أكد د.خالد التركوي أستاذ حديثي الولادة بمستشفى الملك خالد الجامعي بمدينة الرياض أن آخر الإحصاءات المتوافرة عن نسبة الأطفال الخدج (ناقصي النمو) نتيجة الولادة المبكرة وبالتحديد قبل بلوغ 37 أسبوعا في الحمل بالمملكة تبلغ حوالي 7 إلى 12 بالمائة من إجمالي عدد المواليد، والذي يبلغ سنويا نحو 574 ألف طفل، في حين تبلغ هذه النسبة عالميا ما بين 2 إلى 10 بالمائة. وبين التركوي أن نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة بالمملكة (أي الطفل الرضيع في أول 4 أسابيع من الحياة) حوالي 30% بالمائة، أما السبب الرئيسي الثاني للوفاة فهو الإصابة بالالتهاب الرئوي تحت سن 5 سنوات منوهاً الى أن مرض الالتهابات الرئوية والتي هي عبارة عن فيروسات تصيب الأطفال وتكثر عادة في فصل الشتاء ينتج عنها وفيات تبلغ حوالي 80 بالمائة، لذا فإن المضاعفات الناتجة عن الولادة المبكرة يمكن أن تؤدي إلى وفاة الطفل خلال الشهر الأول من عمره. وشدد التركوي على أن الرضاعة الطبيعية للطفل الخديج من أهم العوامل التي تزيد من المناعة لديه، بل تزيد من نسبة الذكاء، كما تقلل كثيرا المشاكل الصحية التي يمكن أن يتعرض لها وخصوصا الالتهابات الرئوية وفقر الدم، واليرقان، والالتهابات الناتجة عن الجهاز المناعي غير الناضج، والتهاب الأمعاء الناخر، واعتلال الشبكية، والشلل الدماغي، والنزف داخل البطيني، وتلين بيضاء الدماغ المحيطة بالبطين، والتخلف العقلي وصعوبات التعلم. وأوضح الدكتور خالد التركوي، أن نسبة النقص في الوعي لدى الآباء والأمهات حول المخاطر الصحية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال تصل على مستوى العالم إلى نحو 42% ، وبالمملكة حوالي 50%، خصوصاً إذا علمنا أن هناك ما نسبته 40% من الأمهات يجدون صعوبة في ارتباطهم بأطفالهم الخدج أكثر من ارتباط نظرائهم بالأطفال الطبيعيين، منوهاً بأن زيادة الوعي والتعليم للعائلات الذين لديهم أطفال ناقصو النمو، من خلال عقد لقاءات توعوية دورية للآباء، إضافة لنشر تقارير منتظمة من قبل متخصصين في وسائل الإعلام المختلفة حول سبل العناية بهؤلاء الأطفال ربما قد يساعد الأسر في كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال. وأشار أستاذ حديثي الولادة بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض إلى أن ارتفاع مستوى الخدمات الصحية بالمملكة خصوصا في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات والمراكز الصحية الرئيسية أسهم كثيرا في خفض نسبة الوفيات بين الأطفال الخدج بالمملكة لتكون قريبة جدا من النسب العالمية. وذكر التركوي أنه وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن معدلات الولادة المبكرة تتزايد بشكل مستمر في جميع البلدان تقريبا حيث تبلغ نسبة الخداج في جميع أنحاء العالم حاليا حوالي 10٪ أي ما نسبته 12.9 مليون ولادة سنويا. منوهاً إلى أن أعلى معدلات الخداج تتواجد في أفريقيا وأمريكا الشمالية بنسبة 11.9٪ و 10.6٪ على التوالي. وأوضح التركوي أن منظمة الصحة العالمية بدأت اعتباراً من العام الماضي 2011 في إيلاء اهتمام أكبر بهذا الموضوع. يذكر أن يوم أمس السبت قد افتتحت فعاليات اليوم العالمي لرعاية الأطفال الخدج للمرة الأولى بمدينة الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود افتتحتها نيابة عنه صاحبة السمو الملكي الأميرة عريب بنت عبد الله بن عبد العزيز، والذي يصادف يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام حسب منظمة الصحة العالمية بهدف التوعية برعاية الأطفال الخدج، وقد انطلقت بعض الورش التثقيفية يوم أمس بهدف الحد من انتشار الولادة المبكرة للأطفال وسبل الوقاية والعلاج والرعاية لهم من خلال زيادة الوعي لدى الآباء والأمهات كحل سحري لتقليص عدد الولادات المبكرة بالمملكة.