البس شماغك الملون بشتى الألوان وبالطريقة التي أردت، تلثّم! اعصب رأسك! اصنع بنت البكار! اختر الطاقية الزري الذهبية التي تناسبك! لتكن ثيابك أقسى من الصخر حتى ولو وصلت حد التكسّر إذا مشيت! اشرب الحمضيات وهي في أشد درجات الحرارة سخونة! نكّس الدقسن أو الأشهب أو الهلي أو الهدد! اخفضها وارفعها! اسلك درب الخطر! فجّر ما أردت! قل بمختلف الأصوات (حيليب)! ولكن يا عزيزي - دعني أصارحك- هل خلقت لهذا؟ وهل هذا هو مشروعك في الحياة؟! سترد عليّ مباشرة: أي مشروع يرحم والديك؟ ولا ألومك ولكني أكرر السؤال بإصرار وأرجو أن تعيده لوحدك بعيداً عن تصفيق المصفقين وأصوات المفحطين: هل هذا هو مشروعك في حياتك التي ستنقضي كما انقضت حياة شلتك الدرباوية بلا هدف ولا فائدة بل أحياناً بضياع وعار؟! صدقني سيأتي اليوم - إن كنت حياً- الذي ستندم فيه على هذه السنوات، وتقول: ماذا أغنت عني سنوات الضياع؟! البس شماغك الملون بشتى الألوان وبالطريقة التي أردت، تلثّم! اعصب رأسك! اصنع بنت البكار! اختر الطاقية الزري الذهبية التي تناسبك! لتكن ثيابك أقسى من الصخر حتى ولو وصلت حد التكسّر إذا مشيت! اشرب الحمضيات وهي في أشد درجات الحرارة سخونة! سيذهب زملاؤك ومشجعوك ويتركونك وحيداً، وفي أكثر لحظات عمرك احتياجاً لما قدمت! صدقني سيهربون منك وينظرون لك نظرة دونية، فأنت في نظرهم مجرد شحاذ وآسف للكلمة! وقد تقول: أنتم من دفعتموني لهذا الطريق؟ وأقول: نعم! لقد ساهمنا! فنحن من يضحك عليك ويدعمك ويصفق لك ويتابع مقاطعك وللأسف، ولكن هل تتوقع أن نرضى لأولادنا حالاً مثل حالك؟! أبداً والله! فتشجيعنا وسكوتنا وسلبيتنا - ونحن السلبيون في معظم الأشياء بل والمحاربون لكل من يريد أن يقول للخطأ خطأ - لا يجب أن تدفعك لتدمير نفسك! وقد تقول: أين الوظيفة؟ أين فرص التنفيس؟! وأقول: نعم لقد قصرنا! وانشغلنا عنك وأنت الأهم بما هو أقل أهمية وأحياناً بالتافه، ولكن هل سلوك دروب الخطر والضياع هو من سيوفر لك الوظيفة؟! نرفع أصواتنا مع صوتك ونقول لتوفر لشبابنا الوظائف، والدورات، وليطوّر نظام حافز، ولتقم رعاية الشباب بدورها الحقيقي كما هو اسمها، ولكن أخطاءنا وتقصيرنا لا تسوّغ لك ما تفعله بنفسك ومجتمعك! وأركز على كلمة (مجتمعك)، فدعني أصارحك أن الأمور أصبحت واضحة ومكشوفة فلم يصبح معظم الدرباوية رجالاً كما توهمت وتريد إيهامنا؟! فطريق حبوب الكبتاجون والحشيش والدوران حول المدارس لإيقاع الشباب في المستنقعات القذرة ليس رجولة بل هو خسة ومرض يجب أن تسارع للعلاج منه. ولذلك نصيحتي لك عزيزي أن تسارع لعلاج نفسك وإعادة ترتيب أمورك فليس بيدنا لك شيء، بل أرجوك أن تدعو لنا بالشفاء معك!