أصبحنا نشبه بعضنا البعض بشكل مخيف لا اختلاف ولا تميز، التقليد أعمى بصيرتنا نقلد أي شيء متاح لتقليده. فلانة فعلت هيا لنفعل! وفلان فعل لماذا لا نفعل؟ لم يقتصر التقليد على جنس معين، بل أصبح لجميع الأجناس والفئات العمرية. أخبار متعلقة سأقترب منكِ يا نار لا تحرقيني! أسرار الإمام علي الحجامة ما لها وما عليها كم يؤسفني حقا وصولنا إلى هذا الحد من الفكر، إلى أين ذهبت كلمة التميز والإبداع؟ كنا فيما مضى نرى التميز في المدارس بجميع أشكاله شيئا يفوق الوصف، كان التكريم الصباحي للمتميزات حلم كل طالبة بالأعمال الفنية والأدبية وبالتفوق أيضا. كان الموظف يسعى دومًا للتميز في وظيفته لنيل مرتبة أعلى وشكر وثناء على عمله وأدائه. أما الآن.. لو نظرت قليلاً لرأيت نسخا متكررة من شكل ولبس وحياة روتينية ومقاهٍ ومطاعم. قلة نادرة من الذين يحافظون على تميزهم واختلافهم وتمسكهم بمبادئهم وقيمهم، قد تكون لهم أفكار مشابهة لكن طوروها فوضعوا بصمتهم، ذوقهم، عبقرية فكرهم، أشعلوا غيرة الآخرين برهيف إحساسهم وغزارة معاني كلماتهم، لم يكونوا ممن غشوا في امتحاناتهم، أو كذبوا في تقاريرهم، أو نسبوا لأنفسهم أعمال غيرهم، أو ممن (نسخ - لصق)، لم يتقبلوا فكرة الاستنساخ أبداً، بل على العكس تمامًا ازداد تميزهم وجمالهم باختلافهم عن بقية المستنسخين. جيلاً بعد جيل سيصبح الأمر كارثيا وجميعنا بهوية واحدة نشبه بعضنا البعض، سوف نفتقد التميز والتعريف عن ذواتنا بشكل متفرد ومميز. حاول أن تتميز وتتفرد بذاتك كن أنتَ وليس هم، تفرد بجمال إبداعك وبصمتك في مجتمعك، وطنك بحاجة ماسة للإبداع للأفكار المختلفة لا للتقليد الأعمى. @nanomomen