنتج هذه السلعة الحيوية وتصدرها..إن ما يدفعني إلى طرح هذا الموضوع اليوم هو الرغبة في توجيه رسالة صريحة وواضحة إلى اجتماع المختصين بالإعلام البترولي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي ينعقد اليوم في مقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض لمناقشة استراتيجية الإعلام البترولي على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج، كي نؤكد لهم أن هذا الإعلام لم يأخذ حظه من البحث و الدراسة في الدول التي تنتج هذه السلعة الحيوية و تصدرها ، و لم يول الاهتمام المطلوب على صعيد تلك الدول و مؤسساتها المعنية بالبترول ومنتجاته، في الوقت الذي سخرت فيه الدول الغربية طاقاتها من تعزيز هذا الإعلام المتخصص و سد الفجوات الثقافية بين صفوف مواطنيه بما يخدم رؤيتهم و سياستهم الاستهلاكية . إن الإعلام البترولي هو نوع من الإعلام المتخصص يستهدف صناعة تعد من أهم الصناعات الحيوية في العالم ، إذا لم تكن أهمها على الإطلاق، وساعد على النهوض بالأمم والمجتمعات، ولهذا الإعلام دور هام في تثقيف المجتمع وفي التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة حرصاً على الشفافية ونشر أخبار الصناعة النفطية، ولإدراكنا أن أعضاء اللجنة المجتمعة يعملون لأجل إطلاق الاستراتيجية البترولية لدول المجلس، فإننا ندعوهم من أجل العمل على إطلاق هذه الثقافة لتكون متاحة للجميع عبر كامل الوسائل الإعلامية، إلى جانب الاهتمام بتدريب العاملين في صفوف الإعلام على كيفية صياغة رسائلهم و ترويج ثقافتهم بالشكل الذي ينبغي أن تكون عليه . و يبقى الدور الكبير ملقى على كاهل أعضاء لجنة المختصين في الإعلام البترولي لإعداد استراتيجية للإعلام البترولي لدول المجلس مستمدة من الاستراتيجية البترولية، والعمل على تحديثها مع مراعاة مراجعتها من حيث الرؤية و الرسالة و الغايات و الأهداف بشكل دوري .