حتى لحظة كتابة هذه السطور تواصل فضائية «مزيكا» نقل أخبار الفنانين والفنانات من طريق شريط إخباري مكتوب في أسفل الشاشة، وهي لا تبالغ أو تسرف بهذه الشرائط كما تفعل فضائيات أخرى لا تتوانى عن وضع ثلاثة أو أربعة شرائط مكتوبة تخفي وجه المغني أو المغنية أو حتى اسمه إن كان وافداً جديداً على عالم الفن والشهرة والأضواء والمال في طبيعة الحال. لا نتوقف عند أجور الفنانين والفنانات. بعض هذه الأخبار يجرى تلفيقه بالاتفاق المسبق مع أصحاب الشأن، وهي تأتي في سياق الترويج المجنون والأعمى لبعض الأصوات، وربما تشكل إحدى أهم ركائز الدعاية الخاصة بهؤلاء. فمن ليس في الصورة، لا يوجد في أي مكان، ولن تنفعه أغنياته المصورة أو تزيد من حجم مبيعاته إن لم يتوافر له مدير أعمال حاذق وشركة فنية مقتدرة تسمح بإعلاء شأنه الفني والمالي معاً. ما يهم في هذا هو بعض أخبار الشريط الإخباري الذي تدأب عليه فضائية تدلل مشاهديها كل بضع دقائق من طريق دعوته بأن «يموسق» كل ما يمكن أن تقع يداه عليه من مشروبات غازية وألعاب كومبيوترية تدعو مشتركي الهواتف النقالة إلى الاشتراك بها والتمتع بها من طريق الاتصال بأرقام معينة تظهر مع كل لعبة. فضائية «مزيكا» تواصل هذه الأيام بث خبر اعتذار الممثلة السورية رنا الأبيض عن المشاركة في الفيلم السينمائي السوري «الشراع والعاصفة» على رغم أن المخرج غسان شميط انتهى من تصوير الفيلم قبل أكثر من ثلاثة شهور، وأعلن عبر صفحات «الحياة» أنه لم يدع الممثلة الأبيض للعمل معه فيه، وإن كان قد أجرى لها الاختبار التمهيدي لمعرفة مدى ملاءمتها للدور، ووقع اختياره على ممثلة اخرى قامت بما هو مطلوب منها وفق المخرج شميط. الخبر الذي علق بذيل الشريط الإخباري يقدم نوعاً من الاثارة حين يذكر أن الأبيض التي أدت دور «غرام» في مسلسل «ما ملكت أيمانكم» للمخرج نجدت أنزور ترفض المشاركة في فيلم سينمائي سوري لوجود مشاهد ساخنة فيه. ربما تجاوزت الممثلة أو من فبرك الخبر الحوارات «الجريئة» التي غصّ بها المسلسل المذكور، وربما تفوقت بسخونتها، إن أخذنا في الاعتبار هوية التلفزيون نفسه بصفته مقاماً منزلياً بالدرجة الأولى على دور أم حسن في فيلم «الشراع والعاصفة». ما يهم بعد ذلك هو أن تأخذ الفضائيات الحقيقة من مصادرها الأساسية، فلا تعود تتعاطى مع أخبار الفن من طريق مديري أعمال مختفين في ظل هذا أو ذاك، ولا عمل لهم سوى الترويج والدعاية ل «رؤسائهم» من دون الأخذ في الاعتبار صدقية الخبر الذي يوزعونه على مجلات وفضائيات لا تعنى سوى ب «موسقة» مزاج مشاهديها بطريقتها، فلا تعود تكترث بمزاج صاحب الفيلم الذي طالما أعلن مراراً وتكراراً أن «غرام» لم تكن ملائمة للدور.