استمتعت - كمواطن - وأنا أجوب بعض شوارع المنطقة الشرقية بكمية التغييرات والتغيّرات المستحدثة في شوارعها وأماكنها العامة. وسررت حتى ملّ السرور من سروري جراء التحديثات السريعة التي يلمسها مواطن الشرق في منطقته. إلا إنني وفي لحظة الاستمتاع تلك جالت الذاكرة بي فتذكرت صورة هذه المنطقة خلال زياراتي المتقطعة لها قبل أن أستوطن ساحلها الهادئ قادما من عروس ساحل مملكتها الغربي قبل سيهات ثلاث. ولعل مما انطبع في الذاكرة آنذاك هو: وجه الشبه الكبير بين المنطقة الشرقية وبقية مناطق المملكة قاطبة من حيث كلاسيكية الشوارع الملتحفة بخطوطها البيضاء والصفراء المتقادمة. وإناراتها المتجمدة في قوالبها الفرعونية. وعواجيز أشجارها التي تبعث الاكتئاب من مكامنه وتحييه..هذا إن كان ثمّة من أشجار تُذكر !!. كما وأتذكر تماما الحسرة التي خالجتني في ذلك الوقت وأنا أرى مناطق مملكتنا الحبيبة وعلى رأسها عاصمة النفط (المنطقة الشرقية) في مؤخرة ركب المدن الحضارية إن لم تكن في مقدمة مدن العالم الثالث المتخلفة. ولعله السبب الدافع الذي قادني آنذاك لأسطّر مقالات حول هذا الشأن - أسوة ببقية الأقلام الوطنية- تدعو إلى صحوة الضمير لدى أمانات المناطق كان على رأسها مقال: (اليتيمة يا أمناء المناطق) والذي نشرته اليوم بتاريخ 20/03/2009م . لقد كان حلما ومازال أن نرى مدن ومحافظات المملكة تعانق الثريا حضارة. وتلثم العيّوق جمالا وبهاءً .. ولِمَ لا ؟! وأماناتها تملك أغزر الميزانيات في العالم. ولدينا من العقول المبدعة ما تعجز بلدانا متقدمة من أن تنجب مثلهم أو هي قد عقمت. وفي هذه الأيام وفي المنطقة الشرقية بالتحديد، ونحن نأخذ الدمام عرضا وطولا. أو الخبر شرقا وغربا وسواهما من مدن المنطقة نرى انبثاق نور أحلامنا يؤذن بالسطوع، أو هو آذن . وأصبحنا نلمس مدى التطوّر في البنية التحتية لهذه المنطقة. ورأينا الإخراج البديع - نوعا ما عما سبق - في قوالب الإنارة مثلا، والمناظر الطبيعية المتناثرة هنا وهناك. وعليه نستطيع القول باطمئنان: أن أعصاب أعيننا بدأت تسترخي قليلا مع نوعية بعض الأشجار، والأزاهير المزروعة بين جنبات الطرق وفي جزرها. هذا ومازلنا في ألف باء الواجب المناط.. ونطمع لما تبقى من الواجب الذي لم نر بعد إلا الخمس منه. لقد بدأت المنطقة الشرقية تسير في الاتجاه الصحيح في التطور، والتطوير. وستصل بإذن الله إلى مكانتها اللائقة بها كعاصمة للنفط وعروس للخليج إذا ما واصل المسئولون المسير في طريق التطوير وبوتيرة أسرع. وحرصوا كل الحرص على اختيار العقول الابتكارية لتبتكر لنا من الأفكار أكثر مما نستنسخ. وإذا ما شاركوا في تفجير ما تحت أيديهم من الطاقات الإبداعية، وفتحوا لها المجال بعيدًا عن المركزية المتحجرة. ومنسجما مع ما ذُكر فإن اهتمام الأمير محمد بن فهد في المنطقة وجائزته السنوية لأجمل مدينة ومحافظة جاءت في وقتها المناسب. ولعلهما السببان الداعمان لتطور المنطقة في الآونة الأخيرة كما أعتقد ... دمتم بخير. [email protected]