شاركت خلال هذا الأسبوع في مناسبتين مختلفتين، كانت الأولى ورشة عمل حول «التعايش السلمي وسُبل تطويره في المملكة»، ضمن برامج مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بينما كانت الأخرى حضور منتدى الشرقية الأول للجودة. برعاية كريمة من سمو الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، تحت شعار «البيئة الإيجابية للجودة والتميّز»، ضمن برامج الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية بمناسبة اليوم العالمي للجودة. يتضح من عنوان المناسبتين أهميتهما وما يمكن أن تعود به كل منهما من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، كان ذلك واضحًا في ذهني قبل حضوري لهما، وربما يكون واضحًًا أيضًا لكل من سمع بالمناسبتين عبر وسائل الإعلام المختلفة. لا شك في أن تهيئة البيئة الايجابية هي أول متطلبات تحقيق المستويات المنشودة من الجودة والتميّز في سائر مؤسسات القطاعين العام والخاص، وهي هدف يسعى إليه كثير من هذه المؤسسات، فيما لا نجد بُدًّا من الاعتراف بأن مؤسسات أخرى كثيرة أيضًا هي التي لم تحقق إلى الآن المستوى المنشود في هذا المجال. لكنني بعد المشاركة فيهما ازددت قناعةً ويقينًا بما يمكن أن يؤدي له هذا الحراك الفكري والثقافي من تطور في المجالات التي يتصدّى لمناقشتها وبحثها، لا سيما أن الجهات المنظمة تجتهد كما أظن في اختيار الحضور، كما تجتهد أيضًا في اختيار موضوعاتها وأدواتها وآلياتها. ومَن يطلع على نتائج مثل هذه المناسبات وما يخرج عنها من توصيات ومقترحات وأفكار، فسوف يصل إلى القناعة التي وصلت إليها إن لم يكن إلى أكثر منها. وأجد من واجبي باعتباري مشاركًا في مثل هذه الفعاليات أن أنقل إلى القارئ صورة ولو موجزة عن كل واحدة منهما، وإن كان الأمر محيّرًا لمثلي بمن يبدأ أو بماذا يبدأ، فكلا الموضوعَين من الأهمية بمكان. لكن ارتباط الثانية منهما بتاريخ محدّد ربما يجعلها أولى بالتناول حتى يكون متزامنًا مع يوم الجودة العالمي الذي يوافق هذا اليوم الجمعة السادس عشر من محرم. وكما يقال (المكتوب من عنوانه)، فإننا سنتناول هذا المنتدى انطلاقًا من الشعار الذي اختارته الإدارة العامة للتربية والتعليم، وهو (البيئة الإيجابية للجودة والتميّز). ولا شك في أن تهيئة البيئة الايجابية هي أول متطلبات تحقيق المستويات المنشودة من الجودة والتميّز في سائر مؤسسات القطاعين العام والخاص، وهي هدف يسعى إليه كثير من هذه المؤسسات، فيما لا نجد بُدًّا من الاعتراف بأن مؤسسات أخرى كثيرة أيضًا هي التي لم تحقق إلى الآن المستوى المنشود في هذا المجال سواءً من حيث نشر ثقافة الجودة وتأصيل مبادئها وتحفيز أفرادها، وتوظيف كل العوامل المعنوية والمادية من أجل تحقيقها، إضافةً إلى ما تحتاجه بيئة الجودة والتميّز من نشر ثقافة التغيير ومكافحة مقاومته ومواجهة العناصر التقليدية التي تحول دون تحقيقه وتكبح مسيرته. ولعل من أكثر الفعاليات التي شهدها المنتدى التجارب الإدارية الناجحة في بعض مؤسسات القطاع الخاص، التي استطاعت من خلالها قيادة هذه المؤسسات أن تعطي لمعنى الإدارة بُعدًا متميّزًا للطموح وصولًا إلى تحقيق التغيير المنشود وتهيئة البيئة المحفزة للأفراد والجماعات لتحقيق الجودة بمعانيها العلمية والتطبيقية مما يصلح أن يكون نماذج تحتذى في سائر المؤسسات والجهات التي تتوافر لدى قياداتها الإدارية الرغبة في الأخذ بمبادئ الجودة والتحسين وصولًا إلى أفضل المخرجات. قد لا يتسع المجال للحديث عن باقي الفعاليات التي لا يقل بعضها أهمية عما سردنا، ولكن القول الذي لا بدّ منه هو: تزامن هذه الفعالية مع اليوم العالمي للجودة لم يأت صدفةً إنما هو إشارة ذكية لما يجب أن تدفع إليه مثل هذه المناسبة من وقفات مع النفس لتقويم ما قدّمنا خلال عام من الجهود لتحقيق أهدافنا وما استطعنا تحقيقه من طموحات وآمال، ورسم ما نصبو إلى تحقيقه في عام قادم، نرجو أن يكون مرحلة أخرى لا توقف فيها في سلم نرتقيه درجة درجة وصولًا إلى غاياتنا. تويتر: @fahad_otaish