رغم تربعه على عرش الصدارة حتى الآن إلا أن الزعيم هذا الموسم ليس على ما يرام ,فالهلال الذي اعتاد أنصاره ومحبوه على رؤيته كالبدر المنير الذي يستأنس به كل من يراه ,أطل هذا الموسم بوجه شاحب وثوب مغاير لم يعتده أعداؤه قبل محبيه , حتى أضحى مهلهلا هشا تعصف به المشاكل وتحيط به من كل حدب وصوب. المدرج الأزرق الكبير أطلق صافرات الإنذار مبكرا ,وبات على وجل وخوف من مستقبل مظلم ومجهول ,فالكتاب الأزرق كما يراه عشاقه ومحبوه قد ظهر جليا للعيان من عنوانه الباهت . الميدان من خلال هذا التقرير الموسع يسلط الضوء على أبرز المتغيرات وأدق التفاصيل في البيت الأزرق والتي أدت إلى تفاقم الفجوة بين الزعيم وأنصاره وكذلك ظهوره بهذا المستوى الهزيل. الجراح الآسيوية والخروج المرير يغلفان المكان والزمان في الأزرق على الرغم من مضي عدة أسابيع على خروج الهلال المرير من البطولة الآسيوية إلا أن الإدارة الهلالية وكذلك الجماهير وكل المنتمين للنادي الكبير يعيشون صدمة الخروج المؤلم والحزين والذي كان بين عشية وضحاها حلما قريب المنال , فالمتتبع عن كثب لأوضاع الزعيم الحالية يدرك جليا أن الإدارة الحالية لم تستطع أن تخرج نفسها ولا حتى لاعبيها من حالة الحزن والذهول عقب الهزيمة القاسية برباعية مريرة من أمام أولسان الكوري والخروج على إثرها من البطولة الحلم والتي سبق وأن وعدت بها إدارة النادي وتكرست تلك الوعود في أذهان اللاعبين والجماهير ,بيد أن شيئا من ذلك لم يكن ,واستمرت العقدة الآسيوية والخروج المستمر والمستويات الباهتة والهزيلة هي السمة الأبرز لزعيم كان سيد القارة بأكملها إبان أزمنة فارطة . وباستثناء البيان الركيك والخجول وغير المقنع على حد وصف الجماهير الهلالية واصلت الإدارة الزرقاء سياسة صمتها المطبق جراء ما يعتري الفريق الأول من مشاكل ربما تعصف به وتقوده إلى عالم المجهول ,وتغيرت سياسة المكاشفة التي سنتها إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد في سنواتها الماضية مع الجماهير والإعلام وتحولت بقدرة قادر إلى صمت مطبق ولغز محير ,وبغض النظر عن تواري الإدارة الهلالية عن الأنظار وغيابها عن مكاشفاتها المعهودة ,فإن الجماهير الهلالية وفي بادرة جديدة على الكيان الأزرق طالبت ولاتزال برحيل الإدارة الحالية وافساح المجال لإدارة جديدة بعد أن قدمت إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد طوال مواسمها الخمسة كل ما تستطيع تقديمه ,وعللت الجماهير الهلالية مطالبتها برحيل الإدارة وعزتها إلى سببين رئيسيين يتمثلان في أخذ الإدارة الحالية فرصتها طوال السنوات الماضية دون تسجيل إنجاز خارجي يذكر , إضافة إلى انعدام الطموح وتوقف سقف الامكانيات المتاحة عند حد معين . الأجانب مكانك سر وكمبواريه غير مقنع منذ عدة مواسم والفريق الهلالي يتربع على قائمة الأندية التي يضرب بها المثل في جلب اللاعبين المحترفين الأجانب و المدربين العالميين والذين كانت لهم بصمات واضحة وجلية أمثال كوزمين وجريتس وطارق التايب وكماتشو وتفاريس ورادوي ونيفيز وغيرهم الكثير ,إلا أن سقف الطموح الأزرق توقف عند عدد من المدربين المتواضعين والمحترفين الذين هبطوا بمستوى الفريق وسجلوا ثغرات واضحة للعيان ولا يمكن لأي كائن من كان في أن يحجب تواضعهم بغربال ,فالممرن الحالي للفريق السيد كمبواريه لم يرتق حتى اللحظة لذائقة الجماهير الهلالية التي دأبت على رؤية جريتس وكوزمين ومن هم على شاكلتهم في سدة الجهاز الفني ,وكذلك اللاعبون الأجانب باستثناء البرازيلي لوبيز سجلوا فشلا ذريعا وحضورا مخيبا للآمال فالكوري بيونج والمغربي هرماش وكذلك السنغالي مانجان يجمع كل المراقبين والمتابعين لمسيرتهم الحالية مع الزعيم على أنهم دون المستوى والطموح بل يعتقد الكثيرون أنهم سبب رئيسي لظهور الزعيم بهذه المستويات الباهتة وأحد أسباب خروجه من المعترك الآسيوي في الفترة الماضية.