أجمعت المواقف السياسية الصادرة امس، في لبنان على استعجال تشكيل الحكومة، وجدد «حزب الله» طمأنته الى ان «لا عقبات» تعوق ولادة الحكومة، في حين تمسك احد اقطاب قوى 14 آذار ب «عدم توزير الراسبين» ودعت «القوات اللبنانية» الى «اخذ الواقع الجديد» الذي فرضه التحول السياسي لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في الاعتبار، وأصر الحزب «الديموقراطي اللبناني» برئاسة طلال ارسلان على أن تمثيله في الحكومة هو ل «مصلحة المعارضة». واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد «أن لا عقبات داخلية أمام تشكيل الحكومة، وإذا حصلت بعض الاهتزازات لدى بعض الاطراف نتيجة بعض المراجعات من بعض الفرقاء، فهذه الاهتزازات لا بد من ان تستوي وتعود الامور الى مجاريها الطبيعية، وأن يعود الرئيس المكلّف سعد الحريري ليستأنف اتصالاته، من اجل ان تظهر حكومة الوحدة الوطنية بالصيغة التي اتفقنا عليها بإطارها السياسي، ولعلّ ذلك يكون قريباً». ورأى رعد في مناسبة ل «حزب الله» «ان ما حصل لن يؤخّر كثيراً الجهود من اجل تشكيل الحكومة»، آملاً أن «تُستأنف الجهود خلال اليومين المقبلين، وأن تأخذ وقتاً يسيراً، لنكون على موعد مع تشكيل حكومة وحدة وطنية»، لافتاً إلى أن «هذه الحكومة أمامها استحقاقات كبيرة سياسية واجتماعية واقتصادية، ولا بد من ان ننهض بهذه الاستحقاقات جميعاً يداً بيد من اجل ان يكون موقفنا قوياً وموقعنا قوياً في مواجهة هذه التحديات». حرب: جنبلاط أربك الجميع وانتقد النائب بطرس حرب (من قوى 14 آذار) في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» موقف جنبلاط لأنه «جاء في وقت غير ملائم وأربك الجميع»، الا انه لم يفاجئه «نظراً للمواقف التي سبق وأطلقها». وقال: «جنبلاط محاط بمقربين ينتمون الى مدرستين: الاولى تؤيد مواقف وخط الرابع عشر من آذار، والثانية ترى فيها تعارضاً مع مسيرة حزبه وعائلته: ويبدو ان التوجه الاخير هو الذي طغى»، لافتاً الى ان «توقيت كلامه كان علامة نافرة، لأن الرئيس المكلف سعد الحريري شعر بطعنة من حلفائه في حين كان يواجه ازمات الأخصام السياسيين». ولفت الى ان جنبلاط «عندما كان حليفنا سبقنا وطحش بموقفه العدائي تجاه سورية في حين كان كلامنا اكثر موضوعية». وشدد على ان جنبلاط «لم يطلّق 14 آذار»، لافتاً الى انه «حليفنا ورفيقنا في مواجهة الجرائم التي وقعت وهو اضطُهد وهُددت حياته، والعلاقة التي بنيت على الدم لا تنسى»، مشيراً الى ان «جنبلاط لم يقطع الحوار مع قوى 14 آذار». وإذ اشار الى ان جنبلاط «كما يأخذ في الاعتبار الواقع السنّي - الشيعي، عليه ان يفعل الشيء نفسه مع المسيحيين وتستمر المصالحة الوطنية في الجبل لأنها اذا سقطت سيهتز الجبل». وقال: «يبدو ان المطلوب من جنبلاط ان يتخذ موقفاً ما قبل استقباله في سورية»، مرجحاً ان «يتخذ خطوة ما للرجوع عن المواقف التي سبق وأطلقها ضد سورية». وتوقف عند قول جنبلاط عن دعوته الى قوى الرابع عشر من آذار للتكلم بالعربية وقال: «كأنه يقول ان توجهنا ليس عربياً وهذا كلام غير صحيح»، موضحاً ان «قوى الرابع عشر من آذار هي قوى سياسية ومؤمنة بأن المدى الحيوي للبنان هو العائلة العربية التي ينتمي اليها، الا ان للبنان شخصيته وهويته العربية، اما اذا كان مفهوم العروبة عروبة سورية، فهذا يتناقض مع موقفنا لأننا ضد سياسة المحاور، وندعو الى الحياد الايجابي». ورأى ان «الرئيس المكلف سعد الحريري سيعود في الايام المقبلة لمتابعة مساعيه»، معتبراً ان «القنبلة الصوتية التي أطلقها جنبلاط لن تغير في المعادلة الحكومية»، لافتاً الى ان «المشكلة الحالية اليوم لا تزال قائمة عند النائب ميشال عون، ومطالبته بوزارة الداخلية تعني تعطيل الحكومة». وقال حرب: «كنت ضد ان تشترك الأقلية في الحكومة ومع ان تمارس الاكثرية حقها في تحمل المسؤولية، والأقلية تكون في المعارضة والرأي العام هو الحكم، فتشكيل الحكومات لا علاقة له بالتمثيل النيابي، وما يحصل في لبنان انهم يعملون على ضرب النظام السياسي وينفذون انقلاباً على الدستور ليس بالنص بل بالممارسة وهذا ما سيعرض مستقبل لبنان للخطر». واذ انتقد توزير النواب الراسبين، شدد على ان موضوع التوزير «ليس للمقايضة». ورأى ان «أكبر تعرض لصلاحيات رئيس الجمهورية وضربها حصل في اتفاق الدوحة ويكفي مزايدات بأن فريقاً معيناً أتى بحقوق المسيحيين». جابر: التأخير لم يعد مقبولاً ودعا عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية ياسين جابر الرئيس المكلف الحريري إلى «العودة إلى بيروت في أقرب وقت ممكن لتأليف الحكومة العتيدة»، معتبراً أن «البلاد والعباد بحاجة الى حكومة تدير شؤونهم بعد تفاقم المشاكل وتكاثر الاستحقاقات». وقال في تصريح: «لم يعد مقبولاً التأخير، ونتمنّى للرئيس المكلّف التوفيق، خصوصاً بعدما ساعده رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تعبيد طريق النجاح له في تشكيل حكومته الأولى طوال الفترة الماضية». عدوان: نؤيد علاقة الدولة مع سورية وأكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان أن «موقف القوات من الصراع العربي - الإسرائيلي هو الالتزام بالقضايا العربية، وفي مقدمها قضية فلسطين»، مؤكداً أن «النظرة إلى إسرائيل هي أنّها دولة عدوة للبنان»، وأضاف: «إن حصل أي هجوم على لبنان من إسرائيل فسندافع عن بلدنا». وعن الاتهامات الموجّهة إلى «القوات» بأنّها تبني خلايا أمنية، أكد عدوان أن «القوات ليس لديها أي نشاط مسلّح، وهي تطلب من الأجهزة الأمنية أن تقمع أي نشاط أمني أو تسلّحي عندها معلومات عنه»، وقال: «القوات بريئة من هذا الاتهام وستساعد في هذا الأمر لمنع أي التباس في هذا الموضوع». وعن علاقة «القوات اللبنانية» مع سورية، شدد عدوان على أنّ القوات «تريد أن تكون العلاقة قوية ومتينة بين الدولتين»، معتبراً أن «الإنجاز الذي حصل في التمثيل الديبلوماسي جيد، وعلاقة الرئيس ميشال سليمان مع سورية جيّدة ونؤيدها وفقاً للأصول»، مضيفاً: «نشجع أن تتحسن العلاقة بين الدوليتن وندعم مساعي رئيس الجمهورية في هذا الموضوع». ورأى أن في هذه العلاقة «الأهم من النصوص هو تصحيح الممارسة التي كانت في الماضي والتي كانت خطأً ولدينا فرصة في تصحيح هذه الممارسة». وشدد على أن «ليس المطلوب أن يحسّن كل فريق علاقته مع سورية، بل نريدها علاقة بين الدولة اللبنانية والدولة السورية». ولفت عدوان إلى أن «القوات أخذت قراراً بعدم التعليق على مواقف الوزير جنبلاط الاخيرة والسبب الأول هو أن «القوات» لها خبرة وتعرف بخصوصية الجبل، وبعد المصالحة نريد أن نكون حريصين جداً على العلاقة الدرزية – المسيحية، وهذا ما يخدم الطائفتين ويخدم لبنان، وبسبب أهمية المحافظة على ما صنعناه». ورأى أن «التعاطي بالشأن الحكومي لا يمكن أن يتم كما كان التعاطي قبل مواقف جنبلاط، وعليهم اخذ هذا الواقع الجديد في الاعتبار»، وقال: «المصلحة تقتضي وضع صيغ جديدة تخدم مصلحة اللبنانيين، اضافة الى قيام لجنة حوار». واعتبر عدوان أن «هناك تموضعاً جديداً، وهذا التموضع يحتاج إلى دراسة، وبالنسبة الى الأكثرية لا تزال هناك أكثرية نيابية نتمتع بها». «الحزب الديموقراطي» ومصلحة المعارضة وجدد «الحزب الديموقراطي اللبناني» في تصريح لمسؤول العلاقات الخارجية فيه سليم حمادة التأكيد «ان الحزب قدم للمعارضة أسماء عدة لتوزير أحدهم على أن يختاروا المناسب، وأن الحزب يعمل على تدعيم المعارضة وليس تصديعها، ومن مصلحة المعارضة ان يتمثل الحزب في الحكومة، فغيابه انتقاص من المعارضة ودورها، علماً ان مشاركة الحزب تتعلق بصحة التمثيل وليس بالموقع الطائفي». وقال النائب السابق سمير فرنجية «ان المطلوب في المرحلة الراهنة ان تجتمع قوى 8 آذار و14 آذار على مشروع الدولة»، وقال لاذاعة «الشرق» ان الرئيس المكلف «لن يخضع لابتزاز من اي جهة كانت»، منبهاً الى ان الانتظار يعني «مرحلة تقطيع وقت في انتظار ما قد يحصل في الخارج».