قتل شخصان وأصيب المئات أمس السبت بعد قيام السلطات اليمنية بمهاجمة اعتصام المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وكان المئات من قوات الشرطة والحرس الجمهورية والخاص قامت عند فجر امس السبت بمهاجمة ساحة التغيير في العاصمة صنعاء حيث يعتصم الآلاف منذ أسابيع لمطالبة الرئيس صالح بالتنحي. واستخدمت القوات الحكومية الرصاص الحي والغازات التي ادت الى مقتل شخص وإصابة 15 آخرين بالرصاص الحي حالات بعضهم خطيرة. كما أدت الغازات التي وصفها الأطباء في الميدان الى إصابة المئات من المعتصمين باختناقات وصفت حالات البعض بالحرجة. وقال الدكتور محمد العباهي رئيس الفريق الطبي ان أعراض الإصابات تختلف عن الحالات المصابة بالغازات المسيلة للدموع وان هذه الغازات أدت الى شلل في الأعصاب وحالات تشنج وإفرازات في السوائل المخاطية والنوبات . وشهد المئات وهم يفترشون ساحات الجامع المجاور للساحة وهم يعانون من تشنجات كبيره وفي حالة ووضع حرج. وأعلن الأطباء عجزهم عن معاينة المصابين بالغاز ، و توفر الإمكانيات الطبية.واعتدى مسلحين بلباس مدني على سيارة إسعاف تابعة لإحدى المستشفيات الخاصة ،والأطباء التي بداخلها. ونفت وزارة الداخلية اليمنية استخدام غاز سام ضد المعتصمين كما اعلنت عن اصابة 161 من ضباط الامن لكنها لم تتحدث عن نوعية الاصابات. وتوافد الآلاف من الشبان وطلاب المدارس الثانوية والنساء إلى ساحة التغيير وهم يرددون شعارات تطالب صالح بالرحيل، مع توقف الدراسة في كثير من المدارس بصنعاء. وانضم اربعة ضباط كبار في الجيش برتبة عميد أعلنوا عن انضمامهم للمحتجين المطالبين بإسقاط النظام. وحمل المعتصمون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء رئيس الجمهورية شخصيا ووزير داخلتيه العواقب الوخيمة لاستخدام القوة ضدهم.وأكد المعتصمون إصرارهم على البقاء داخل الساحة حتى تلبية مطالبهم المتمثلة برحيله ونظامه. وعمت مناطق اليمن حالة غضب شديد لما جرى من اقتحام لمخيم المعتصمين ومحاولات تفريقهم بالقوة حيث خرج عشرات الآلاف بينهم طلاب المدارس في عدة مدن يمنية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح وتضامناً مع المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء . وفي تعز أغلقت المدارس وأصيب خمسة عشر طالبا جراء استخدام قوات الأمن للرصاص الحي والحجارة لمنع الطلاب من التظاهر. وهتف الطلاب في شوارع تعز "يا للعار ..يا للعار ...سلمية تضرب بالنار." كما استخدمت قوات الأمن الرشاشات أمام مكتب محافظة تعز لتفريق المتظاهرين. وفي المكلا قتل طالب عندما استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي لقمع المتظاهرين. وفي عدن أصيب ثلاثة أشخاص في قمع الأمن بالرصاص للمتظاهرين. في الإطار ذاته رحب البيت الأبيض بالمبادرة التي أطلقها الرئيس اليمني على عبد الله صالح لحلّ الأزمة السياسية في البلاد، وتقوم على وضع دستور جديد والانتقال من نظام رئاسي إلى نظام برلماني، داعياً المعارضة إلى الردّ على دعوته للحوار بطريقة بناءة. وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب جون برينان أبلغ صالح باتصال هاتفي ليل الجمعة ترحيب الولاياتالمتحدة بالمبادرة التي أطلقها الخميس الماضي لحلّ الأزمة السياسية في اليمن. وحثّ برينان كافة أطراف المعارضة اليمنية على "الاستجابة بشكل بناء" مع دعوة صالح لبدء "حوار جدي" يضع حداً للأزمة، معتبراً أن المعارضة والحكومة تتشاركان المسؤولية في التوصل إلى حلّ سلمي. وقال إن التزام الطرفين بعملية شفافة ومنفتحة لمقاربة مصدر قلق الشعب اليمني سيؤمن الطريق باتجاه إقامة دولة أقوى وأكثر ازدهاراً. وأشار البيان إلى أن صالح أعرب عن أمله في أن تتجاوب المعارضة مع عرضه توعهد بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين. وكان الرئيس اليمني قد أعلن الخميس عن مبادرة تنص على الانتقال من النظام الرئاسي الى البرلماني، وضع دستور جديد للبلاد، وهو ما رفضته المعارضة وأصرت على تنحيه.