قتل 3 اشخاص وجرح العشرات صباح السبت عندما اقتحمت القوات اليمنية بعنف تجمعا لمعتصمين يطالبون برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي تعهد بحماية المتظاهرين. وقال منظمو التجمع ان الشرطة شنت هجوما فجر امس على متظاهرين يعتصمون منذ 21 فبراير في ساحة جامعة صنعاء واطلقت رصاصا حقيقيا وقنابل مسيلة للدموع. يمنيان يتلقيان العلاج عقب اصابتهما بالهجوم -رويترز وقتل متظاهر وجرح حوالى 300 آخرين بينهم ثلاثون اصيبوا بالرصاص بينما اصيب الآخرون بتسمم بالغاز، كما ذكرت اللجنة الطبية التي شكلها المحتجون متهمة قوات الامن باستخدام «غازات سامة». وذكرت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس ان التوتر ساد بشكل كبير بعد ان قام معتصمون، بنصب خيام جديدة خارج ساحة جامعة صنعاء وخارج الحواجز الاسمنتية التي وضعتها السلطات حول مكان الاعتصام المطالب باسقاط النظام ورحيل الرئيس اليمني. ونصب المعتصمون الخيام الجديدة في شوارع تؤدي الى الساحة ومنها شارع الحرية وشارع الزراعة وشارع الوحدة والرباط. وهاجمت قوات الامن في وقت مبكر المعتصمين في هذه الشوارع خصوصا في شارع الوحدة الا ان المعتصمين صدوا الهجوم وفشلت السلطات في تفريقهم، كما ذكر الشهود لمراسل وكالة فرانس برس. واكد اطباء من المعتصمين لوكالة فرانس برس انهم واجهوا صعوبة في التعامل مع اثار «غازات سامة» قالوا ان السلطات استخدمتها، مشيرين الى انها «تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي الى غيبوبة». قتل متظاهر وجرح حوالى 300 آخرين بينهم ثلاثون اصيبوا بالرصاص بينما اصيب الآخرون بتسمم بالغاز، كما ذكرت اللجنة الطبية التي شكلها المحتجون متهمة قوات الامن باستخدام «غازات سامة». الدفع للصدام واتهمت قيادات في المعارضة اليمنية أجهزة الأمن بمحاولة دفع المتظاهرين إلى الاصطدام بعناصرها في الشارع، داعية المعارضين إلى التمسك بمواقعهم في «ميدان التغيير،» ورأت أن مهاجمة المعتصمين «بددت كل فرصة للحوار،». من جانبه، قال رئيس الوزراء اليمني السابق، أحمد صوفان: «ما يجري بالتأكيد لا يسر أحدا، أناشد القوى السياسية كلها بضبط النفس وتهدئة الأوضاع، والتقدم نحو مواقف تؤدي لإعادة الحوار إلى سكته الصحيحة.» وأضاف صوفان: «للأسف ما جرى في ليلا تصعيد، ولكننا لا نعرف حقيقته، ونرى أنه أخبار سيئة، ولكن إن صح أن قوات الأمن داهمت المعتصمين فنحن لسنا مع ذلك، وعلى أجهزة الأمن تحمل المسؤولية في هذا الجانب، وأعود وأقول إن كان هذا الأمر حقيقياً.» من جهته، قال النائب عبدالكريم الأسلمي، الذي كان قد انشق منذ أسابيع عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بسبب استخدامه القوة من المعارضين: «التطور اليوم خطير جداً فقد جرى الاعتداء بوحشية على المعتصمين، وأنا زرت المكان بنفسي ورأيت المئات من الشباب على الأرض جراء تعرضهم للضرب بالعصي والسكاكين، وتنشقهم للغازات السامة والمسيلة للدموع، ولا بد من محاسبة من تسبب بذلك.» وتابع الأسلمي، في اتصال مع CNN بالعربية قائلاً: «الأمور تسير بشكل خطير وقد قطع النظام بالكامل حبل الحوار لأنه يدعو إلى النقاش السياسي ومن ثم يعتدي علينا في الشارع.» ضبط النفس وقتل حوالى 37 شخصا على الاقل خلال ستة اسابيع من التحركات الاحتجاجية في اليمن، بحسب متحدث باسم مفوضية الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان. وقال المتحدث روبرت كولفيل «نحن ندعو الحكومة اليمنية الى ضبط النفس والتحقيق في الاتهامات حول عمليات قتل خارج اطار العدالة وحول تجاوزات مفترضة لحقوق الانسان ترتكب بايدي قوات الامن». قتيل بالمكلا وفي السياق قتلت الشرطة اليمنية بالرصاص امس تلميذا كان يشارك في تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح في مدينة المكلا جنوب شرق اليمن، على ما افاد مصدر طبي وشهود. وقال شهود ان التلميذ البالغ من العمر 12 عاما قتل برصاص الشرطة حين كانت هذه الاخيرة تفرق تظاهرة شارك فيها مئات التلاميذ في الفوة بالمكلا. ونظمت التظاهرة في سياق احتجاجات طلابية تشهدها شوارع البلاد استجابة لنداء للعصيان المدني في المجارس بعد اكثر من شهر من الاحتجاجات ضد النظام. القربي من جهته أكد الدكتور ابو بكر القربي وزير الخارجية اليمني امس أن الوضع في بلاده يتلخص في وجود مظاهرات احتجاجية ضد الرئيس على عبد الله صالح، واخرى مؤيدة له. وقال القربي ، عقب وصوله الى القاهرة امس ، إن الرئيس صالح طرح مبادرة على المعارضة لتهدئة الاوضاع ولكنها رفضتها ، معربا عن أمله في أن تقبل المعارضة هذه المبادرة والتي تلبي مطالبها في تحقيق الديمقراطية ومطالب الشباب وتؤدي الى تحسين الاوضاع في البلاد على حد قوله.