أنا فتاة تونسية لم أتجاوز بعد "ربيعي" ال22. هذه قصتي مع حمل غير شرعي سكن احشائي هو الأول بعد مغامرة عاطفية. درست حتى السنة الثانية من المرحلة الثانوية، ثم انقطعت لأمد يد المساعدة لأبي. عائلتي متوازنة، والداي متفاهمان رغم شح مواردنا المالية. عملت في مسقط رأسي أربع سنوات ثم انتقلت الى محافظة صفاقس حيث عملت في مشغل لصنع الحلويات لمدة سنة واحدة. تعرضت لحال إغماء، فحملت الى المستشفى حيث اخبرني الطبيب أنني حامل وفي الشهر الرابع. صدمت وخفت من امي وأبي، من عائلتي والمحيط الذي اعيش فيه. ففي تلك المدينة الصغيرة كل الناس تعرف كل شيء عن كل الناس. خفت العار والفضيحة. فكرت كثيراً في الانتحار، وحاولت أن اتناول جرعات مضاعفة من دواء أو مبيد الحشرات. شعرت باليأس والإحباط وخسرت كل شيء: عملي ومساعدة والدي، والأهم من ذلك اني فقدت الى الأبد تلك اللحظات، أجمل لحظات العمر: تحضير جهاز العروس، العرس وتصديرة العروسة، حفلة الزفاف والمدعوون وكاميرات التصوير ووشوشة النساء عن الفارق بين العريس والعروس وهما على منصة حفلة الزفاف. خسرت كل ما تحلم به اي فتاة في العالم قبل الزواج. تملكني هذا الشعور باليأس الى اليوم الذي قررت فيه مصارحة والدتي، ورويت لها كل شيء. فالأم تتفهم أكثر. وعلى رغم وقع الصدمة عليها استغربتُ رباطة جأشها. فهي قالت "يا ابنتي اللحم إذا فسد ليس له سوى أماليه، يعني اهله وعشيرته". سترتني وكذبت على ابي وعلى الناس جميعاً وقررت إرسالي الى العاصمة تونس، حيث لا أحد يعرفني والكل غارق في مشكلاته، على أن أعمل ثم أضع الطفل وأحيله على المركز الوطني للأطفال غير الشرعيين ثم اعود الى المدينة وكأن شيئاً لم يكن. اليوم أنا في الشهر الثامن من الحمل، انتزع عني الخوف، ولن أتبع نصيحة امي. فهذا الجنين في بطني هو الأمل الوحيد لي في الحياة، طفلي هو الأمل وربما يعترف به والده وتنتهي المشكلة. لقد خسرت كل شيء الآن. أبي ثم أمي وعائلتي ومدينتي. ابني القادم هو هويتي الجديدة ولو عشت في الشوارع. أتحسر الان على ليلة الزفاف والحنّاء ومهر العروس. تونس - نرجس ... 22 عاماً