في آخر العقود مع لاعبين أقل من ربع موهوبين محليين، مقارنة بمهارات وبرامج احتراف اللاعبين العالميين ، بلغ دخل أحد اللاعبين وفقاً للعقد المبرم معه مؤخراً ما يقارب 25 ألف ريال يومياً . هذا المبلغ اليومي هو ناتج العقد المبرم مع اللاعب لمدة ثلاث سنوات ونصف، المسألة لا علاقة لها باللاعب سوى الجانب المهاري فيه، أما بقية الأخطاء وعلامات الاستغراب فهي تتجه باتجاه بوصلة الخراب، أولها إدارات الأندية الرياضية ممثلة بأعضاء الشرف والداعمين وثانيهما للرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بالاتحاد السعودي لكرة القدم أو أي إدارة لها علاقة مباشرة باحتراف اللاعب السعودي وبرامج الاحتراف وعقود اللاعبين وامتيازات اللاعب السعودي. من أين تأتي كل هذه المبالغ المُبالغ فيها لشراء عقود اللاعبين ؟ ما مصادرها ، وهي تذهب للمنافسة من أجل شراء خدمات لاعب احترف خارجياً وكان احتياطاً رابعاً لقلب دفاع فريقه حسب تعليقات وآراء الجماهير الرياضية؟ولماذا أصبح لاعباً بربع موهبة يفاوض ناديه لتصل المبالغ إلى هذا الحدّ في احد اللقاءات مع لاعب دولي سابق وهو لاعب حقق مع ناديه ومع منتخب بلاده ألقابا مختلفة قال ان زمن الهواة كان أقصى مبلغ يدخل لحساب اللاعب شهرياً لا يتجاوز بأي حال من الأحوال 20 ألف ريال، ومع ذلك كانت الرياضة السعودية وقتها في أعلى مستوياتها . من أين تأتي كل هذه المبالغ المُبالغ فيها لشراء عقود اللاعبين ؟ ما مصادرها ، وهي تذهب للمنافسة من أجل شراء خدمات لاعب احترف خارجياً وكان احتياطاً رابعاً لقلب دفاع فريقه حسب تعليقات وآراء الجماهير الرياضية؟ ولماذا أصبح لاعباً بربع موهبة يفاوض ناديه لتصل المبالغ إلى هذا الحدّ ( أعلن عن عقد لأحد اللاعبين المنتقلين حديثاً بمبلغ 500 ألف ريال شهرياً قيمة العقد فقط ولم يعلن الراتب الشهري للاعب ) ! الجزء الذي تتحمله إدارات الأندية أن مصادر التمويل التي تدفع بهذا الشكل المبالغ فيه بشكل مفزع وهي جزء من الإدارة وغالباً أعضاء شرف أو رؤساء أن مصادرها في الغالب تأتي من منطقة تتمتع بثراء فاحش واستثناءات وامتيازات وربما من فساد مالي، يسوّغ لها أن تدفع على منافسة في شراء لاعب كل هذه المبالغ المرعبة . هناك أعضاء شرف دخلوا لمجالس بعض الأندية وعرف عنهم أنهم مضاربون في سوق الأسهم، هذا حقّهم مادامت الأنظمة تسمح بذلك، ومادام أن ممارساتهم سواء في سوق الأسهم أو في «سوق» الرياضة لا تخالف القوانين إن وجدت، لكن السؤال ماذا يضر مضارب يمكن أن يبتلع ما يقارب شراء عقد لاعب بصفقة يوم واحد أو يومين ؟ الإجابة لا شيء يضره بما أن المنافسة في الميدان الرياضي تحوّلت أخلاقياتها إلى ميدان المبالغة في التعصب والإعلان عنه. المتابع للوسط الرياضي من معلقين ومحللين يقرأ أن هناك حالة عدم رضا لكنها تأتي في سياق «خناقات» بين متنافسين متعصبين تخلوا في معظم أحيانها من الموضوعية في التعامل مع أوضاع الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم إذ أن بقية الرياضات تم نسيانها تماماً مع أن بعض الدول تنافس عالمياً وتضع اسمها واسم أبطالها من خلال بطل رياضي واحد يتم اعداده ليحل محلّ هذه الجيوش التي تتمتع بنصف مهارة من أجل التعصب وإرضاء أثرياء الكرة ومنافساتهم في الأرقام المفزعة، ألعاب القوى مثلاً وأبطالها العرب (المغرب، الجزائر،قطر ) . كرة القدم السعودية تتخلى الآن ومستقبلا عن الموهبة وتتخلى عن المنافسة الأخلاقية وتتخلى عن المهارة وتتخلى عن المتعة وتصنع جمهوراً معطوباً يركض خلف الصفقات والانتقاص من أداء الأندية الأخرى من خلال شتائم المدرجات وأيضاً يحدث ذلك بأقل من ربع موهبة لدى اللاعب السعودي. والسبب ؟ لا أجد سبباً للتكرار. Twitter:@adel_hoshan