حان دوري لأحكي لكم عن عائلتي هذه صورة جماعية لهم، أعلم أنكم ستسألون أين أنا من هذه الصورة، أنا مَنْ التقطها. كما ترون عائلتي جميلة للغاية، وكما هو الواضح من الصورة أننا سعداء جدا حينما التقطت الصورة، كيف لا نكون سعداء واليوم هو الذكرى 32 لزواج أبي من أمي. أخبار متعلقة أنا لا أريد أن يدفع الرجل لي مهرا عند الزواج فقط تخيل...! موسم الرياض والمدينة الفاضلة! قصة زواجهما كانت على الطريقة التقليدية كما يسميها البعض بزواج الصالونات، فأبي الوريث الوحيد لأعمال جدي التاجر المعروف، أبي قد استولى على جينات الجمال من والدته للحد الذي يكفي للقول إنه وسيم، وسيم جدا، ارتبط بأمي فهي كما تقول لنا إنها أجمل بنات الجماعة في وقتها وإلى وقتنا الحالي، والحقيقة إنها فعلا جميلة ليس لأنها أمي فهي تسعى جاهدة للحفاظ على جمالها بمشرط الجراح وإبر البوتكس لتضيف لجمالها بعضا من حيوية الشباب. ولكن هذه الصورة السعيدة والجميلة خلفها قصة مؤلمة.. حقنت أمي نفسها بالفيلر وإبر النضارة استعدادا للسفر إلى باريس لحضور أسبوع الموضة مع صديقاتها وبعد رجوعها من باريس بدأت تحس بالتعب والخمول، هذه أعراض السفر مع الصديقات لحضور عروض الكوتور والتسوق والسهر مع خبراء ومصممي الأزياء والحديث عن الموضة، الذي لا يمل، فلا داعي لدعوة طبيب العائلة للكشف على حالتها فمجرد ما أن تتناول الحبوب المسكنة سيختفي كل الألم. مر الأسبوع الأول بعد الرجوع من السفر والألم والخمول والغثيان في ازدياد، قلق أبي على حالتها استدعى الطبيب للكشف وبعد الكشف قال لأبي احتمال أن تكون زوجتك «حامل»، لازم تعمل كشف حمل، هذا الخبر كان غير مرحب به، ذهبا للمستشفى وفحص السونار وأشعة دوبلر كانت توحي بأن الجنين سليم ولا داعي للقلق، اطمئنوا. أمي كانت لا تريد الحمل فأهملت الأدوية ولا تبالي بالجنين الذي تود أن تجهضه، المضحك في الموضوع أن أمي عضو مؤسس لجمعية حقوق الطفل بالمدينة وأبي هو الممول لهذه الجمعية. ولدت أمي لسوء الحالة الصحية في الشهر السابع، ولدت طفلا مشوها، الأطباء يتوقعون موته وأمي وأبي لم يكترثا لتوقعهم فهما يتمنيان ذلك. يبدو أن الطفل متعلق بالحياة فقد عاش وخاب ظن الأطباء، استدعوا والديّ لاستلامه، استلموه درءا للفضيحة أن يقال تخلوا عن ابنهم، سموه (متعب) كناية على أنه متعب في حمله ووضعه وتحملهم لدمامة وجهه وعيوب خلقه. فلم يدرس في مدارس إخوته ولم يلبس كلبسهم ولم يسافر معهم ولم يعش كإخوته لأنه ضحية إهمال، لم يجرب ولم يغامر سوى مغامرتين، وهاتان المغامرتان الوحيدتان في حياته ستكونان الأخيرتين، المغامرة الأولى أنه كتب قصته وأخبركم من خلف تلك الصورة، والثانية أنني سأشرب السم كعصير الانتصار. توقيع ابنكم المُتعب متعب