لا يخلو يوم ولا نقرأ فيه عنواناً يحمل قضية وهموم توطين الوظائف للسعوديين ، وهذا بطبيعة الحال حق مشروع لكل من يتحدث عن هذه القضية الهامة ، ويساهم بفكر أو رأي أو حل لما لها من أبعاد كثيرة سواء كانت اجتماعية او اقتصادية وغيرها ، ومشروعية هذا الحق تأتي من عدة جوانب أهمها قوة اقتصاد المملكة الذي يشفع للجميع أن يطمع أن يحصل على وظيفة ومن بعدها الحق نحو العيش الكريم في بلده ووطنه ، ويأتي بعد ذلك حق أن المملكة تحتضن العديد من العاملين من الجنسيات الأخرى وبالتالي هذا مؤشر لتوافر الوظائف في سوق المملكة ، وان كان الحديث عن هذا الموضوع أخذ وقتا طويلا ، وان كنا نرى ونتلمس نتائج إيجابية في هذا الاتجاه ، إلا اننا جميعا كمواطنين سعوديين نتطلع إلى الأفضل والأفضل . نأمل من الحكومة السعودية بشكل مباشر او غير مباشر ان تعمد في إنشاء ودعم مشاريع استثمارية مستدامة بالتعاون والمشاركة مع القطاع الخاص ، وان كانت تقوم بذلك في الوقت الحالي وإن كان أهم عامل مؤثر في استمرار هذه القضية هو عامل الزيادة السكانية السنوية ودخول باحثين جدد للعمل ، لذا علينا ان نستعد بخطة واضحة لمواجهة هذه الزيادة وبعيدة عن القرارات المؤقتة التي قد لا تكون مدروسة بشكل كاف ، وقد تزيد من هذه المشكلة بدلا من إيجاد حلول ناجعة لها ، وفي رأيي المتواضع ان السعودية مؤهلة تأهيلاً كافياً لتوافر الفرص الوظيفية التي لديها القدرة لامتصاص جميع الباحثين عن العمل « اذا افترضنا ان الباحثين لديهم المؤهلات الكافية لأداء مهام الوظيفة « ، متى ما تم التركيز على إنشاء ودعم المشاريع المستدامة المنتجة ، بمساعدة الدولة المباشرة أو إحدى أذرعتها الاستثمارية ، ولكن علينا ان نلفت الانتباه الى أهمية توافر شروط أساسية في اي مشروع من هذه المشاريع وهي شرط جودة الخدمة والمنتج ، وشرط تحقيق الربحية المعقولة ، وشرط توافر أسباب النمو . نأمل من الحكومة السعودية بشكل مباشر او غير مباشر ان تعمد في إنشاء ودعم مشاريع استثمارية مستدامة بالتعاون والمشاركة مع القطاع الخاص ، وان كانت تقوم بذلك في الوقت الحالي إلا انه ثبت بالدليل القاطع ان حجم التنمية من المشاريع المستدامة لا يكفي لامتصاص عدد الباحثين عن العمل المتاح سنويا ، حيث العديد من مشاريع القطاع الخاص التي تستقطب العمالة الوافدة بكثافة هي من طبيعة المشاريع المؤقتة ولأسباب تنموية ، وهذا قد يمثل ما لا يميل له السعوديون الباحثون عن العمل حيث انهم يميلون إلى الالتحاق بالوظائف التي لها الديمومة والدخل والعيش الكريم والاستقرار. علينا ان نتخيل ان التحسين في خدمات المطارات وخصخصتها وخدمات النقل العام والسكة الحديد والتعليم الخاص والتوسع في الجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة وتحسين الأسواق المركزية وغيرها الكثير ، وعلينا ان نتساءل لماذا نجحت شركة الكهرباء السعودية وشركة أرامكو وشركة الاتصالات وأيضا غيرهم كثير في خلق فرص وظائف عالية للسعوديين وتحقيق نسبة سعودة عالية ومنذ زمن طويل ، أؤكد لكم ان الحل بأيدينا . [email protected]