ربما توافقني عزيزي القارئ الرأي أن أصعب خطوة في مشوار العمل الحر هو قرار خوض ذلك المجال من عدمه، فعنده تدور الحوارات وتكثر الأسئلة وتتردد الأذهان وتحار العقول، إلا أنه ما يمكنني قوله بشأن ذلك ان المفصل في هذا ومربط الفرس هو بمقدار العزم والطموح والإرادة الصلبة، والرغبة الجادة، ومن هنا فإن حديثنا هذا اليوم هو عن افكار متناثرة تكشف للقارئ وتستعرض له مدى ملاءمته للعمل الحر، وكيف هي العوامل الرئيسية التي قد تؤدي به إلى نجاحات متوالية، أو عثرات قاصمة!. لعله من المناسب قبل الخوض في معايير مناسبة الشخص للعمل الحر من عدمها أن نعرج حول سؤال ربما يتبادر عن العمر المثالي لبداية العمل التجاري؟ إن نتائج الإحصائيات الصادرة من جامعة واشنطن الشهيرة تشير إلى أن العمر لا يعد ألبتة عاملا مهما في تحديد ما إذا كان الشخص المعني مؤهلا لأن يكون رائد أعمال من عدمه، وإن كان معهد كوفمان العالمي قد أشار إلى أن معدل أعمال رواد العمال يقدر ب 39 سنة في تراوح كبير يعطي هذا العامل قدرا من المرونة ومساحة من الفرصة. إن إيمان الشخص بفكرة تجارية ما، كفيل بأن يدفع بالمشروع إلى مراحل نجاح متقدمة، وعن هذا المفهوم تكون رسالتي لصاحب المشروع أن يحرص أن يطرح ما لديه من أفكار لأشخاص مستقلين، لا تجمعه بهم علاقة قرابة أو حميمية صداقة.. نعود إلى فكرتنا الرئيسية بسؤال جوهري تبنى عليه تخمينات عدة لجاهزية الشخص للعمل من انتفائها، ذلك هو سؤال فكرة المشروع وبلورة أبعادها؟ إن إيمان الشخص بفكرة تجارية ما، كفيل بأن يدفع بالمشروع إلى مراحل نجاح متقدمة، وعن هذا المفهوم تكون رسالتي لصاحب المشروع أن يحرص أن يطرح ما لديه من أفكار لأشخاص مستقلين، لا تجمعه بهم علاقة قرابة أو حميمية صداقة، حتى يتحصل منهم على آراء بعيدة عن المجاملة عن فكرة قد تكون في كثير من الأحيان خطوة المشروع الأولى، للتطور، أو التدهور!. سؤال آخر جوهري يتمحور حول وجود شريك أو شركاء إستراتيجيين لمشروعك الذهبي؟ إن رحلة العمل التجاري هي تجربة وحيدة سيشكل وجود شريك مكمل لك بالمهارات والخبرات إضافة نوعية قوية، ودعم معنوي كبير. أمر آخر يمكن أن تقيس به حاجتك للعمل الحر واختلافها لك عن غيرك هو ذلك الانطباع العام المصور في مخيلتك الذهنية عن العمل الوظيفي، ومدى سأمك من رتابة الدوام اليومي، والالتزام القطعي. إن مقدار ضجرك من روتينك الحالي إضافة إلى تركيبتك الشخصية التي تطغى على الروتين التنظيمي ربما تشكل دافعا وميزة تفاضلية تخولك إلى خوض غمار العمل التجاري بجاهزية أكبر، وحاجة أظهر. إن ما سبق لا شك أنها معايير شخصية تتفاوت في تقديرها بين ذلك الشخص من صاحبه، إلا أنه قطعا تبقى هناك عوامل أخرى تشكلهما البيئة والمجتمع ودورهما المفصلي في تحفيز العمل الحر بعقول الشباب، والذي به وبدعم آخر مادي تمثله مراكز التمويل المختلفة يمكن لشرائح متعددة من أجيال الوطن صنع المعجزات، وإحداث النقلات!.