رعى الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان أمس حفل توقيع عقود الإنشاءات والتوريد لمصفاة وفرضة جازان. وتقدّر القيمة الإجمالية لمشروع المصفاة ب26 مليار ريال، وتبلغ طاقتها التكريرية والفرضة البحرية التابعة لها 400 ألف برميل في اليوم. وحضر التوقيع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، والأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار رئيس مجلس إدارة هيئة المدن الاقتصادية المهندس عبداللطيف بن أحمد العثمان، ورئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح.وقام بتوقيع العقود من جانب أرامكو السعودية خالد أبوعينين، مع ممثلي ثماني شركات أخرى محلية وعالمية متخصصة في الإنشاءات والتوريد، هي كل من: مجموعة عبدالعالي العجمي، وشركة بتروفاك العربية السعودية المحدودة، وشركة هيونداي العربية المحدودة، وهانوا إنجينيرنق آند كونستركشن كوربوريشن، وجي. جي. سي. كوربوريشن، وهيتاشي بلانت تكنولوجيز ليمتد، وإس كي إنجينيرنق آند كونستركشن، وتكنيكاس روينداس.وقال الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان: "إننا نرى اليوم تحقق الرؤية الاستراتيجية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» لمنطقة جازان على أرض الواقع من خلال هذا المشروع العملاق لأرامكو السعودية، والذي نرجو أن يكون فاتحة خيرٍ لمشاريع أخرى في مدينة جازان الاقتصادية. كما أقدّم باسمي وأهالي منطقة جازان أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من اهتمام ومتابعة لتنمية منطقة جازان لتتبوّأ مكانتها الاقتصادية على الصعيدَين المحلي والإقليمي، كما أحيّي جهود وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة أرامكو السعودية في الانطلاق بهذا المشروع".وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي: "إن إنشاء مصفاة وفرضة جازان يأتي تحقيقًا لرؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله»، حول سُبل ضمان التنمية المتوازنة لمختلف مناطق المملكة، وتزويد منطقة جازان وعسير ونجران وغيرها باحتياجاتها من المواد البترولية، وستسهم في تنمية منطقة جازان والمدينة الاقتصادية فيها". من جانبه، عدّ الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية، مشروع إنشاء مصفاة وفرضة جازان ومحطة الكهرباء ذات الكفاءة العالية داعمًا للنشاطات الصناعية في منطقة جازان، وقال: "سيكون هذا المشروع بمشيئة الله في هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب بمثابة قاعدة جديدة في المملكة للصناعات التحويلية والمساندة، ومصدر إضافي للوظائف لسكان المنطقة، وسيقدّم بمشيئة الله ميزة تنافسية للمدينة، من خلال توفيره إمدادات كافية من المواد الخام والطاقة في المنطقة".وأكد محافظ هيئة الاستثمار أهمية هذا المشروع الحيوي والمهم وانعكاساته الإيجابية على مدينة جازان الاقتصادية كونه يمثل حجر الزاوية وعامل جذب حقيقي لاستقطاب مزيدٍ من الاستثمارات للمدينة الاقتصادية وللمنطقة بشكل عام، وقال: "إن العمل جار لوضع الخُطط اللازمة لتسريع وتيرة عمل البنية التحتية للمدينة الاقتصادية لتتمكّن من جذب استثمارات صناعية وخدمية توفر فرص عمل ملائمة لأبناء المنطقة وتشكّل نواة لنشاطات اقتصادية متنوّعة». كما أوضح رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن مصفاة جازان المزمع إنشاؤها ستوفر منتجاتٍ بترولية سيتم توجيهها واستغلالها لتعزيز تلبية احتياجات المملكة المتزايدة من المواد المكررة، وتوفير كمياتٍ إضافية لتغطية الطلب المحلي، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية من المملكة، بينما سيتم تصدير الفائض منها إلى الأسواق العالمية. وقال الفالح: "إن مشروع مصفاة وفرضة جازان سيوفر أكثر من ألف وظيفة مباشرة، وأربعة آلاف وظيفة أخرى غير مباشرة". وأضاف أيضًا: "سيتم إنشاء فرضة بحرية تابعة للمصفاة تتكوّن من عددٍ من الأرصفة البحرية لإمداد المصفاة بالنفط الخام ولمساندة أعمال تصدير المنتجات المكررة". وأشار إلى أنه من أجل تكامل هذه الجهود، تعكف أرامكو السعودية حاليًا على تطوير محطة كهرباء هناك تعمل بتقنية الدورة المركبة للتوليد، حيث ستقوم مصفاة جازان بتزويد المحطة بأكثر من 90 ألف برميل يوميًا من رجيع التقطير الفراغي لإنتاج نحو 2400 ميجاواط من الكهرباء، بينما ستقوم محطة الكهرباء بتزويد المصفاة بالهيدروجين والماء والطاقة الكهربائية. وتملك أرامكو السعودية حاليًا أربع مصافٍ داخل المملكة لصالح السوق المحلي بطاقة تكرير مشتركة تبلغ مليون برميل يوميًا. كما تملك أرامكو السعودية أيضًا 50 بالمائة من مصفاتين أخريين داخل المملكة هما: مصفاة أرامكو السعودية موبيل بالشراكة مع شركة إكسون موبيل في ينبع (سامرف)، ومصفاة أرامكو السعودية شل بالشراكة مع شركة شل في الجبيل (ساسرف). وتزيد الطاقة التكريرية المشتركة لهاتين المصفاتين على 700 ألف برميل في اليوم.إضافة إلى ذلك، تملك أرامكو السعودية حصة في مصفاة بترورابغ ، والتي تبلغ طاقتها التكريرية 400 ألف برميل في اليوم. وبذلك يبلغ إجمالي طاقة التكرير المحلية في المملكة أكثر من مليوني برميل في اليوم.من جانب آخر، تعمل أرامكو السعودية على إنشاء مصفاتين في كل من ينبع والجبيل، تبلغ الطاقة التكريرية لكل واحدة منهما 400 ألف برميل يوميًا، وهما مصمّمتان لتكرير الأنواع الثقيلة من الزيت الخام للتصدير الخارجي.وتقع مصفاة جازان على ساحل مدينة بيش في قلب مدينة جازان الاقتصادية، وستقام على مساحة 12 كيلو مترًا مربعًا، وفور الانتهاء من مشروع مصفاة وفرضة جازان في أواخر عام 2016م سيتم معالجة 400 ألف برميل من الزيت الخام العربي الثقيل والمتوسط لإنتاج الجازولين والديزل ذي المحتوى المنخفض جدًا من الكبريت، والبنزول، والباراكسيلين.