عام جديد يحل ضيفاً علينا.. وليس فيه جديد إلا اسمه بل صفته وإلا كل ما فيه من أحداث مكررة.. تنمو وتكبر ثم تهرم وتموت.. ويأتي العام بعد العام.. ونحن نراوح في مكان لا نروم عنه. وزمان لا يحيد عنا.. وكأننا السائمة.. إن مجلس وزراء الخارجية الذي عقد قبل أيام وضع النقاط على الحروف ولكن بوضع النقاط على الحروف تكونت كلمات ومن تجاور الكلمات صدرت بيانات وتصريحات وخطب ووو... وبقينا -نحن العرب والمسلمين- في زنزانة الانتظار نلهث خلف سراب من الجمل الرنانة والطنانة نحسبه ماء لظمئنا إلى الماء.. ولا نلام في ذلك.. فالغريق يتعلق بقشة. ليس بدعاً أن تضرب إسرائيل غزة بهذه الوحشية والبربرية وإلا فكيف تذر الرماد في العيون؟! لتعطي حليفها الظالم بشار فرصة قتل المسلمين؟! إن الشعوبية الحاقدة على العرب والمسلمين أوعزت إلى الصهيونية المغرورة بقوتها والمستكبرة استكبار إبليس، كل أمة حاقدة وضعت يدها في يد أختها شعوبية وصهيونية وكافرة واتفقت على إبادة كل ما هو مسلم من جماد وبشر فالمساجد تعطل بل تهدم والمسلمون يقتلون ويُهجَّرون إلى المجهول كل هؤلاء الطغاة البغاة شحذوا أسلحتهم لينحروا الإسلام والمسلمين ونحن نرى ولا نصدق أنهم في خندق واحد.. فإلى متى ونحن مثل كرة بأرجل لاعبين، وإلى متى ونحن نتدحرج نحو الهاوية بتغافلنا ولا مبالاتنا ونحن نرى الثور الأبيض قد أُكل؟! إلى متى ونحن نسير في انحدار متسارع للهاوية كجلمود امرئ القيس الذي حطه السيل من علِ؟! وحش من الشرق فتح فمه النَّتن وآخر من الوسط أو من الغرب دق طبول الحرب فأصبنا بالصمم فلا نسمع إلا دقات قلوبنا من الخوف، وأصبنا بالبكم فلا نكلم إلا أنفسنا، وأصبنا بالعمى فلا نرى إلا أجسادنا، حفاة عراة بُهماً تنهشنا وحوش الشعوبية المستوردة منها والمحلية وتنهشنا معها وحوش الصهيونية المسعورة المحلية منها والعالمية.. فإلى متى ونحن مثل كرة بأرجل لاعبين، وإلى متى ونحن نتدحرج نحو الهاوية بتغافلنا ولا مبالاتنا ونحن نرى الثور الأبيض قد أُكل؟! إلى متى ونحن نسير في انحدار متسارع للهاوية كجلمود امرئ القيس الذي حطه السيل من علِ؟! أورد الميداني في أمثاله قوله «إن البغاث بأرضنا تستنسر.. ويعلق على ذلك بقوله: البغاث طير دون الرخمة واستنسر: صار كالنسر في القوة بعد أن كان من ضعاف الطير. وقال: يُضرب هذا المثل للضعيف يصير قوياً وللذليل يعز بعد ذل». نفثة: (رب وامعتصماه انطلقت لم تلامس نخوة المعتصم)