انطلقت ظهر أمس أعمال منتدى الغد الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، بفتح ملف التعليم، وسط دعوات لتعزيز الثقة بين أطراف العملية التعليمية. ويسعى منتدى الغد لأن يكون محركاً رئيساً في تهيئة بيئة مناسبة ومحفزة للشباب السعودي، ودعم مشاركتهم في تحقيق التنمية المستدامة بكافة مجالاتها، في وقت يدفع فيه نحو العمل على رفع مستوى الوعي والاهتمام بقضايا الشباب، وتشجيع المبادرات النوعية التي تسهم في تنميتهم من خلال الشراكة مع القطاعات ذات العلاقة بالشباب. القضايا الشبابية تستقطب 1300 شاب وشابة في أولى الفعاليات وشهد القسم الأول، من فعاليات تيد إكس الرياض، استعراضا لقصة شابة سعودية، تم اختيارها لتكون سفيرة لمبادرة شباب الشرق الأوسط. وأشعل الدكتور صالح الشبل، الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من الولاياتالمتحدة الأميركية، خشبة المسرح، بمجرد اعتلائه عليها، وصفق الحضور كثيرا لدى إعطائه أمثلة للطلاب الجامعيين الذين ينشغلون بهواتفهم المحمولة عن المحاضرات الجامعية، وذلك لشعورهم بالملل نتيجة الطرق التقليدية التي يتبعها بعض أساتذة الجامعات في إلقاء المحاضرات. وسيطر الحديث عن طرق التعليم المملة سواء كان ذلك في مدارس التعليم العام أو الجامعات، على مشاركة الدكتور الشبل، والذي رأى ضرورة أن يكون هناك «كسر للجليد» بين الطالب والمعلم. وأبدى الدكتور صالح الشبل، والذي يعرف عنه أنه (يعشق التاءات الثلاث.. التعليم التسويق التكنولوجيا)، خلال مشاركته، معارضة قصوى لطريقة التعليم «المملة»، ورأى بأن ما أسماه القانون الرابع يحفز الناس على «ألا تصغي للأشياء المملة». ودعا الدكتور صالح الشبل، إلى أهمية دمج التعليم بالترفيه، قائلا أن هناك أهمية ل«عودة الوناسة للدراسة»، مشددا على أهمية كسر الجليد بين المعلمين والطلاب، معتبرا أن أقصر الطرق للوصول إلى هذه الغاية هو «الابتسامة». وشاركت إلى جانب المتحدثين في القسم الأول من المنتدى، شابة سعودية تم تصنيفها من قبل مجلة «سيدتي» من أنجح 60 سيدة عربية خلال العام 2008. السعودية آلاء المزين سفيرة مبادرة شباب الشرق الأوسط، قدمت مشاركة متميزة خلال فعاليات «تيد إكس الرياض»، ولأول مرة تقدم مشاركة باللغة العربية، حيث أعلنت قبل إلقائها المداخلة بأنها تلقت غالبية تعليمها باللغة الإنجليزية، واستبقت كلامها بتقديم اعتذار في حال خطأت في نطق الكلمات العربية بالشكل الصحيح. تم اختيار آلاء المزين، كسفيرة لمبادرة شباب الشرق الأوسط، كأول سعودية من الشباب تحصل على هذا المنصب، وهو ما خولها للقيام بالعديد من الجولات، سهلت لها الالتقاء بمجموعة من صناع القرار السياسي في العالم، كوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون، ونظيرتها الألمانية، وغيرهما. وأبدت المزين سعادتها، باختيارها ضمن أنجح 60 سيدة في العالم العربي للعام 2008، خلال استفتاء شارك فيه 10 آلاف مصوت، حيث جاءت ضمن قائمة ضمن الملكة رانيا العبدالله زوجة العاهل الأردني، والسعوديتين منى أبو سليمان وسامية العمودي. ودعت آلاء المزين، المسؤولين في الدولة، إلى تقديم الدعم للشباب، ولو بمجرد «ابتسامة»، وذلك لمساعدتهم لشق الطريق نحو المستقبل. واختتم القسم الأول من تيد إكس الرياض، بمشاركة للمهندس عبدالله الجرف مؤسس مجموعة محترفي التدوين في السعودية، حيث ركز خلالها على الدور التحفيزي الذي تخلفه الأسئلة في مسيرة الإنسان، لافتا إلى أن الأسئلة تستخدم للفهم والإقناع ومحاولة حل المشاكل. ويهدف منتدى الغد، إلى تسليط الضوء على أهم القضايا والتحديات التي تواجه الشباب السعوديين، تحصين هوية الشباب الإسلامية وتعزيز انتمائهم لوطنهم، تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية ومؤسسات المجتمع ودعم برامجها في تنمية الشباب، الارتقاء بمستوى الوعي لدى الشباب، بناء شراكات إستراتيجية مع جميع القطاعات ذات العلاقة بالشباب، تشجيع وإبراز المبدعين والمبرزين من الشباب ليكونوا قدوة صالحة لغيرهم. وتم اعتماد آلية لتحقيق أهداف منتدى الغد، عبر تنظيم منتدى كل عامين لطرح المبادرات ومناقشة القضايا العامة التي تسلط الضوء على قضايا الشباب، وتنظيم لقاءات وورش عمل دورية تسهم في إشاعة مبدأ الحوار والنقاش مع الشباب للتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم في المجتمع، التفاعل والمشاركة في كافة الأنشطة المحلية التي تنفذها المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم والتأهيل، التعريف بالتجارب والمشروعات المحلية والإقليمية والعالمية الناجحة في مجال تنمية الشباب، التفاعل الإيجابي مع الإستراتيجية الوطنية لتنمية الشباب في المملكة، والعمل على تحقيق أهدافها المنشودة، الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة للتواصل مع الشباب وتحقيق أهداف المنتدى. من ناحية أخرى شهد مؤتمر «تيد إكس رياض»، الذي يأتي كأول فعالية من فعاليات منتدى الغد الثاني، إقبالاً لافتاً من قبل الشباب، حيث تجاوز الحضور العدد المخصص لهم، بعدد يتجاوز ال 1300 شخص، حيث يعد هذا العدد التجمّع الأكبر من نوعه في السعودية، ويسلط الضوء على أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الشباب السعودي. وتحدث من خلاله 16 متحدثاً في مجالات مختلفة، كان لها تجارب وناجحة في الساحة الشبابية، وفي القضايا التي تُعنى بالشباب، وتأتي مشاركتهم في منتدى الغد، سعياً لتهيئة البيئة المناسبة والمحفزة للشباب السعودي، ودعم مشاركتهم في تحقيق التنمية المستدامة بمجالاتها كافة. لقطات من فعاليات المنتدى الحضور خلال الفعاليات