بموافقة مجلس الوزراء المبدئية على تطوير مشروع تنمية العقير، أسدل الستار عن احد أهم المشاريع التنموية بالمنطقة الشرقية ، وهذا المشروع ظل فترة طويلة يمثل حلما لدى الكثيرين حيث اهمية منطقة العقير من الناحية التاريخية والجغرافية، وبكل تأكيد فان هذا المشروع سيزيد من خارطة المنطقة الشرقية التنافسية وسيحقق بعدا عميقا لأهداف التنمية المستدامة، حيث الموقع الجغرافي المتميز الذي يقع في الشمال الشرقي لمحافظة الأحساء ويمثل الساحل البحري الأقرب لهذه المحافظة ويرتبط بهذه المحافظة بعدة طرق ومن مواقع مختلفة، إضافة الى قربها من حاضرة الدمام بنفس النسبة او أكثر قليلا وبالتالي نتوقع انعكاس نتائج إيجابية هائلة على هذه المحافظة من جراء تطوير هذا المشروع . هيئة السياحة والآثار والتي بذلت جهدا كبيرا من اجل هذا المشروع الهام وتحويل الحلم الى حقيقة ملموسة قريبا بإذن الله، وضعت في خطتها لتنمية العقير، تطوير هذه المنطقة لتكون عنصر جذب سياحي وسكني وإقامة العديد من المشاريع المرتبطة بالسياحة والآثار ، فمن المتوقع ان تكون تكلفة المشاريع الإجمالية المستثمرة التقديرية برساميل من ثلاثين مليارا، والتي وافقت الحكومة مبدئيا على تمويل ما مقداره مليار وأربعمائة مليون لمشروع شبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والذي يعتبر أساسا لإقامة بقية المشاريع الاستثمارية بتوافر هذه البنية التحتية المحفزة في هذا الموقع . سيأتي هذا المشروع ليكون احد اهم المشاريع التنموية التي شهدتها المحافظة وبالتأكيد سيكون أكبرها. وبعد موافقة مجلس الوزراء، صرح صاحب السمو معالي رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار ان الهيئة ستعلن عن إنشاء شركة لتنفيذ هذا المشروع ، وستخصص 30 ٪ للاكتتاب العام من رأسمال الشركة ، وبهذا نكون أيضاً قد كسبنا شركة عملاقة ستولد قريبا تعمل في قطاع السياحة والآثار لصالح هذا المشروع ، وهذا ما قد طالبنا به سابقا بان يكون للحكومة دور هام ومحوري في هذا القطاع عبر إنشاء شركات مدعومة من الحكومة لتنمية هذا القطاع الهام والذي يحتاج لمثل هذا النوع من الدعم ، فبلا شك الفرص السياحية واعدة بشكل كبير في المملكة وننتظر مبادرة اخرى على غرار هذا العمل الكبير . محافظة الأحساء والتي تشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة ، سيأتي هذا المشروع ليكون احد اهم المشاريع التنموية التي شهدتها المحافظة وبالتأكيد سيكون أكبرها ، ولعل الميزة النسبية الهامة لهذه المحافظة وهي توافر الأيدي العاملة من كلا الجنسين والذي سيساهم بشكل كبير في دعم برامج التنمية المستدامة ورفاهية المواطن عبر توفر العديد من الوظائف التي ستتاح بإذن الله لتشغيل مشروع تنمية العقير. وأخيرا وليس آخراً، نتمنى من الشركات والمؤسسات العاملة بالقطاع الخاص وفي المنطقة الشرقية تحديدا الاستثمار ودعم مسيرة هذا المشروع ، كما عليهم المشاركة بالآراء والأفكار والمقترحات والدراسات والتي بكل تأكيد ستكون مكملة لمنظومة استثمارية رفيعة المستوى تتكامل مع هذا المشروع لإخراج هذا المشروع وتسويقه عالميا وليس محليا فقط، كما أتوقع شخصيا ان تكون منطقة العقير اضافة الى ما سيتم استثماره في مجال السياحة والإيواء، بان تكون مركزا اقتصاديا هاما ليس للمنطقة الشرقية فقط ولكن للمملكة. كل الشكر والتقدير والعرفان لسيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وابقاه والى حكومته الرشيدة والى سمو امير المنطقة الشرقية والى سمو معالي هيئة السياحة والآثار والى محافظ الاحساء العزيزة والى كل من عمل وسيعمل في هذا المشروع ليرى النور قريبا بإذن الله. [email protected]