عندما يطرق الشتاء على أبواب العالم، يسارع الناس إلى الاختباء داخل غرفهم أو بجانب المدفأة ليحتموا من لسعات البرد القارسة والتي تخترق الجلد واللحم لتصل إلى العظم في أحيان كثيرة. والنسبة العظمى من الناس تتبختر بأفخر اللباس الصوفي والفرو وغيره من الألبسة التي تحمي جلودهم (الناعمة) من البرد، ولكن ما حال الذين لا يجدون باباً يوصد على منازلهم ليقيهم هبات الهواء الشديد البرودة، ما حالهم وهم لا يملكون قرشاً يشترون به اليسير من الطعام لتدفئ بطونهم، ما حالهم وهم لا يعرفون معنى للأسرة الفارهة والبطانيات الصوفية التي ننسدل أسفلها كلما شعرنا بقرصات الجو. فمابين مشفق ودال على الخير وفاعل له، أبرز الشباب والشابات تفاعلهم مع «كسوة الشتاء» خصوصا أن هناك الكثير من المتعففين الذين حرموا أنفسهم وعيالهم من معونات الجمعيات الخيرية بقصد أو بدون قصد، وزاد التفاعل عندما قام بعض الشباب بزيارات لبيوت المتعففين وثقوها بالصور مما حدا ببعض المؤمنين الأخيار لطلب أرقام الاتصال المباشرة لرب الأسرة حتى يستطيعوا مساعدتهم ابتغاء مرضاة الله عز وجل. نواف الصويغ أحد الشباب الذين قاموا بزيارة للأحياء الفقيرة وانصدم من واقع حال بعض الأسر المتعففة فقام بوضع بياناتهم في الهاشتاق «كسوة شتاء»: اليوم قمت بزيارة لعدد من الأحياء الفقيرة ووجدت أسراً فقيرة متعففة ونرغب في مساعدتها. وللحث على المساعدة وإيثار نفس المؤمن لأخيه المؤمن ولو بالقليل فالحياة مشاركة مابين اثنين فأكثر، ومن هذا المنطلق الواعي دفعت صوفي أحمد طاقة إيجابية بنفوس الشباب قائلة: حتى من يملك بطانيتين عليه أن يتصدق بإحداهما حالاً، مؤسف والله مايحدث في الأحياء الفقيرة. عندما يطرق الشتاء على أبواب العالم، يسارع الناس إلى الاختباء داخل غرفهم أو بجانب المدفأة ليحتموا من لسعات البرد القارسة والتي تخترق الجلد واللحم لتصل إلى العظم في أحيان كثيرة ولكن ما حال الذي لا يجدون باباً يوصد على منازلهم ليقيهم هبات الهواء الشديد البرودة وكما للشباب دور كان للكبار أيضا دور آخر في إفشاء فكرة كسوة الشتاء وتعزيزها فمحمد المطرفي يعتقد بأن المعلم هو أكثر الناس استطاعة على معرفة المتعففين من الفقراء والمساكين بحكم تواجده اليومي مع الأطفال بمختلف فئاتهم الغني والفقير: هنا يظهر دور المعلمين والمعلمات في البحث بستر عن هؤلاء المحتاجين داخل المدارس وإرشاد أهل الخير عليهم. أما علي العرف فشكر وهنأ الشباب على هذه البادرة ليست مستغربة على شبابنا موجها لهم عميق امتنانه: شكرا لمن يلتمس حاجات الفقراء والمساكين المتعففين كم من الدعوات الصادقة سيتلقاها منهم فهنيئا له بهذا الدعاء الصادق على عمله. أما أحد الشباب والذي أطلق على نفسه «كسوة الشتاء» فأخذ على نفسه عهدا بتوفير كسوة الشتاء بمبلغ رمزي لكل من أراد أن يساعد وأعلن أنه على أتم الاستعداد أن يوفر كسوة الشتاء بأي عدد وهي مكونة من بيجاما وقبعة وشراب وقفازات لسعر 20 ريالاً فقط، «ملابسك القديمة هي جديدة بالنسبة لهم فاحرص على التصدق بها عن نفسك وأهل بيتك» هذه نصيحة سيف المصباح لإخوته القائمين على الحملة والمشاركين بها وهي نصيحة لا تقدر بثمن ولا توزن بذهب فالكثير من الشباب يلبسون أفخر الثياب للبسة أو لبستين ومن ثم تركن في أحد زوايا الأدراج فالتصدق بها أولى وأجدر وهو طلب لرضا الرحمن ومساعدة لأخ وإنسان. وكما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم (الدال على الخير كفاعله) فأخذ فهد على عاتقه إيصال أسماء وأرقام هواتف الشباب والشابات والذين يقومون بتقديم المساعدة لنجاح الحملة في مختلف مناطق المملكة. وقد طالب الكثير من المغردين بوضع أرقام الجمعيات الخيرية وطرق التواصل معها وتحويل المبالغ إليها ليستفيد أكثر عدد من الناس من أجر المساعدة. وقد أمر الله جل وعلا المؤمنين بالزكاة والصدقة طاعة لأمره وامتثالا لأوامره إذ قال عز ثناؤه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ)، (البقرة:267)، وتطهيرا للمؤمن وتزكية له (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، (التوبة:103)، ومضاعفة لحسنات المؤمن (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، (البقرة:261).