جرائم العمالة المنزلية تتطلب دراسات اجتماعية ونفسية عميقة ينبغي أن تقوم بها الجهات البحثية والأكاديمية، فالمجتمع يتعرّض لمتغيّرات كبيرة بوجود هذه العمالة التي تؤثر وتتأثر بثوابتنا وقيمنا وأساليب تعاملنا معها،فكل فعل له ردّ فعل، وحين نتراحم مع هذه العمالة فإنها تخلص وتصدق وتفي، وحين نقسو عليها ونكلّفها فوق طاقتها فإنها تضمر شرًا مستطيرًا. والواقع أننا برضائنا باستضافتها في منازلنا تصبح تلقائيًّا جزءًا من عائلاتنا، وكما عليها واجبات لها حقوق، وطالما نحن بحاجةٍ لها ولم نرتقِ طوال عقود الى خدمة أنفسنا فهناك كثير من المخاطر المحتملة لاعتمادنا وتشغيلنا لهذه العمالة. لسنا بصدد تأهيل سلوكي وتربوي للعمالة، ولكنها شر لا بد منه في ظل عدم خدمتنا لأنفسنا، والتعامل مع هذه العمالة من باب الوجاهة الاجتماعية له ثمن باهظ ومكلّف يلحق بنا، جرائم في حق صغارنا حين يستفردون بهم أو في طعامنا وشرابنا، سحرًا أو أي شيء آخر في عقائدهم الخاصة، ولأنه لا إمكانية لحل المشكلة سلوكيًا، فالحل في أنفسنا. هناك أخبار كثيرة ترد من هنا وهناك عن جرائم ترتكبها العاملات المنزليات بحق أطفالنا، وبين كل فترة وأخرى نقرأ أو نسمع عن جريمة للسائقين، وتلك الجرائم سلوك نفسي عمّا تحتفظ به تلك العمالة من ردود فعل سلبية بداخلها تجاه مخدوميها، فيتم الإسقاط العدائي والنفسي غالبًا على الصغار أو بأعمال سحر، وفي الحقيقة أن هؤلاء حينما يأتون من بلدانهم لا نعرف عنهم شيئًا وفي أي البيئات كانوا يعيشون وما هي خلفياتهم القيمية والأخلاقية والاجتماعية والسلوكية، أي أننا نتعامل مع بشر كبطيخة مغلقة أو قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجوهنا في أي لحظة مع أي حالة إساءة فهم لما يُطلب منها. لسنا بصدد تأهيل سلوكي وتربوي للعمالة، ولكنها شر لا بد منه في ظل عدم خدمتنا لأنفسنا، والتعامل مع هذه العمالة من باب الوجاهة الاجتماعية له ثمن باهظ ومكلّف يلحق بنا، جرائم في حق صغارنا حين يستفردون بهم أو في طعامنا وشرابنا، سحرًا أو أي شيء آخر في عقائدهم الخاصة، ولأنه لا إمكانية لحل المشكلة سلوكيًا، فالحل في أنفسنا، وهو أن نعتمد على ذواتنا في الخدمة وألا نشغّل العمالة إلا للضرورة القصوى ولأعمال محددة، لأننا قد نكون نسجنا مصرعنا وضياعنا بأيدينا حين نظهر لتلك العمالة حاجتنا الكبيرة لها مع قسوة في بعض الأحيان غير مبررة تراكَم في نفوسها مرارات واحتقار لنا تكون نتائجه مأساوية تصل الى حد الفتك بأطفالنا. نحن سريعو الثقة في الآخرين وذلك ينطوي على هشاشة في تفكيرنا وتصوّراتنا للآخرين، وهي صورة مقلوبة يجب تصحيحها، فلا بد أن يكون كل شيء بميزان وتوازن وقدر محدّد حتى لا ندفع أثمانًا مكلفة لأمور سطحية في تعاملنا مع العمالة التي إن لم تستوعب جملة أو تفهم كلمة حوّرتها الى فهم آخر يوجد في نفوسها كراهية وتدبيرًا للانتقام، خاصة أن هناك اختلافات ثقافية وفكرية واجتماعية عميقة بيننا وبينهم، فضلًا عن جهلنا بخلفيات ظروف نشأتهم وأخلاقياتهم مهما بدوا مساكين وقليلي الحيلة، لأنه في الواقع أصبحنا ضحايا لهم ونتعرّض لصور انتقامية متعددة، للأسف من بينها أن يقتل أطفالنا بدم بارد، ولذلك فإننا بحاجة الى مكاشفة مع الذات وتقليل اعتمادنا على العمالة المنزلية ودراسة نتائج تشغيلنا لها والتي أحسب أنها سلبية للغاية حين نعدّد عدد الأطفال الضحايا والمسحورين بسبب التفكير الانتقامي والعدائي رغم أنهم يعيشون معنا تحت سقفٍ واحد، ولكن الأنفس والقلوب متباعدة الى درجة التنافر. maaasmaaas @ : twitter