ابتهج الشارع السعودي بعودة خادم الحرمين الشريفين سالما معافى وكانت فرحة عامرة وغامرة بعد ان قضى فترة علاجية خارج البلاد لمدة ثلاثة أشهر تكللت بحمد الله بالنجاح, وعند عودة الملك عبدالله إلى وطنه وشعبه أصدر العديد من القرارات الهامة لدعم برامج التنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية بأكثر من مائة مليار ريال سعودي, تستفيد منها شرائح وقطاعات متنوعة من كافة أطياف الشعب السعودي, ومن هذه القرارات دعم العاطلين عن العمل بمكافأة مقطوعة لمدة عام. هذه الأوامر من الملك العادل وإن كانت تعبر عن مشاعر الحرص على استقرار أبناء هذا الوطن, فعلى هذا المشروع أن يستمر وأن يكون من ضمن استراتيجية الدولة للقضاء على البطالةوهذا الأمر يمس شريحة هامة من المجتمع السعودي, حيث إن هذه الفئة في بداية مشوار حياتها مما يتطلب توافر عدة عوامل تسهم في استقرار هذه الفئة وسد احتياجاتها الى حين ان تتيسر لهم بإذن الله الوظائف المناسبة التي من خلالها يتم توظيفهم والبدء في رحلة طويلة من الاستقرار والمشاركة في بناء المجتمع, إننا نتطلع من خادم الحرمين الشريفين أن يكون هذا الدعم مستمرا لكافة العاطلين عن العمل ولكلا الجنسين ووسط ضوابط محددة وواضحة, حيث ضمان الحد الأدنى من قوت العيش لهؤلاء من العاطلين سيعبر وبشكل حضاري عن ما وصلت اليه المملكة من تقدم وازدهار ونمو في شتى المجالات. هذه الأوامر من الملك العادل وإن كانت تعبر عن مشاعر الحرص على استقرار أبناء هذا الوطن, فعلى هذا المشروع أن يستمر وأن يكون من ضمن استراتيجية الدولة للقضاء على البطالة والعمل على توافر الفرص الوظيفية حيث استخدام الاستثمار البديل في ظل استمرار نهج الحكومة صرف إعانات مستمرة للعاطلين عن العمل, كما لا يخفى على الجميع أنه لا أحد يتمنى أو يسعى لأن تكون هناك بطالة من بين المجتمع السعودي بكافة قطاعاته سواء من مسؤولي القطاعات الحكومية أو المستثمرين والعاملين في القطاع الخاص, ولكن هذه طبيعة الأوطان والدول, وقد يكون في أمر خادم الحرمين الشريفين رؤية وإصرار للقضاء على البطالة بكافة أشكالها وصورها وأن يتم إعادة النظر في الدراسات والاستراتيجيات التي أعدت وتعد للقضاء على البطالة في المملكة, وعلينا دائما ان نضع في الاعتبار ان ما يأمله أبناء هذا المجتمع هو ضمان العيش الكريم, والمساهمة في بناء هذا الوطن. [email protected]