يريد حزب الله اللبناني الحفاظ على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي يتمتع فيها بالغالبية، ليمنع إعادة طرح مسألة ترسانته العسكرية أو انكشافه من قبل الدولة في حال وقوع مواجهة مع اسرائيل، بحسب عدد من المحللين. وفي حين تبدي المعارضة اللبنانية تصميمها على إسقاط الحكومة، مصوبة في شكل خاص على رئيس الوزراء الذي تتهمه بتغطية «الجريمة» بعد مقتل رئيس جهاز أمني سنّي معارض لسوريا، يبقى حزب الله بزعامة أمينه العام حسن نصر على صمته في انتظار انتهاء العاصفة. وتولت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة له تغطية الاحداث التي جرت في لبنان في اليوم نفسه، متحدثة عن قيام «أنصار حزب المستقبل» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري «بتقطيع أوصال المناطق اللبنانية (...) والاعتداء على المدنيين الآمنين». اوضحت انه مع أي حكومة جديدة «تشكلها المعارضة (قوى 14 آذار) أو تكون حكومة وحدة وطنية، سيصبح موقفه أصعب لا سيما لجهة المطالبة الصريحة لهذه القوى بسحب سلاحه، أو لجهة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» والمكلفة ملف اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005. صمت مقصود وبحسب المحللة السياسية أمل سعد غريب، يتبع حزب الله «استراتيجية صمت مقصودة إلى حين عودة الوضع إلى هدوئه، ولن يرد على الاتهامات الموجهة إليه لأنه غير راغب في تغيير الحكومة». واوضحت انه مع اي حكومة جديدة «تشكلها المعارضة (قوى 14 آذار) او تكون حكومة وحدة وطنية، سيصبح موقفه أصعب لا سيما لجهة المطالبة الصريحة لهذه القوى بسحب سلاحه، أو لجهة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» والمكلفة ملف اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005. ويمتلك الحزب ترسانة عسكرية ضخمة يقول: انها مخصصة لمقاومة اسرائيل، في حين يتهمه خصومه بالإفادة من هذا السلاح كوسيلة ضغط في الحياة السياسية الداخلية. هاجس اضافي يضعه الحزب في مقاربته تغيير الحكومة هو الوضع الاقليمي لا سيما في سوريا التي يعد الحزب اوثق حلفائها اللبنانيين «ويمكن ان تقدم اي حكومة جديدة دعما رسميا للمعارضين السوريين او ان تشكل وسيلة ضغط على دمشق التي لديها مشاكل حاليا مع اطراف سياسيين في لبنان». وفي حال تغيير تركيبة الحكومة «قد يصبح لسوريا مشاكل مع لبنان كدولة، مثل ما هو الحال مع تركيا»، بحسب امل سعد غريب مؤلفة كتاب «حزب الله: سياسات ودين». حكومة الغطاء لكن حزب الله يريد ايضا الحفاظ على الحكومة التي يتمتع وحلفاؤه فيها بغالبية 18 وزيرا من 30، لانه يرغب في الحصول على غطاء من الدولة اللبنانية في حال النزاع مع اسرائيل، بحسب وضاح شرارة احد الخبراء في شؤون الحزب. ويشير استاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الى ان حزب الله «يتمتع بثقل ووزن في الحكومة ويريد بالتأكيد ان يكون في امكانه، في حال تعرض لاعتداء اسرائيلي او اندلعت حرب بين اسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وايران التي يعتبر حليفها الابرز من جهة اخرى، ان يشارك في المعركة مستندا الى دعم الدولة اللبنانية». ووجه الحزب الشيعي المدعوم ايرانيا انتقادات الى الحكومة التي كان يرأسها فؤاد السنيورة المقرب من سعد الحريري، لعدم دعمها له بما يكفي خلال حرب يوليو 2006 ضد اسرائيل، والتي اندلعت بعدما قام الحزب بخطف جنديين اسرائيليين. وبحسب شرارة مؤلف كتاب «دولة حزب الله»، «لا يكترث الحزب كثيرا لتحركات المعارضة وتصريحاتها. ما يهم بالنسبة اليه هو ان تبقى الاكثرية الحالية، المصطنعة بالكامل والمؤلفة من اجزاء عدة، صامدة اكان عبر الابتزاز ام من خلال الترهيب الذي يمكن له ان يمارسه؟». لهذه الاسباب يمكن لحزب الله الاعتماد على الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، المعارض بشدة للرئيس السوري بشار الاسد، لكنه يخشى بقوة وجود حزب الله في المعارضة، علما انه هو من سمح في يونيو 2011 بتشكيل الحكومة الحالية بعد خروجه من معسكر الحريري. جنبلاط وقال جنبلاط في موقفه الاسبوعي لصحيفة «الانباء» الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه «إن التحامل على الحكومة (...) وربط كل المواقف المستقبلية بالاستقالة المسبقة للحكومة من شأنه أن يعرض البلاد للاهتزاز والسقوط مجدداً في الفخ الذي يريده النظام السوري وهو إدخال لبنان في الفراغ». من جهة اخرى، يدرك حزب الله ان المجتمع الدولي لا يريد تغيير الحكومة وان معارضيه لن يتمكنوا من شن هجوم على هذه الجبهة. وبحسب استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي «يركز سعد الحريري وحلفاؤه هجماتهم على نجيب ميقاتي لانه منافس سياسي على منصب رئيس الوزراء، ويتجنبون مواجهة حزب الله بشكل مباشر لانها ستتحول مباشرة الى مواجهات بين السنة والشيعة».