في جو من الودّ والحميمية واستحضار الفلكلور الجازاني شعراً استقبل نادي المنطقة الشرقية مساء الأحد الماضي اثنين من شعراء منطقة جازان وهما الشاعر علي الأمير والشاعر عبد المحسن يوسف في أمسية أدارها عضو مجلس إدارة النادي الشاعر طلال الطويرقي، وحظيت بحضور جمهور من المهتمين تقدمهم مدير عام الأندية الأدبية عبد الله الكناني ورئيس النادي خليل الفزيع. ابتدأ الطويرقي الأمسية بتقديم مسهب للشاعرين ثم قدم لليوسف المولود في جزيرة فرسان الذي بدأ الجولة الأولى بقصيدة «الأرض ضيقة وواسعة قلوب النّاس»، ثم قرأ في الجولة الثانية عدداً من النصوص القصيرة منها : بضّة، القصيدة، مغادرة، هي، مطاردة، جمر، غناء، في الظلام ، صحابي، تحديق، وقرأ يوسف في الجولة الثالثة والأخيرة قصيدتي «ذكرى»، و «أمي التي تنهض في الفجر مثل العصافير» التي قال فيها : وأمي التي تنهض في الفجر مثل العصافير .. تعدّ لنا الخبز والنور والأمل الغضّ والقهوة الساخنةْ هي الآن في القلب، في حجرة القلب، تثوي، وقد تنحني كي ترى الخيط والنور والإبرة الفاتنةْ هأنا الآن أبصرها مثلما كنت أبصرتها في مرايا الطفولة والحزن، مطفأةً داكنة .. وإنّي أرى كلّ ما قد رأيتُ أرى الآن قنديلها بالجوار يكافحُ ... مثل المحارب عتمتها، دمعها ذبول الأماني القديمة والذكريات السقيمة طيف الخريف البطيء يحطّ على هدبها بخطىً واهنةْ تحوكُ الطواقي لرأس أبي، للشقيق الكبير، لرأس الذي جاء قبلي ولي، .. ثمّ تصرُخ مكروبةً : « آمنة أما آن أن تحملي العبء عنّي» .. لأنّي وخرساء تجلس قرب يديها الشقيقة كالدمعة الآسنة. أمّا الشاعر علي الأمير فقد قدّم له الشاعر طلال الطويرقي مقدّمة تفيد بأنه كان طالباً بين يدي الأمير في مراحله الأولى يتذكّر بياض الطباشير على يديه ويتذكّر ترنّمه بأبيات شعر لأمير الشعراء شوقي حدّ انفصاله عن حجرة الدرس. بعدها القي صاحب ديوان « بوصلة واحدة لا تكفي» قصيدة « أرح جوادك أولاً « ثم قرأ الأمير في جولة ثانية قصيدتي « شغاف» و « عَبَسَ النخيل»، وفي الجولة الأخيرة قرأ الأمير قصيدة « المغنّي» التي جاء فيها : قد أكون المغنّي .. ولكن أقول ولكن لأني .. أخاف إذا ما ملأت البلاد بفنّي سفكتم علانية حسن ظنّي إذاً .. لن أغنّي .. وإن ندّبتني إليها العيونْ وثار حريقاً بقلبي الفتونْ سأختار لي بين حمّى الفنونْ وبرد الجنونْ بلاداً تذوب على جمرها الرّوحُ لكنها لا تخونْ لأنّ الغناء هجير البلادْ .. وما لقّنتني العصافير ليس سوى صرخة بالمداد .. وزلزلة للقلوب التي لا تكون سوى سلّة للظنون وحين أغنّي .. إذا الأرض قد كسرت أفق فنّي أسير .. وليس على الأرض أكبر منّي. وختمت الأمسية التي امتعت جمهور الحاضرين بابداع شعري ثري بتقديم مدير عام الأندية الأدبية عبد الله الكناني الدروع التذكارية للشاعرين الأمير ويوسف.