تحولت ساحة الحرية امام جامعة صنعاء، حيث يعتصم الاف الشباب والمعارضين منذ نحو اربعة اسابيع مطالبين باسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح، إلى مستشفى ميداني مفتوح لاسعاف المئات من الجرحى الذين سقطوا في «هجوم الفجر» الذي شنته القوات الحكومية، وهو الاعنف والاكثر دموية منذ اندلاع الاحتجاجات. وليل امس اعلن عن سقوط قتيل ثان في عدن، ليرتفع الى اربعة عدد من قتلوا منذ بداية هجوم الفجر في صنعاء فجر امس. واطلقت اللجنة الطبية في الساحة نداءات استغاثة لامدادها بالدم واسعاف المصابين الذين تعرضوا لحالات اغماء واختناق نتيجة اطلاق القوات الامنية قنابل غاز ودخان ومسيلة للدموع وقذائف مطاطية والرصاص، ما اسفر عن مقتل شخصين وإصابة المئات بجروح بينهم العشرات اصاباتهم خطيرة. وقال معتصمون ان قوات الشرطة والامن المركزي هاجمتهم فجرا. واسفر الهجوم، بحسب شهود، عن سقوط قتيل من المتظاهرين في حين توفي آخر متأثراً بجروحه لاحقاً. وذُكر ان عدد الجرحى تجاوز 300 آخرين، بينهم ثلاثون اصيبوا بالرصاص. واتهمت اللجنة الطبية قوات الامن باستخدام «غازات سامة» ضد المعتصمين «تؤثر في الجهاز العصبي وتؤدي الى غيبوبة». وبدأت المعركة عندما نصب معتصمون الخيام خارج ساحة الجامعة متجاوزين الحواجز الاسمنتية للشرطة ووزعوها في شوارع الحرية والزراعة والوحدة والرباط. وشهدت العاصمة اليمنية اشتباكات متقطعة طيلة أمس، بين المعتصمين وقوات الأمن، ومجموعات من أنصار الحزب الحاكم، الذين شنوا هجمات بالهراوات والأسلحة البيضاء على المعتصمين في ساحة التغيير التي توافد اليها الاف الطلاب بزيهم المدرسي للتنديد ب»المذبحة». كما توافد المئات من المواطنين والمدرسين والأطباء والنساء مرددين شعارات تندد بالجريمة، ومطالبين برحيل النظام. واكد مصدر في اللجنة الأمنية العليا اصابة 161 من افراد الامن «اثناء فض اعمال الشغب» التي قال بانها «نشبت بين مواطنين من التجار ومعتصمين امام بوابة جامعة صنعاء». وقال شهود عيان «أن عناصر مسلحة، بعضها يرتدي معاطف عسكرية، اعتلت أسطح المنازل المحيطة بساحة التغيير واطلقت النار على المعتصمين». وفي عدن عاصمة الجنوب، فرقت الشرطة اليمنية أمس، الآلاف من طلاب المدارس وجامعة عدن وغيرهم حاولوا التظاهر أمام مبنى المحافظة منددين بالاعتداءات على المعتصمين في صنعاء، ورددوا شعارات تطالب بإسقاط النظام ورفض مبادرة الرئيس. وفي المكلا عاصمة حضرموت، قال مصدر طبي وشهود ان الشرطة اليمنية قتلت بالرصاص تلميذا في الثانية عشرة من العمر كان يشارك في تظاهرة مناهضة للنظام. وفي تعز سقط 14 جريحا في مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن التي اتهمت المتظاهرين بمحاولة اقتحام قسم للشر طة. وهدد رئيس مجلس النواب يحيى الراعي بسحب الثقة من وزير الداخلية اللواء مطهر المصري في حال عدم تنفيذه توصيات أصدرها المجلس تتضمن إطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم في الاحتجاجات الأخيرة في محافظة عدن وغيرها وإعادة المتهمين الذين تم نقلهم إلى صنعاء ليحاكموا في محافظاتهم. وحملت احزاب اللقاء المشترك الرئيس والحرس الخاص والامن المركزي والاستخبارات مسؤولية ما جرى. وكان الرئيس صالح تلقى اتصالا من مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب جون برينان أبلغه فيه بترحيب أميركا بخطواته لحل الأزمة السياسية. وقال البيت الأبيض في بيان إن برينان أكد لصالح أنه «يجب على كل قطاعات المعارضة اليمنية الرد بشكل بناء على دعوة الرئيس للمشاركة في حوار جاد لإنهاء المأزق الحالي». وأضاف برينان أن «الحكومة والمعارضة تتقاسمان المسؤولية عن تحقيق حل سلمي للأزمة»، ونقل عن صالح تأكيده أنه لن يستخدم العنف ضد المتظاهرين. وتخشى الولاياتالمتحدة من احتمال أن تؤدي اطاحة صالح إلى فراغ في السلطة يستغله إسلاميون متشددون في ظل وجود واحد من أنشط فروع تنظيم «القاعدة» على أراضيه. واكد المعتصمون في ساحة التغيير «أن صالح لم يكن ليتجرأ على مهاجمتهم لولا تأييد الولاياتالمتحدة لمبادرته ودعمها له» حسب قولهم، كما رفع المعتصمون عبوات قنابل مدمعة ألقيت عليهم صُنعت في الولاياتالمتحدة هاتفين ضد أميركا ومؤازرتها نظام صالح.