يستمر المرجفون النمامون في تلفيقاتهم واختراعاتهم، وتشكيكاتهم بحق المملكة، وهم كثيرون يتراكضون إلى الفضائيات التي تمتهن بث السموم ويمنحونها أحلى ما تحب وأغلى ما تطلب. وهم لا يملكون إلا التلفيقات وتحريف الحقائق وتقديم تفسيرات تناسب هذه الفضائيات المغرضة، وإلا لن يكون لهم مكان في شاشاتها. وبعض هذه الفضائيات أسست خصيصاً لترويج التلفيقات حول المملكة وموقفها. وحتى وظفت سحرة يرجمون بالغيب ويتنبأون بشئون المملكة خاصة. بينما تنبؤاتهم لم تكن إلا ضحكاً على مريديهم وإهانات لمشاهديهم. ولكن في أحيان كثيرة تصبح تلفيقات هؤلاء وفضائياتهم من صالح المملكة، لأنه لا يلجأ إلى التلفيق والتحريف إلا المفلسون الذين لا يجدون ما يتحدثون عنه فيلجأون إلى التلفيق والتهويل والتحريف. وكان رد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل قبل يومين حكيماً، حينما قال إن المملكة تعودت على مثل هذه التحريفات، وأصبحت التلفيقات حول المملكة مألوفة إلى الدرجة التي لم يعد فيها الملفقون يلفتون الانتباه ولا تحريفاتهم تجذب دهشة المشاهدين، خاصة بعد أن تحولت التلفيقات إلى مسلسلات يومية في فضائيات لا تبيع إلا بضائع فاسدة ولا تهتم إلا بالشائعات واختراع احداث وقضايا مختلقة في المملكة. وحتى بعد أن علمت هذه الفضائيات أن المملكة لم تعد تهتم بكل ما يبث في شاشاتها، وأن مواطني المملكة الباحثين عن الحقيقة يعزفون عن مشاهدتها، وحتى بعد أن علم مروجو الشائعات أنهم لم يعودوا يتجذبوا المشاهدين السعوديين، استمرت الفضائيات واستمر المروجون في مهماتهم. لماذا يستمرون في مسلسلات الردح والتلفيق حول المملكة بلا مشاهدين سعوديين؟ هم في الواقع يبدأون مرحلة أخرى وهي الترفيه عن مشاهدين عرب، بعينهم، يرتبطون أيديولوجياً بالأنظمة التي ترعى هذه الفضائيات، ويستعذبون ترويج الشائعات حول المملكة وتشويه المملكة شعباً وحكومة وقيادة، لأن المملكة هي الحصن الذي يفضح شعارات المضللين ويبطل أعمال سحرة الفضائيات والملفقين. وهي السور الحامي للأمة العربية والهوية العربية وهي الحارس للهوية الإسلامية الحقيقية البعيدة عن الشعوذات والأهواء وتنجيمات السحرة. وهذه المملكة، الشامخة العربية الإسلامية الأبية، تتقدم بعون الله، والمرجفون يرفسون في ذل الهزائم والخيبات، مهما لفقوا ومهما كثر المروجون والمشاءون بالسوء والنميمة.