من أكبر الأسباب التي تدفع البشر إلى الهجرة خارج أوطانهم هي الرغبة في تحسين أوضاعهم الاقتصادية وهذا يتضح في واقع بلدنا الذي يعج بالعمالة الأجنبية في كل قطاع وركن على الرغم من أن البيئة الاجتماعية عندنا طاردة ولم يتحملها حتى أهلها فعلى سبيل المثال أكثر أغنيائنا هم خارج البلد رغم أن تمويل معيشتهم العالي من داخل الوطن سواء الأغنياء منهم بالوراثة أو الأثرياء بالتجارة فهم يرون في بلدهم أرضاً خصبة للتجارة وإمداد المال وليست أرضاً صالحة للعيش فيها. القضية بصراحة تامة أننا نحمل ثقافة عيش منفرة لم نعد قادرين أن نحصر مكامنها فخيوطها متعددة والبحث فيها يجلب الاكتئاب والوجع للقلب. ولا عجب عندما نسمع من أساتذتنا في الجامعة وغيرهم من الذين أتيحت لهم فرص العيش طويلاً في الخارج للدراسة أو غيره أن تلك الأيام التي عاشوها هناك كانت الأجمل في حياتهم ولا عجب أيضا من ارتفاع نسبة المنتحرين عندنا سواء من العمالة الأجنبية التي تطالعنا الأخبار بحوادث انتحارهم شنقاً أو أبنائنا قفزاً من فوق الجسور أو ارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري أو الاكتئاب وأورد هنا مثالاً بسيطاً لسلوك بغيض تستبيحه ثقافتنا في الأماكن العامة والذي لم ألحظه في أي مجتمع آخر وهو ذلك التحديق المستمر واستباحة النظر بطريقة مزعجة للآخر فعجبي عندما يحدق النساء إلى بعضهن البعض!! والأسر والرجال كذلك الكل يلاحق الآخر بالنظرات ما السبب؟!! لا أعرف