لدي أربعة أصدقاء «مهابيل مشاريع» وأنا الخامس الذي يكمل شلة المهابيل! هذه الشلة من سوء حظي أني «أتزعمها» وأجلس على كرسي رئاستها منذ نشأتها، دائما منبع الأفكار من «جمجمتي» ليس لأني ذكي أو عبقري، معاذ الله! لكني من كثرة الفراغ والقراءة والاختلاط أعني الاختلاط «بعقول البشر» فلدي صداقات مع مختلف الأعمار بداية من أحبابي الأطفال ونهاية ب «العواجيز» مصدر الخبرة والحكمة. وعندما أمزج أحلام الأطفال وخيالهم الواسع مع حماس الشباب وتطلعاتهم وأدخلها على خبرة وحكمة العواجيز ثم أعيد صياغة تلك الأفكار مع قراءاتي وأبحاثي ومع كل المشاكل التي تواجهني، وأستمر في عصف ذهني حتى تخرج لي أفكار كثيرة، وهذا هو السر في توالد الأفكار لدي!. هذه الأفكار بعضها يخرج كمشاريع ربما تموت منذ ولادتها، أو تولد مشوهة وبعد عدة عمليات وتعديلات تستمر في الحياة مرة أخرى، وبعضها تسرق بكل أدب، والبعض الآخر منها يكون غير قابل للتنفيذ؛ لذلك أقفل عليها بجمجمتي!. وهذه إحدى متعي في الحياة أعني «خلق الأفكار» والتحفيز على العمل والنجاح والاستمرار، لذلك كما قلت عن نفسي سابقا إني مجرد «خزان تجارب فاشلة».. لذلك كل نجاح لي أعود بالفضل فيه إلى سلسلة من التجارب الفاشلة، لذلك هذا الخزان مصدر رائع للتحفيز وخلق أفكار جديدة. أنا أسميتهم بالمهابيل، لأني لم أجد صفة أخرى تناسب «جنونهم».. سأحدثكم عنهم واحدا واحدا. عبدالرحمن - طالب الإقامة: أوهايو نوعية المشاريع: متاجر تسوق أو مواقع خدمية بمقابل مادي. هو سلسلة متوالية لا تنتهي من الأفكار والمشاريع على الإنترنت، وجه إعلامي «لزقة»، ما فيه قناة فضائية ولا جريدة ولا ملحق يتكلم عن التقنية إلا طلع فيه ويشرح أفكاره وفكرة موقعه الأول «المركز العربي» ثم بعد بيعه اتجه للفكرة الأخرى وهي «المصدر» بعد أن غصت أنا وهو شهورا عدة لنخرج بفكرة الموقع وتقسيمه وبرمجته من الصفر، وهو باختصار يهتم بالبرامج حرة المصدر. بالمناسبة كان الموقع جاهزا كفكرة وبرمجة أولية قبل موقع «بديل» التابع لمركز التميز لأمن المعلومات الذي يلقى دعما من جامعة الملك سعود، لكن عبدالرحمن الكسول جدا في وقتها، كان منشغلا بدراسته وبعثته، لذلك مات المشروع ولم يحظ بأي خطوات تكميلية، وأنا راض جدا عن هذه الوفاة الطبيعية الرحيمة، لأن هناك منافسا قويا جدا ويحمل نفس الفكرة - أعني بديل -. ورغم قلة المواقع العربية التي تهتم بالمصادر الحرة وشرحها لكني أجد هذه الثقافة تنمو بسرعة، وأجد الكثير من «الأحرار» - أنا أسميهم دائما بالأحرار - يطورون كثيرا من البرمجيات الحرة العربية وهذا شيء مبشر. الآن عبدالرحمن غارق «لشوشته» في مشروع جديد أسماه youavenue وهو متجر للتسوق من أمريكا بسعر منافس جدا، والمطلوب مني في هذا المشروع أولا جانب تسويقي: كيف أجعل الشعب هنا يشتري ويتبضع ويدفع ويمدح في الموقع ويعطيه كل ثقته، والجانب الآخر كيف تجعل العميل يشتري ويدفع ويشحن مشترياته ويستلمها بكل سهولة، وهاتان النقطتان أعني «الثقة في الموقع وسلاسة وسهولة الدفع والشحن» هما اللتان تصنعان الفرق في سمعة المتاجر الإلكترونية. بكل تأكيد، المشروع يحتاج إلى كثير من العمل والتفكير وعبدالرحمن ما له حل! طلباته تذكرني بحماتي المستقوية: «لازم تعمل كذا وكذا وإلا أخذت منك البنت». ميزة العمل والتفكير مع عبدالرحمن: - يغرق في التفاصيل. - يعطيك الحرية الكاملة في العمل. - أحب استخدام أسلوب العصف الذهني معه، فلديه أحيانا أفكار ساذجة وتموت ضحكا. - يعطي الجانب الإعلاني والتسويقي كثيرا من وقته. - دائما قريب من فكرتي وبيننا نقاط مشتركة كثيرة. - يجمع معلومات بشكل ممتاز جدا عن المشروع وكل ما يتعلق به. - يستخدم لغة الأرقام كثيرا، وهي لغة الخطاب المفضلة لدي. - نفضل نفس الأفلام، الفريق، أنظمة التشغيل، هنالك تقارب ذهني كبير جدا. سلبيات العمل معه: - لا تعطه رقم جوالك، أو حاول تقول جوالي أنسرق والحرامي يقول لاعاد تتصل عليه!. - إذا استقبلت خمس مكالمات من خمس هواتف مختلفة كلها تحمل أرقاما مميزة، فاعرف أنه المتصل. - لحوح لدرجة التطفيش أحيانا. - يتكلم 55 كلمة في الدقيقة والمعدل في ارتفاع. - عديم الصبر وكسول جدا، قد يترك المشروع برمته إذا تأخر. - أحيانا «يشطح» بعيدا عن المشروع ويغرق في جزئيات سبق الحديث عنها. فهد - موظف الإقامة: الدمام نوعية المشاريع: جريئة وغالبا ما تحتاج إلى رأسمال عال جدا. «فهودي دومين» كما أحب تسميته، أول ما تعرفت عليه كان يستحوذ ويبيع دومينات مميزة، أذكر أول دومين عرضه علي كان يحمل اسم البرنامج الشهير «بالعربي» الذي تقدمه جيزيل خوري لقناة العربية!. مشاريعه التي يطرحها دائما تحمل صفة «المجنونة»، كلمته الدائمة هذه الأيام «الكاش ملك» ويقصد بها أن رأس المال الجريء هو الذي يصنع الفرص ويحقق لك العائد الأفضل دائما، ولا تستغرب إذا طرح عليك فكرة لتسويق آلة تعديل السمكرة أو شراء كمية كبيرة من الدومينات ثم بيعها بسعر أعلى، فالهدف دائما هو الاستقلال المالي عن الوظيفة والبعد عن الروتين الممل والدوام كل يوم، لم نخض مشاريع مع بعض لكننا نتحدث باستمرار عن الأفكار والطموحات والتطلعات. شخصية فهودي في الحديث عن المشروع: - يتكلم عن تفاصيل 20 مشروعا في وقت واحد. - أحيانا من فرط الحماس تشعر بأنه مشتت ويترك أي مشروع لأنه سمع عن آخر أفضل. - يبني شبكة علاقات بشكل جيد. - تبقى «الدومينات» المميزة وطرق قنصها من أقوى رابط في الأفكار بيننا. عياد - طالب الإقامة: أنديانا نوعية المشاريع: بوابات إلكترونية، موسوعات، قواعد بيانات ضخمة، محركات بحث. عياد خليط من الأحلام الكبيرة والأفكار المجنونة، أول مشروع خضناه معا كان مشروع «صواب» وهو قاعدة بيانات تحمل إجابات عن كل شيء، يشترك في تحريرها الأعضاء كان إطلاق الموقع بعد عدة أسابيع من إعلان القسم العربي في «جوجل» عن موقعهم إجابات، الهدف لم يكن منافسة «جوجل»، فمن الغبي الذي سيفكر هكذا؟ بل كان جل تفكيرنا هو بناء قاعدة بيانات ضخمة تعتمد على معلومات ثقافية؛ لذلك تم تقسيم الموقع كجامعة تحتوي على كليات كيمياء ورياضيات وأدب.. وكل تخصص يحوي أسفل منه المسارات الدقيقة، ومهمتي كانت اختيار الدومين وتقسيم الموقع والمشاركة في اقتراح شكل واجهة الموقع وبعدها أشغلتنا الدنيا عنه. أخبرني عياد بعدها بفترة أنه أغلق الموقع وهو حاليا مدير الموقع Webmaster لفريق AITP الخاص بجامعتة ساوث رين أنديانا، وهو يعمل على برمجة محرك بحث محافظ! عياد انتقد سابقا محركات البحث العربية بالذات الإسلامية منها ك أنا حلال، ويقول إنه سيتأخر في إطلاق محرك البحث الخاص به، ولا يزال يحتفظ بكمية دومينات مميزة. ميزات وشخصية عياد: - من الصعوبة استفزازه حتى لو حاولت أن تضع كل عيوب العالم في موقعه. - يعرف ماذا يريد. - الأنا ليست لديه، يتحدث دائما كفريق. - يعرض مشاريعه باستمرار على أساتذة في الجامعة وهذه تعطيها ميزة أكبر. - مشاريعه دائما ضخمة وتحتاج إلى صبر، أعتقد أنه يفتقده. مصطفى - طالب ويعمل مدير قسم استضافة المواقع والسيرفرات في Dimensions الإقامة: مانشستر. نوعية المشاريع: شبكات اجتماعية، أمن المعلومات. مشاريعه غالبا تتعلق بأمن المعلومات، ورغم أنه مقل في كتابة المقالات لكني أعجب كثيرا بطرحه وتشبيهاته للشخوص والأماكن والمنتجات. وعندما كان يجمعنا الويب العربي انتقدنا كثيرا عدة مواقع عربية وكنا نشترك تقريبا في الرؤى والتوجهات والأحلام. حاليا هناك فكرة لمشروع موقع اجتماعي عرضتها عليه وأبدى تجاوبا كبيرا جدا، والمشروع قمت بإعداده وكتابته لفترة طويلة جدا، وهو يتعلق بجانب بحثي علمي، والهدف منه توفير قاعدة بيانات لبحوث علمية، سيترى النور قريبا بإذن الله. شخصية مصطفى في المشاريع: - محترف. - يملك صفة الخبير بناء على تجاربه السابقة. - يعمل في شركة أحبها وأحب كل فريق العمل بها. وهي نوعية من الشركات تقدس العمل. - لديه نفس الهاجس الذي لدي: بناء مشروع عربي رائد. - يعرف ماذا يريد ويعرف ماذا أريد. أسلوبي في التعامل مع أي مشروع جديد: - أقرأ ملخصات وأفكار المشاريع السابقة. - أسجل جميع الأفكار والمحادثات والرسائل والمقالات عن المشروع وأضعها جميعا في ملف. - أتقمص دور العميل ثم أبدأ طرح الأسئلة. - أعرض فكرة المشروع على أربع أو خمس عقليات مختلفة: مستخدم محترف، متوسط، عادي. - أنصت بشكل جيد لكل الآراء الناقدة والساخرة والمحفزة. - أستخدم وأجرب وأشترك في خدمات مشاريع مماثلة. - أرسم خريطة ذهنية للمشروع بناء على تصوري، وكل ما دار في هذه النقاط السابقة. - أعلن المشروع في مرحلة الاختبار والتجربة «بيتا». - أحفظ ملف المشروع. هنالك الكثير من الأفكار والأحلام والتطلعات والرغبات، لكنها تحتاج إلى كتابة ثم رسم خطة عمل حتى تتحول لمشروع، ثم مراقبة ومتابعة، وضخ أموال أو أفكار جديدة حتى يستمر المشروع، وتحتاج إلى صبر ثم صبر ثم صبر.. حتى ترى ثمار نجاحك. سفر بن عياد http://fkker.blogspot.com